الوسم: قضايا

  • دعوات جمهورية لعزل بايدن بعد الكشف عن وثيقة  تظهر تورطه في قضايا فساد

    بدأ الجمهوريون في الدعوات لعزل الرئيس الأميركي جو بايدن بعد الإفراج عن وثيقة سرية لمكتب التحقيقات الفيدرالي توضح بالتفصيل تورطه المزعوم في مخطط رشوة دولي مرتبط بأوكرانيا وشركة بوريسما الأوكرانية.

    وبحسب الفوكس نيوز، أصدر السناتور الجمهوري تشاك غراسلي النموذج FD-1023 التابع لل FBI والذي يوضح بالتفصيل كيف قام بايدن مع ابنه هانتر بايدن، بإجبار ميكولا زلوشفسكي، المدير التنفيذي لشركة بوريزما Burisma على دفع ملايين الدولارات لهم مقابل مساعدتهم في طرد المدعي العام الأوكراني الذي يحقق في قضايا الشركة.

    وقال جراسلي إنه أصدر الوثيقة حتى يتمكن الشعب الأميركي من “قراءة هذه الوثيقة بأنفسهم دون مرشح من السياسيين أو البيروقراطيين”. الوثيقة المعنية هي نموذج FD-1023 أنشأه مكتب التحقيقات الفيدرالي، والذي حصل عليه السيناتور من خلال إفصاحات محمية قانونًا من قبل المبلغين عن المخالفات في وزارة العدل ،وفقًا لمكتب السناتور.

    وكتب النائب الجمهوري جيم بانكس معلقا على الوثيقة” هذه أعظم العائلات الفاسدة التي تعيش في البيت الأبيض على الإطلاق! يجب عزله!”

    وكتبت النائبة الجمهورية لورين بويبرت “اقرأ وافهم مدى عمق الفساد. يجب طرد بايدن من منصبه. يجب عزله!”

    وأشارت المرشحة السابقة لمنصب حاكم ولاية أريزونا والمحافظة كاري ليك إلى أن الرئيس مذنب بارتكاب “ابتزاز” و”خيانة” بالإضافة إلى الرشوة، وزعمت أن الرئيس السابق دونالد ترمب قد عُزل بسبب “جرائم” بايدن.

    وغردت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين “هل هذا هو سبب توريط بايدن أميركا في الحرب في أوكرانيا ؟؟؟ جو بايدن مجرم ومعرض للخطر! وهو يقودنا إلى الحرب العالمية الثالثة لأن الرئيس الأوكراني زيلينسكي لديه دليل على المزيد من جرائم بايدن” وتابعت “لم يعد بإمكان الجمهوريين التأخير لكننا بحاجة إلى 218 صوتًا جمهوريًا للقيام بذلك. لقد كنت هناك منذ اليوم الأول وكذلك الشعب الأميركي. اعزلوا بايدن!!!”

    من جهتها دعت النائبة الجمهورية آنا بولينا لوناك إلى مساءلة بايدن قبل إصدار الوثيقة، وكتبت أنه “بحاجة إلى عزله” بسبب “الأدلة والشهادة” التي رأيتها كعضو في لجنة الرقابة في مجلس النواب التي تحقق في الشؤون المالية لعائلة بايدن. وأضافت: “لقد تعرض للخطر وابنه يبيعه حقوق الوصول إليه”.

    وغرد النائب الجمهوري بات فالون قائلا “هذا دليل دامغ على أن بايدن تعرض للتأثير. تذكر عندما ذهب الديمقراطيون ورفاقهم في وسائل الإعلام إلى حد التساؤل عما إذا كانت هذه الوثيقة موجودة بالفعل؟”

    وأعلن النائب آندي بار وهو جمهوري من ولاية كنتاكي أن “ملحمة فساد عائلة بايدن مستمرة”.

    وتعهدت النائبة الجمهورية ليزا ماكلين من ولاية ميتشيغان، بأن لجنة الرقابة في مجلس النواب ستحاسب بايدن، في حين قال النائب جيسون سميث، من ولاية ميسوري، لشبكة فوكس نيوز، “إنه هناك بعض المخاوف الكبيرة من احتمال تعرض رئيسنا للخطر لصالح حكومة أجنبية”.

