نبه المركز الوطني للأرصاد من هطول أمطار خفيفة على أجزاء من منطقة الرياض اليوم الأربعاء، تنتهي الساعة 1 مساءً، على الأفلاج والسليل ووداي الدواسر. وتشمل التأثيرات المصاحبة رياحًا نشطة، وتدنيًا في مدى الرؤية الأفقية، وصواعق رعدية.
اتهامات لمنجم ذهب بالتسبب في التلوث وتحقيق يبقي الغموض
اتهامات لمنجم ذهب بالتسبب في التلوث وتحقيق يبقي الغموض
تعرض ستة صحافيين يعملون لصالح موقع مستقل متخصص في التحقيقات الاستقصائية في أذربيجان “أبزاس ميديا” إلى الاعتقال منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 في باكو. وكان هؤلاء الصحافيون قد نقلوا تفاصيل عن تحقيقهم لصالح مجموعة “فوربيدن ستوريز” الاستقصائية التي نشرت عملهم بالتعاون مع 14 وسيلة إعلام أوروبية بينها فرانس24 وإذاعة فرنسا الدولية (إر إف إيه) في إطار مشروع “باكو كونكشن”. عودة على الاحتقان بشأن منجم ذهب في غرب البلاد يستخدم منتوجه بصناعة بضائع تكنولوجية لماركات عالمية.
حرر هذا المقال: كورنتان بانييه
من خلال رؤية إصرارهم على مواجهة قوات الأمن التي تم نشرها لمنهم من التظاهر، نشعر بحالة الغضب العارم التي تستبد بهم. ففي 20 حزيران/ يونيو 2023، تظاهر سكان قرية سويودلو في غرب أذربيجان للتعبير عن رفضهم لبناء بئر جديد بمثابة بحيرة لتخزين فضلات منجم ذهب يعمل في المنطقة من سنة 2012 والذي تستغله الشركة الأمريكية “أنغلو آسيان مانينغ”. ويعتقد هؤلاء أن بحيرة الفضلات الأولى، التي شارفت على الامتلاء، تسببت في تلوث الهواء والتربة كما تسبب البخار الذي تخرجه في ارتفاع حالات الأمراض التنفسية.
مقطع فيديو نشر على حساب “أدربيجان ريببلكاسيAzərbaycan Respublikası” في فيس بوك يظهر غضب سكان القرية، 21 حزيران/ يونيو 2023.
تقع هذه البحيرة الاصطناعية الأولى التي تبلغ طاقة استيعابها نحو ستة ملايين متر مكعب على بعد بضع مئات الأمتار من بلدة سويودلو. ولفصل الذهب عن الصخور، تستخدم شركة “أنغلو آسيان ماينينغ” مادة السيانير ومن ثم تكب الوحل الناجم عن العملية والذي يحتوي على مواد سامة (مثل السيانير والأرسنيك) في البحيرة. ويتم ذلك بمعدلات لا تمثل تهديدا للطبيعة أو لصحة السكان، وفق تأكيد الشركة.
ولكن السكان يشعرون بعكس ذلك. ولكن تحركهم في حزيران/ يونيو الماضي سرعان ما انتهى. إذ تظهر صور رجال شرطة يرتدون أزياء مكافحة الشغب يطلقون عبوات غاز مسيل للدموع مباشرة على وجوه المتظاهرين ومن بينهم بالخصوص نساء مسنات أو استخدام أعيرة مطاطية لتفريق الاحتجاج.
“وضعت الشرطة حواجز ولم تسمح للصحافيين غير الموالين للحكومة بالدخول”
وفي سؤال لمجموعة التحقيقات الاستقصائية الدولية، يقول الصحافي المستقل عماد الدين شامل زاده:
كان هناك نحو 300 شرطي. كان العدد كبيرا قياسا بالمنطقة. وجاء ممثل السلطة المحلية للتحدث مع الناس. ومن ثم أراد نقلهم إلى ما يشبه بناية حكومية. كان يريد أن يجري معهم محادثة بدون حضور الصحافة أو ناشطين. رفض القرويون ذلك وحصلوا على طلبهم بأن ترافق وسائل الإعلام المحادثات.
في اليوم التالي، وضع رجال الشرطة حواجز ولم يسمحوا للصحافيين غير الموالين للحكومة بالدخول. ولم يسمح لهم بالتوجه إلى القرية أيضا وتم التحقق من جوازات السفر حتى تلك التي تعود لأهالي القرية.