    وعلى الجانب الآخر قال المتحدث باسم البيت الأبيض للرقابة والتحقيقات إيان سامز ، “من اللافت للنظر أن الجمهوريين في الكونغرس، في حرصهم على ملاحقة الرئيس بايدن بغض النظر عن الحقيقة، يواصلون دفع الادعاءات التي تم فضح زيفها منذ سنوات”. وقال: “قيل إن هذه المزاعم تم فحصها من قبل وزارة العدل في ترمب، ومحقق أميركي عينه ترمب، ومحاكمة كاملة لعزل الرئيس السابق تركزت على هذه القضايا بالذات، ومرة ​​تلو الأخرى وُجد أنها تفتقر إلى المصداقية”.

    المصدر

    أخبار

    دعوات جمهورية لعزل بايدن بعد الكشف عن وثيقة  تظهر تورطه في قضايا فساد

  • “استدراج شباب نحو قضايا إرهابية”.. الأمن اللبناني في دائرة الاتهام

    شعارات دينية نشرها على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كانت كفيلة بتغيير مجرى حياته من طالب تمريض إلى مشتبه بتورطه في تنظيم إرهابي، بعد أن اعتُقل في كمين محكم ليقبع خلف القضبان منتظرا الحكم الذي سيصدر بحقه.

    الحديث هنا عن القاصر اللبناني، محمد (اسم مستعار)، الذي سقط كما عدد من شبان مدينته، طرابلس، في فخّ استدراج ما يسمى بتنظيم داعش.

    قبل أن يلتحق محمد بصفوف التنظيم الإرهابي خارج حدود بلده، أو يتورط بعمل مخلّ بالأمن، ألقت القوى الأمنية القبض عليه قبل نحو أسبوعين، لتعود أخبار داعش إلى الواجهة، لا سيما مع توجيه المدير العام لمركز “سيدار” للدراسات القانونية، المدافع في مجال حقوق الإنسان، المحامي محمد صبلوح، الاتهام لجهازي الأمن العام وقوى الأمن الداخلي بالوقوف خلف توريط قاصرين من شمال البلاد بقضايا إرهاب، وهو ما نفاه الطرفان بشدة.

    يؤكد صبلوح، أنّ “محمد وعددا من القاصرين والشبان الذين لا تتجاوز أعمارهم العشرين سنة، هم ضحايا لهذين الجهازين الأمنيين، اللذين يتابعان نشاط هؤلاء على صفحاتهم الاجتماعية، حيث يحددون من هم الأكثر قابلية للتجاوب مع أفكار التطرف، يتواصلان معهم منتحلين صفة عناصر من داعش، يعرضان عليهم الانضمام إلى التنظيم والسفر إلى سوريا أو العراق، يغوونهم بالمال ويطلبون منهم تنفيذ عمل إرهابي، وسواء وافقوا أم رفضوا يتم القبض عليهم”.

    وأضاف صبلوح لموقع “الحرة”، أنّ “قضية الشاب فاروق، تعدّ مثالا على ذلك، فهو “أوقِف في شهر ديسمبر الماضي، بتهمة التحضير لتنفيذ هجوم بطائرة مسيّرة على أهداف تابعة لحزب الله، حيث أُجبر خلال التحقيق على توريط خمسة من أصدقائه، والادعاء بتشكيلهم سويا خلية إرهابية، لتُمنح بعدها صحيفة محلية قريبة من الحزب، حصرية إعلان الخبر، وتحت عنوان (الأمن العام يُحبط مخطّطا إرهابيا لداعش)، أوردت تفاصيل السيناريو الهوليوودي، الذي كشفت حقيقته”.

    وذكرت الصحيفة حينها، أنّ “ما رشح عن التحقيقات حتى الآن، يشير إلى إحباط مخطط إرهابي ذي خلفيات طائفية واضحة”، مشيرة إلى أنّ “أحد الموقوفين اعترف بأنه كان يعدّ لتنفيذ هجوم إرهابي، بإطلاق النار على كنيسة في شارع عزمي في طرابلس، ليلة عيد الميلاد الماضي، أثناء توجّه المصلّين لحضور قداس الميلاد، إضافة إلى إحراق شجرة الميلاد في ساحة النور في المدينة، لـ”إخافة المسيحيين”، كما اعترف بأنّ مشغّليه اقترحوا أهدافا أخرى لاستهدافها، من بينها مستشفى الرسول الأعظم في ضاحية بيروت الجنوبية، وحسينية في منطقة بيروت، بواسطة مُسيّرة مفخخة، إضافة إلى أهداف أخرى في منطقة جبل محسن بطرابلس”.

    “فخ الأمن”

    توكّل صبلوح عن أحد الموقوفين في ملف فاروق، وبعدما دقّق فيه، ظهر بحسب ما يقول، أنه “مريض نفسي بشهادة طبيبه النفسي، الذي أشار في تقرير إلى أنّ عمره العقلي 11 سنة، في حين أنّ عمره الجسدي 21 سنة، كما تبيّن أنّ والده طرده من المنزل بسبب تعاطيه المخدرات، فلم يجد سوى حديقة في منطقة المنكوبين، مكانا يستقبله”.

    وتوصّل المحامي كما يؤكد، إلى أنّ “عناصر من جهاز معلومات الأمن العام، تواصلوا مع الفتى منتحلين صفة 3 أشخاص ارتبطت أسماؤهم بتنظيمات إرهابية، وهم جمال ملص، الموقوف السابق الذي أُطلق سراحه قبل سبع سنوات، ويعمل حاليا مزارعا في مدينة المنية، وشادي الغوطاني المقيم في مخيم عين الحلوة، وعبد العزيز الخطيب الموقوف في سجن رومية”.

    خلال التواصل مع فاروق، عبر الماسنجر، عُرض عليه، بحسب صبلوح، “الالتحاق بصفوف داعش في سوريا أو العراق، وعندما رفض تم إغراؤه بالمال، وحين اقتنع، طُلب منه القيام بهجوم عبر مسيّرة مفخخة، وتحديد مكان وجوده، لتسليمه ما يحتاجه لتنفيذ العملية، وبدلا من ذلك أوقِف من قبل عناصر الأمن العام”.

    أطلع صبلوح القاضي على ما توصل إليه، مثبتا ذلك من خلال الإضاءة على “عدم اعتقال ملص ونفي الغوطاني، الذي يعاني مرضا، التواصل مع فاروق، كذلك عدم رفع دعوى تجنيد بحق الخطيب، فما كان من رئيس المحكمة إلا أن حكم على فاروق قبل شهر ونصف الشهر، بالسجن سنة مع وقف التنفيذ، وكذلك بالنسبة إلى 3 أشخاص آخرين تم توقيفهم في الملف، وبرّأ قاصرا، وحكم على آخر مدة ستة أشهر لحيازته مسدسا”.

    ويضيف: “طلبت استدعاء محقق الأمن العام للتحقيق معه، لكنّ القاضي رفض، ما دفعني إلى رفع دعوى ضد هذا الجهاز الأمني”.

    ملفات مشابهة عدة ترافع عنها صبلوح، استطاع في بعضها أن يثبت “من خلال داتا الاتصالات، أنّ من أوقع بالقاصرين هو الجهاز الأمني الذي اعتقلهم، وبدلا من أن يأخذ القضاة دورهم بمحاسبة المسؤولين عن توريط هؤلاء، اكتُفي بمدة توقيف المشتبه بهم”، ويشدد، “للأسف ازدادت في الآونة الأخيرة عمليات الإيقاع بأبناء طرابلس في فخ الإرهاب بحجة الأمن الاستباقي”.

    وفي ما يتعلق بقضية محمد (17 سنة)، يشرح والده، “بدأ الكابوس قبل سنة، حين نشر شعارات دينية عبر صفحته على فيسبوك، في ذلك الوقت كان ملتزما دينيا، يقصد المسجد لأداء فريضة الصلاة، ويواظب على الصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، تواصل معه شخص ادعى أنه عنصر من داعش، استطاع مع الأيام التأثير عليه، إلى درجة أنه بات يطيعه ولا يبالي بكلامي، انغلق على نفسه، إذ لم يعد يرغب بالخروج من المنزل ومقابلة أصدقائه”.