وبعد ذلك، غادر عماد الدين شامل زاده البلاد. وذلك بعد أن تعرض للتوقيف عند عودته إلى العاصمة باكو بسبب نشره صورة لشرطيين حاضرين في سويودلو. ويؤكد شامل زاده أنه تعرض للضرب والتعذيب وهدد بالاغتصاب ما جعله يمنح كلمة عبور حسابه على فيس بوك للشرطة لكي يقوم بمسح المنشور.
وتم اعتقال ما لا يقل عن أربعة صحافيين منذ 22 حزيران/ يونيو بسبب تغطية أو تناقل أخبار عن هذه المظاهرات. ثلاثة كانوا في عين المكان بينهم نرجس أبسالموفا التي تعمل لصالح موقع “أبزاس ميديا”. واتهمت نرجس رجال الشرطة الذين اعتقلوها بممارسة العنف ضدها وضد زملائها. وحسب الشرطة، فإن الأشخاص الثلاثة الذين تم توقيفهم لم يكونوا يحملون أي “شارة خاصة” تسمح بالتعرف عليهم كصحافيين. كما تم توقيف صحافي آخر في 23 حزيران/ يونيو الماضي وهو مدير موقع “أبزاس ميديا” أولفي حسنلي بعد أن نشر صورة شرطيين اثنين متهمين باعتقال الصحافيين. وقد تم إطلاق سراحه بعد أربع ساعات.
في مقطع فيديو التقطه موقع أبزاس ميديا في قرية سويودلو، نرى المسؤول عن منطقة غادابي، أورخان مورسالوف يقول أمام المتظاهرين “القرية موجودة هنا منذ 11 عاما. هل كانت هناك شكاوى طيلة هذه الأعوام؟ لا، لماذا توصل السكان لقناعة بين ليلة وضحاها بأن البحيرة تمثل تهديدا لحياتهم؟ من المرجح أن الناس تلقوا معلومات كاذبة أو مغلوطة. ومن يقوم بتضليلهم؟ إنها وسائل التواصل الاجتماعي مع الأسف”. بعد أن اتهمت وسائل إعلام حكومية في أذربيجان وسائل إعلام في الغرب ومن ثم في روسيا بالوقوف وراء تنظيم هذا المظاهرات، تكلم رئيس أذربيجان الموجود في السلطة منذ 2003 إلهام علييف عن الموضوع في 11 تموز/ يوليو الماضي. وحسب الرئيس علييف، فإن خروج هذه المظاهرات جاء بسبب “محرضين” بينهم من “يختبئ في أذربيجان وآخرون في الخارج”. ولكن علييف دافع في المقابل عن حق السكان في التظاهر في محاولة لتلميع صورته وسط شعبه، وفق تأكيد ناشط. وقرر علييف تحميل المسؤولية لوزير البيئة الذي اتهمه بـ”الإهمال”. “والنتيجة كانت مستثمرا أجنبيا يسمم طبيعتنا” وفق ما قال علييف. وذلك على الرغم من أن الدولة الأذربيجانية منحت حق الاستغلال لشركة أنغلو آسيان ماينينغ والتي يملك الرئيس المدير العام فيها أكبر عدد من الأسهم وهو الأمريكي من أصل إيراني رضا فازيري والذي يقال أنه صديق شخصي لرئيس الدولة. كما أنه يتقاسم أرباح استغلال المنجم مع الدولة وفق اتفاق مبرم بين السلطات والشركة.
وأمرت سلطات أذربيجان في الأخير في منتصف يوليو/ تموز الماضي بإجراء تحاليل على الموقع وتم إيقاف النشاط في المنجم خلال فترة التحقيقات.
وفي 23 أيلول/ سبتمبر 2023، أعلنت شركة أنغلو آسيان ماينينغ نتائج التحليل في بيان. وأكدت أنه حسب التحاليل التي أجراها مخبر مايكون البريطاني ومخبر إيكليم الأذربيجاني، لم يكن هناك قلق من تلويث يسببه الموقع. حيث قال البيان “مستوى الإشعاع في جيدابيك مطابق للظروف الطبيعية في المنطقة”. وأضافت الشركة أيضا أنه “لم يتم رصد أي مشكل متعلق بجودة الهواء” وأن “كل عينة أخذت من التربة لم تكن تحتوي على كميات تتجاوز حدود المعقول من مادة السيانير (أقل من 0.06 مليغرام في الكيلوغرام). ولكنها لم تنشر أي تفاصيل أو منهجية التحقيق باستثناء أسماء المخابر التي قامت به. ولم ترد الشركة أو المخابر المذكورة عن طلب الاستفسار الذي وجهه فريق تحرير مراقبون للحصول على التقرير.