    قبل أسبوعين، تفاجأت والدة محمد بارتدائه ملابسه ومسارعته للخروج من المنزل، وحين سألته عن وجهته أجابها بأنه سيقابل صديقا، فرحت كونه منذ زمن لم يلبِّ دعوة أحد، من دون أن تتوقع أنّ كمينا أمنيا أُعدّ لإيقافه.

    ويقول والده: “تبين لنا في ما بعد، أنّ من اتصل به لمقابلته هو الشخص الذي ادعى أنه من داعش، أطلعه أنه قدم من العراق ويريد رؤيته، فاتفقا أن يكون اللقاء في منطقة الشراع في الميناء”.

    بعد توقيف محمد، دهمت عناصر من شعبة المعلومات منزله، وأوقفوا، بحسب والده، جميع أفراد عائلته باستثناء والدته، “حققوا معنا على مدى أيام، من دون أن يثبتوا علينا شيئا”.

    ويضيف: “أكبر دليل على أنّ أحد عناصر هذا الجهاز هو من كان يتواصل مع ابني مدعيا أنه من داعش، هو مسارعته لمقابلته حين طلب منه، ما يعني أنه كان يعرفه جيداً”.

    توكّل صبلوح عن محمد، وبحسب ما يقوله: “حاولت القوى الأمنية القيام بكل ما في وسعها لتوقيف راشد في ملفه، لتحويله إلى المحكمة العسكرية، وبعدما فشلت سيحوّل من النيابة العامة العسكرية إلى النيابة العامة الاستئنافية في الشمال، وإلى حدّ الآن تمكنت عائلته من مقابلته مرتين من دون أن يُسمح لأفرادها الحديث معه بأيّ أمر يتعلق بالتحقيق”.

    ملف آخر مشابه، ضحيته هذه المرة بحسب صبلوح، “تلميذ ثانوي قاصر يعمل في محل لبيع السجاد، تواصل معه عناصر من شعبة المعلومات، حاولوا استدراجه لكي يوافق على الانضمام إلى داعش والسفر للالتحاق بالتنظيم، وذلك من خلال صفحة باسم السجين في رومية، عيسى قاطوع، وعندما لم يتجاوب معهم وحظر الحساب الوهمي، تواصلوا معه من حساب آخر، وعملوا كل ما في وسعهم للإيقاع به”.

    قصد المحامي قاطوع في السجن، حيث أكد له أنّ “مسؤولا في الأمن العام أطلعه على استخدام القوى الأمنية صورته، والتحدث باسمه مع قاصرين وشبان من طرابلس لتوريطهم”.

    ويضيف: “لو كان بالفعل قاطوع يقوم بتجنيد الشبان من داخل السجن، فلماذا لم يُدّعَ عليه بهذه التهمة، وفوق هذا رفضت القوى الأمنية تسليم داتا الاتصالات متضمنة الموقع الجغرافي، ورغم كل محاولاتها لتوريط هذا القاصر بملف ارهاب، أخلت الهيئة الاتهامية سبيله”.

    بين الواقع و”الفبركات”

    أسلوب الإيقاع بأبناء طرابلس يقتصر، بحسب الصحفي المتخصص بشؤون الحركات الإسلامية وقضايا الإرهاب، أحمد الأيوبي، على جهازين أمنيين “وذلك في إطار التنافس غير الشريف بينهما، فما يقومان به أشبه بتركيب ملفات من الاستدراج الأمني، الذي يهدف للوصول إلى شبكة أكبر، أو إلى إجهاض عمل أمني محتمل، لكن كل الحالات التي سُجلت حتى الآن، عبارة عن توريط للشبان، ما يطرح السؤال حول مدى مهنية وقانونية هذا الأسلوب بالاستدراج، الذي أثبت فشله وضرب حقيقة مكافحة التطرف”.

    وعن تواصل داعش في العراق بالفعل مع شبان من طرابلس، ونجاحها في تجنيد بعضهم، ودفعهم إلى مغادرة لبنان وعودة عدد منهم إلى وطنهم أجسادا بلا أرواح، قال الأيوبي: “أسقط أهل السنّة في لبنان المتاجرة بالتطرف، بالتالي اختفت هذه الحالة ولم يبقَ منها سوى ما يفبرَك من ملفات أمنية، ومن سبق أن غادر وانضم إلى صفوف تنظيمات متطرفة، هم بقايا المراحل السابقة التي أتت بموجة داعش وجبهة النصرة، ومنهم من هم ضحايا الفشل الأمني في معالجة شؤون شباب لبنان”.

    وكان العام 2021 قد شهد اختفاء ما يزيد عن الـ150 شخصا من طرابلس، أغلبيتهم ما دون العشرين سنة، وينحدرون من مناطق شعبية فقيرة، وبالتحديد من القبة والتبانة والمنكوبين، لتتلقى بعدها عائلاتهم اتصالا منهم، يطلعونها من خلاله أنهم في العراق، قبل أن يُقتَل عدد منهم، وتضجّ مواقع التواصل الاجتماعي بهم.

    والعام الماضي عادت أخبار داعش إلى الواجهة، مع إعلان الجيش اللبناني عن سلسلة عمليات أمنية، أسفرت عن توقيف خلايا مرتبطة به، منها من كانت تتهيأ لتنفيذ مخططات إرهابية، وبحسب قيادة الجيش، مديرية التوجيه، “أوقفت دورية من مديرية المخابرات بتاريخ 18 أكتوبر، المواطن (أ.خ.) لانتقاله، بتاريخ 20 ديسمبر 2021، إلى سوريا بهدف الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي والقتال إلى جانبه”.

    ولفتت في بيان إلى أنّ (أ.خ.) عاد خلسة إلى لبنان، وقام بتجنيد أشخاص لمصلحة التنظيم، وإرسال بعضهم إلى مناطق النزاع، وتحضير البعض الآخر لارتكاب اعتداءات في الداخل اللبناني، وذلك من خلال إعدادهم ذهنيا وجسديا، وشراء أسلحة وقنابل يدوية لهم، كي ينفذوا مخططاته.

    وقد تمكنت المديرية من توقيف المتورطين معه، وعلى رأسهم المدعو (ع.ر.)، الذي كان يتهيأ لتنفيذ مخطط إرهابي، مؤكدة أنّ التحقيقات مستمرة مع الموقوفين تحت إشراف القضاء المختص.

    يضيء الأيوبي “على الممارسات المخلة على المستوى الأمني والقضائي بحق قاصري وشباب لبنان، والتي بسببها أصبح المطلوب في قضايا بسيطة يخشى من اتهامه بقضايا خطيرة، منهم على سبيل المثال شاب سُجن مدة سبع سنوات، وخلال الخطة الأمنية في طرابلس أُُعدّ له ملف جديد، ما دفعه للهروب إلى تركيا، أصيب بشلل في رجله وعمى في عينه، والدته تعمل الآن في منزلها بإعداد وجبات طعام لكي ترسل له مصروفه، كذلك شاب كان يريد السفر إلى تركيا عبر البحر، قدّم جواز سفره إلى الأمن العام، ليتراجع بعدها عن قراره، تم الاشتباه به، وخلال التحقيق معه ظهر أنه كان هدفه الوصول إلى سوريا والالتحاق بأحد التنظيمات، فسُجن سنة على نواياه”.

    لا ينفي الأيوبي أنّ ما يعانيه شباب مدينة طرابلس من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، ترفع من منسوب قابليتهم الانزلاق إلى عالم الإرهاب، لكن في ذات الوقت يشدد على أنه “إذا كان هؤلاء يحتاجون إلى من يساعدهم على الدخول إلى هذا العالم، فإنّ 99 بالمئة من أبوابه أُغلقت”.

    ورقة أمنية

    يرى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أنه “لا بد أن تكون طريقة التعامل مع المتطرف المنتمي إلى تنظيم إرهابي سواء كان محليا أو إقليميا أو عابرا للحدود والقارات، مختلفة عن طريقة التعامل مع الإرهابي المحتمل”.

    ويشرح قائلا: “الإرهابي الحقيقي هو الذي مارس الإرهاب بأشكاله وصوره المختلفة، عن طريق التخطيط أو التحريض أو التنفيذ، فهذا الشخص يجب التعامل معه أمنيا لتفكيك الخلية التي ينتمي إليها والقبض على أفرادها”.