في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنت الشركة أنها وقعت على “خطة تحرك” مع حكومة أذربيجان لاستئناف نشاطها، وتنص الخطة على “مراقبة بيئية على الموقع” وإنشاء “مصلحة للتواصل مع السكان المحليين” بدون أن توضح كيفية عملها. في الأخير، أعلنت الشركة أنها تخلت عن مشروع إقامة بحيرة نفايات ثانية وفضلت رفع مستوى سد البحيرة الأولى لتواصل كب النفايات المنجمية فيها.
تواصل فريق تحرير مراقبون فرانس24 مع شركة أنغلو آسيان ماينينغ للاستفسار بخصوص عدة نقاط وبالخصوص بشأن نتائج مفصلة للتحاليل المخبرية أو تفاصيل مشروع رفع سد بحيرة النفايات الأولى. واكتفت الشركة بإعادة إرسال نفس بياناتها مضيفة رسالة من مديرها العام رضا فازيري ننقلها لكم بحذافيرها فيما يلي
من دون تقديم تفاصيل دقيقة، كيف يمكن قياس خطر التلوث؟ قام عضو في منظمة غير حكومية في أذربيجان “إيكو فرونت” بأخذ عينات من الماء والتربة في محيط بحيرة النفايات المنجمية وذلك أثناء المظاهرات التي خرجت في يونيو/ حزيران الماضي، ولكنه تعرض للتوقيف وتمت مصادرة العينات التي كانت معه. ولكن منظمة “إيكو فونت EcoFront” ما تزال على قناعة بأن بحيرة النفايات تمثل مصدر تلوث لأن مياهها تخترق الأرض. ويقول أحد مسؤوليها وهو جافيد غارا:
خلال الأعوام القليلة الماضية، توسعت مساحة بحيرة النفايات. لا يتعلق الأمر بعملية هندسية منظمة بل بمجرد شاحنات تحفر الأرض لتكبير البحيرة. ومع عمليات الحفر، تتسبب الشاحنات في اهتزازات وبالتالي تصدعات ومن ثم تسربات أكبر. يتسلل هذا الماء السام عبر الصخور ليصل إلى غاية الأنهار ومصادر المياه القريبة من الخزان. تقع بلدة سويودلو في مكان أعلى من خزان النفايات وبالتالي فهي غير مهددة بشكل مباشر لكن القرية تملك نشاطا زراعيا. إذ يحمل سكان القرية قطعان الماشية من أبقار وخرفان إلى مكان يقع أسفل الخزان لكنهم لا يستخدمون أبدا المياه القريبة من بحيرة النفايات وذلك لأنهم يعتقدون بأنها ملوثة.
غبار وروائح نتنة واختراق للتربة
أكد مختصون في الجيولوجيا تواصلت معهم مجموعة “فوربيدن ستوريز” هذه الهواجس مشيرين إلى أنه تم حفر بحيرة النفايات مباشرة في الصخور: “نرى عبر صور الأقمار الاصطناعية بأن الشركة حفرت داخل منطقة صخرية. وهو ما يعني سهولة أكبر في حصول تواصل بين النفايات المخزنة مع طبقات الأرض الباطنية وهو ما يزيد في إمكانية حصول تسربات تحت الأرض وفقها” مع تسربات لمياه بحيرة النفايات، وفق تحليل هؤلاء المختصين.
وتظهر صور التقطتها منظمة “إيكو فرونت” غير الحكومية وجود مركب صغير تحت السد الذي يحيط ببحيرة النفايات، الغاية منه التقاط تسرباتها. ولا يعد ذلك أمرا مفاجئا للمختصين في الجيولوجيا الذين يضيفون: “بين مركز الحفظ والطوبوغرافيا الطبيعية للمكان، يوجد هناك عدم تجانس وبالتالي تحدث تسربات بالضرورة”. ولكن حسب شركة أنغو آسيان ماينينغ، فإن الحوض الجانبي يتولى عملية تصفية المياه التي يمكن أن تكون ملوثة قبل صرفها في النهر.