    أما الإرهابي المحتمل، كما يقول أديب لموقع “الحرة”، “فهو من تأثر بأفكار تنظيم إرهابي، أو لديه ميول له، سواء من خلال رفع بعض الأعلام الخاصة به أو ترديد مقولاته وأناشيده، هذا الشخص يجب احتواؤه من قبل المؤسسات اللبنانية، سواء الثقافية أو التربوية وحتى الأمنية، كنوع من الأمن الاستباقي للحؤول دون تجنيده وانزلاقه إلى مستنقع الإرهاب”.

    ويضيف: “يحق للأمن استدراج شخص ما في حالة الاشتباه بتواصله أو انتمائه لتنظيم ارهابي، فإذا اتضح خلال التحقيق معه صحة ذلك، عندها تستطيع أجهزة الأمن معرفة مع من تواصل وشكل هذا التواصل وطريقته، لكن إذا ظهر أنّ لديه انحيازا فكريا فقط، ولم يعلن انضمامه للتنظيم ولم يتورط في جريمة، فلا يجوز محاسبته على أفكاره”.

    وفي ما إن كان داعش لايزال مهتما في استقطاب شباب لبنان، أجاب أديب: “التنظيم الآن في حالة انكسار، وهو يسعى إلى تجنيد عدد كبير من الشبان، وبالتالي قد يستغل حالة الفوضى التي يتخبط بها لبنان سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا، لتحقيق هدفه، إما من خلال اللعب على العاطفة الدينية لدى القاصرين والشبان، أو حاجتهم للمال أو الجنس، أو محاولتهم الهروب من مجتمع لا يشعرون بانتمائهم إليه”.

    من جانبه، يقول الخبير الأمني العراقي، أمير الساعدي، إنه “بعد خسارات داعش الكبيرة في ساحات الميدان في معارك تحرير العراق، وفي قسم كبير من الأراضي السورية وبعض مناطق الشرق الأوسط، نشط هذا التنظيم الإرهابي لإيجاد سبل تتناسب مع حركة التطور المعولمة تقنيا وتكنولوجيا، تساعده في الوصول إلى عقول الشباب، ولهذه الغاية لم يستخدم فقط منصات التواصل الاجتماعي، بل نفذ إلى كل وسيلة جديدة”.

    هناك الكثير من الأدوات التي يعمل عليها “داعش” بحسب ما يقوله الساعدي لموقع “الحرة”، “لكسب عقول الشباب الذين لا يمتلكون الحصانة والوعي الثقافي الذي يمكّنهم من التصدي إلى تحفيز داعش للتطرف، من هنا يجب عمل جبهة مضادة، واستخدام وسائل صد وردع لهذا التطرف ليس فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل عبر بعض المنصات الاجتماعية والتوعوية التي تنتشر في المجتمعات العربية والمسلمة”.

    واحدة من الأوراق المتاحة أمام الأجهزة الأمنية والدوائر الاستخباراتية وإحدى وسائل الدفاع، كما يشدد الساعدي، هي “إنشاء صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للوصول إلى مجاميع داعش، لمعرفة من ينتمي إلى هذا التنظيم الإرهابي ويحاول كسب عقول الشباب تجاه التطرف والإرهاب، لاستخدامهم في ما بعد بعمليات عنف”.

    ويتابع: “استُخدمت هذه الورقة في العراق حتى من قبل شبان متطوعين، أنشأوا شبكات متعددة من هذه الصفحات، بعضها عمل بإشراف الأجهزة الأمنية العراقية، بهدف الوصول إلى خيوط التنظيمات الإرهابية”.

    رفض للاتهامات

    يتساءل والد محمد: “حتى لو افترضنا أنّ ابني تواصل مع عنصر من داعش، فهل ينص القانون اللبناني على محاسبة المواطن على أفكاره؟ فولدي لم يكن يعدّ لعمل تخريبي ولم يعثروا في منزلنا على أيّ نوع من الأسلحة أو المتفجرات، فلماذا يريدون خلق جرم ومجرم وهميين ولصالح من؟ ومن المستفيد من تشويه سمعتنا؟ فبعد الذي حصل قاطعنا عدد من الجيران الذين صُدموا بتطويق المبنى واقتحام مسكننا وكأننا إرهابيون نريد تفجير بلدنا”.