وفي ظل غياب معطيات، لا يمكن للمختصين في الجيولوجيا الحكم على نجاعة الحوض ولكنهم يطرحون السؤال التالي: حوض صغير لا يمكنه التكفل بكل النفايات ولكنه قادر على امتصاص جزء منها، قدرة هذه المنشأة لا تتجاوز التقليل من تركز المعادن في المياه وهذا لا يعني بالضرورة امتصاصا ناجعا لهذه المواد قبل صرف المياه في النهر”. فيما أكدت منظمة “إيكو فرونت” من جانبها بأنها مقتنعة بأن هذا المركز لا يصفي مياه بحيرة النفايات بالقدر الكافي وبالتالي يتلوث النهر بشكل مباشر
مقطع فيديو التقطته منظم “إيكو فرونت” في أسفل سد بحيرة النفايات. وتخشى المنظمة غير الحكومية من أن حوض التصفية لا يقوم بما يكفي فيما يتعلق بالمياه التي يسكبها في النهر أسفله.
ويشتكي السكان أيضا من الروائح الكريهة التي تنبعث من البحيرة وفق تأكيد جافيد غارا الذي يضيف:
عندما يكون الطقس حارا، يبدأ كل هذا السائل بالتبخر. يكون هذا البخار نتنا بشكل لا يطاق خلال أيام الصيف الحارة. وهذا النوع من الخزانات لا يجب أن يكون موجودا بالقرب من منطقة سكنية.
في مقاطع الفيديو التي صورتها وسيلة الإعلام “أبزاس ميديا” ووسائل إعلام أخرى مستقلة خلال شهر حزيران/ يونيو الماضي، اشتكى سكان من عدة أمراض تنفسية. فيما تحدث آخرون عن ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان منذ تشييد بحيرة النفايات. ولكن قمع المظاهرات في المنطقة أتى أكله إذ لم يعد أي من سكان سويودلو يتجرأ على الإدلاء بشهادته لمجموعة “فوربيدن ستوريز” ولم نكن قادرين على الحصول على تقارير طبية تثبت هذه الأمراض.
وينطبق نفس الأمر على مدينة غابادي المجاورة التي تلتصق بشكل تام بالحوض المنجمي. ولكن هذه المرة، يكفي إلقاء نظرة على الخريطة ليحصل إجماع وسط علماء الجيولوجيا والمختصصين في المواد المسممة الذين تواصلت معهم المجموعة: إذ أن القرب الشديد للمدينة من المنجم يعرضها سكانها بشكل مؤكد إلى الغبار الذي تنقله الرياح أو مياه الأمطار.
أين ينتهي الأمر بذهب “غيدابيك”؟ حسب تقرير لنشاط شركة أنغلو آسيان ماينينغ لسنة 2022، تقتني شركتا تكرير سويسرية الذهب من الشركة. في اتصال مع مجموعة “فوربيدن ستوريز، أكدت شركة “أرغور هاريوس Argor-Heraeus” بأنها وضعت حدا لعلاقتها مع أنغلو آسيان ماينينغ حيث قالت “في إطار تحديث لعملية “Know Your Customer” (تعرف على زبونك) التي أطلقت في سنة 2022، لم تقدم شركة أنغلو آسيان ماينينغ أيا من المعلومات المطلوبة” حسب توضيح شركة تكرير الذهب السويسرية التي تؤكد بأنها قامت “بوقف التعامل مع الشركة منذ شهر أيار/ مايو 2023.” أي قبل قمع مظاهرات سويودلو.
أما الزبون الثاني لأنغلو آسيان ماينينغ وهو شركة تكرير الذهب إم كي إس MKS Pamp، التي أكدت لمجموعة “فوربيدن ستوريز” بأنها “تواصل التعامل مع شركة أنغلو آسيان ماينينغ” وأشارت إلى التحاليل المخبرية التي تم إجراؤها في صيف 2023. ومن بين زبائن شركة التكرير السويسرية هذه نجد كبار منتجي أجهزة التكنولوجيا مثل “آبل” و سامسونغ وتيسلا وإتش بي، والتي لم ترد كلها على طلب الاستفسار الذي قدمناه لها. وتبقى شركة مايكروسوفت الوحيدة التي ردت على أسئلتنا وأكدت أنها “تلزم مزوديها باحترام كل القوانين والمعايير المطبقة فيما يتعلق بالعمل والأخلاقيات والصحة وسلامة الشغل وحماية البيئة” بدون تقديم تفاصيل عن مشترياتها من الذهب من شركة التكرير السويسرية المذكورة سابقا.