    الاستدراج جريمة يعاقب عليها القانون اللبناني بحسب صبلوح، الذي ينص على أنّ “تحقق الجرائم العمدية يتطلب توجيه الفاعل إرادته لارتكابها، وأن تكون تلك الإرادة مدركة وواعية، فإذا شابها خلل ما، عُدّ ذلك مانعا من موانع المسؤولية التي لا تبيح مساءلة الفاعل جزائيا، وقد سبق أن أصدرت محكمة التمييز الجزائية اجتهادا اعتبرت خلاله أنّ أيّ استدراج يعاقَب عليه المستدرِج ويعفى المستدرَج من العقوبة، فكيف إن كان الاستدراج لا يتعلق بمنع جريمة، بل بصناعتها وتأجيل ارتكابها”.

    ووجه صبلوح رسالة لقيادتي الجهازين الأمنيين لفتح تحقيق بما يدور خلف الكواليس، مؤكدا على استعداده تقديم المعطيات التي بحوزته للقضاء، لكشف من يقف خلف استدراج القاصرين والشبان.

    الاتهامات الموجهة إلى شعبة المعلومات، نفاها مصدر في قوى الأمن الداخلي، مشددا في حديث لموقع “الحرة” على أنّ “العمليات الاستباقية التي نقوم بها تهدف إلى حماية المجتمع من دون التعدي أو ظلم أيّ شخص”.

    كذلك، شدد مصدر في الأمن العام، على أنه “ليس لدى صبلوح الحق ولا الصفة لاتهامنا، وككل دول العالم نقوم بكل ما يخدم الأمن، ويمنع ضرب الاستقرار ضمن الأصول والقوانين، وإذا كان لديه ملف حول هذا الموضوع، يمكنه تقديمه إلى القضاء والادعاء لكشف الحقيقة، أما الإعلام فلتسجيل موقف وليس للمرافعات”.

    ويشدد “الأمن العام مؤسسة رسمية لها قوانين وقواعد وسلوكيات عمل، وليس ميليشيا، وحين نشتبه بشخص، نبدأ بتأسيس ملف له قبل تحويله إلى القضاء، وبناء على قرار الأخير يتم إيقافه، وبنتيجة التحقيقات معه إما أن يصدر القاضي قرارا اتهاميا أو ظنيا بحقه أو يطلق سراحه”.

    المصدر

    أخبار

    “استدراج شباب نحو قضايا إرهابية”.. الأمن اللبناني في دائرة الاتهام

  • التوسع الاستيطاني و”إيران وروسيا”.. أبرز قضايا اجتماع بايدن مع نظيره الإسرائيلي

    أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونظيره الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، الثلاثاء، على متانة العلاقات بين بلديهما في اجتماع بالبيت الأبيض، وذلك رغم التوترات بين الولايات المتحدة وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بسبب المستوطنات اليهودية والحقوق المدنية، وفقا لوكالة “رويترز”.

    وقال عدد من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي إنهم لن يحضروا جلسة، الأربعاء، في الكونغرس التي يلقي هرتسوغ كلمة فيها، وعزوا ذلك لأسباب من بينها سجل حكومة نتنياهو المتعلق بحقوق الإنسان.

    وفي اجتماع بالمكتب البيضاوي، قال بايدن لهرتسوغ إن التزام أميركا تجاه إسرائيل راسخ ولا يتزعزع. وأضاف بايدن أن البلدين يعملان معا لتعزيز الاستقرار والتكامل في الشرق الأوسط.

    وقال الرئيس الأميركي: “هناك كثير من العمل الشاق. لدينا كثير مما يتعين فعله، لكن هناك تقدم”.

    ومنصب رئيس دولة إسرائيل الذي يتولاه هرتسوغ شرفي إلى حد كبير. وأشاد هرتسوغ بالرئيس الأميركي ووصفه بأنه “صديق كبير” لإسرائيل.

    وقال هرتسوغ “بعض أعدائنا يخطئون أحيانا في فهم حقيقة أنه قد يكون بيننا بعض الاختلافات ويظنون أنها تؤثر على رباطنا الذي لا ينفصم”.

    وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة والتعديل القضائي الذي تسعى حكومة نتنياهو اليمينية إلى إقراره ولاقت بسببه انتقادات عنيفة من المحتجين.

    وقال البيت الأبيض إن بايدن وهرتسوغ تشاورا بشأن موضوعات من بينها “تعزيز التنسيق” لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وكذلك الشراكة الدفاعية بين إيران وروسيا. وأضاف أن بايدن كرر التزامه بالحفاظ على مسار يؤدي إلى تنفيذ حل الدولتين لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير إضافية لتحسين الوضع الأمني والاقتصادي في الضفة الغربية.

    واجتمع هرتسوغ أيضا مع نائبة الرئيس، كاملا هاريس، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان.

    والمرة السابقة التي اجتمع فيها بايدن وهرتسوغ في البيت الأبيض كانت في أكتوبر. وعاد نتنياهو إلى السلطة في ديسمبر.

    ووجه بايدن دعوة إلى نتنياهو، الاثنين، للقيام بزيارة رسمية للولايات المتحدة في وقت لاحق من العام الجاري.

    وكان بايدن قد أجل توجيه الدعوة بسبب مخاوف إزاء المستوطنات اليهودية وتعديل مزمع يقول منتقدوه إنه سيجرد المحكمة العليا بإسرائيل من كثير من صلاحياتها. وأثارت خطة التعديل احتجاجات مناهضة للحكومة في إسرائيل على مدى أشهر. وخرجت احتجاجات أيضا، الثلاثاء.

    وكتبت العضو في مجلس النواب في الكونغرس، إلهان عمر، على “تويتر” أن حضور جلسة الخطاب، الأربعاء، هو بالنسبة لها أمر في حكم “المستحيل”.

    وكتبت أول عضو من أصل فلسطيني في مجلس النواب الأميركي، رشيدة طليب، على “تويتر” إنها ستقاطع كلمة هرتسوغ.

    وقال عضو مجلس النواب الأميركي، جمال بومان، في بيان إنه لن يحضر الجلسة هو الآخر مبررا ذلك بما قال إنه “القلق من انعدام الشعور بالحاجة الملحة لتوفير السلامة والأمن لجميع الإسرائيليين والفلسطينيين في المنطقة وتنفيذ حل قيام دولتين في النهاية”.

    وقالت عضو مجلس النواب، ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، إنها أيضا لا تعتزم حضور الخطاب. وقال أحد معاوني كورتيز إنها تشارك كثيرا من زملائها مخاوفهم.

    وليس غريبا أن يتغيب أعضاء في الكونغرس عن خطابات الزعماء الأجانب في الاجتماعات المشتركة لمجلسيه. ولم يحضر عدد من الأعضاء خطاب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في يونيو، متعللين بمشكلات من بينها مخاوف حقوق الإنسان.

    وتخلف أكثر من 50 نائبا ديمقراطيا في 2015 عن حضور خطاب لنتنياهو في الكونغرس كان يُنظر إليه على أنه احتفاء بالنواب الجمهوريين بالكونغرس وتجاهل لسياسة الرئيس الديمقراطي حينئذ، باراك أوباما، المتعلقة بإيران. ولم يحضر بايدن الذي كان حينذاك نائبا للرئيس ورئيسا لمجلس الشيوخ.

    وحدد الزعماء الجمهوريون في مجلس النواب موعدا لتصويت يعبر عن دعم الكونغرس لدولة إسرائيل، وانتقدوا الديمقراطيين الذين قرروا مقاطعة الكلمة وكذلك انتقدوا تصريحا لعضو مجلس النواب براميلا جايابال، التي تقود مجموعة كبيرة من التقدميين في الكونغرس، وصفت فيه إسرائيل بأنها دولة عنصرية، قبل أن تعتذر جايابال عن ذلك التصريح، الأحد.

    المصدر

    أخبار

    التوسع الاستيطاني و”إيران وروسيا”.. أبرز قضايا اجتماع بايدن مع نظيره الإسرائيلي