“لا تطلب شركات التكرير من المناجم القيام بتحاليل علمية لجودة المياه وتلوث الهواء
وبالنسبة إلى المحلل مارك أوميل، المسؤول عن قسم المواد الأولية في منظمة “سويس إيد” Swissaid غير الحكومية، فإن شركات تكرير الذهب السويسرية ليست مطالبة بأي شكل من الشفافية، حيث يقول:
المشكل في واجب الاجتهاد لشركات تكرير الذهب، هو أنها تعتبر في معظم الحالات على طلب بسيط لعدد من الوثائق من عند المزودين أو الشركات المنجمية، لكن لا يوجد أي تفقد أو رقابة فعلية على المواقع المنجمية.
يقومون بعملية المراقبة في عين المكان ولا يخطر ببالهم في معظم الحالات هذا النوع من المشاكل لأنهم لا يتواصلون مع السكان المحليين الذين يعانون من التداعيات السلبية لهذه المناجم. الالتزامات التي تقع على عاتق شركات التكرير هي في النهاية محدودة جدا. لا تطلب شركات التكرير من المناجم التي تتزود منها القيام بتحاليل علمية لجودة المياه وتلوث الهواء، تطلب منها فقط وببساطة القيام بمراقبة وتحديد المخاطر والوقاية منها والتخلص من أثرها السلبي.
عندما تغلق حكومة ما منجما بسبب مشاكل متعلقة بالتلوث أو انتهاكات حقوق الإنسان، فإن ذلك يشكل بالتأكيد موضوعا مثيرا للقلق. فالدولة في حد ذاتها ليس لها مصلحة في إيقاف نشاط منجم لأن ذلك سيتسبب عموما في خسائر في العائدات
و”بسبب رغبتهم في التحقيق في موقع جيدابيك المنجمي، وأيضا بسبب اهتمامهم بملفات الفساد أو التعذيب التي يتهم بها النظام في أذربيجان، يواجه الصحافيين الستة المعتقلين الذين يعملون لصالح وسيلة الإعلام “أبزاس ميديا” خطر الحكم بالسجن لمدة تصل إلى ثماني سنوات” ويتعلق سبب اعتقالهم الرسمي بـ”تداول عملات أجنبية”.
بطاقة إنتاج تصل إلى 1200 كيلوغرام من الذهب كل عام، فإن منجم جيدابيك يبقى ذو إنتاج متواضع نسبيا مقارنة بمناجم أخرى لاستخراج الذهب. لكن هذه المنطقة النائية في أذربيجان مثل بارقة أمل تنموية. وعلى الرغم من أن المنجم يوفر فرص عمل للسكان، حل الخوف والقلق مكان الأمل التنموي إضافة إلى القمع العنيف لمئة متظاهر وتحقيق غامض حول ملف التلوث. وتطوق قوات الأمن المنطقة المنجمية والتي باتت موصدة أمام الصحافيين أو الناشطين. وعلى الرغم من أنه من الصعب بمكان تأكيد حقيقة التلوث، فإن الملف أقلق راحة السلطات في أذربيجان ويطرح سؤالا في بلد ما انفك يؤكد أن يضع ملف البيئة ضمن أولوياته، خصوصا وأنه سيحتض قمة الأطراف حول المناخ 29 “كوب 29” في كانون الأول/ ديسمبر 2024.
تم إعداد هذا المقال بالتعاون مع ليا بيريشون وليلى مصطفايافا ولمياء أديلجيزي وصوفيا ألفاريز جورادو (مجموعة فوربيدن ستوريز) وفيرجين بيرونون (راديو فرانس) وفروا روشتي (إر تي إس السويسرية).
عززت تحركات إسرائيلية من التقديرات التي تشير إلى قرب تنفيذ عملية اجتياح بري لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك على الرغم من تحذيرات أممية ومصرية من مخاطر وتبعات ذلك التوجه، وتواكبت مع ذلك تقارير عبرية تحدثت عن أن الجيش يدرس إجلاء سكان المدينة إلى شمال القطاع قبل مهاجمتها.
وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إنهم «حتى الآن تقدموا بشكل كبير في خان يونس، وسيطروا على جزء كبير من نظام الأنفاق الاستراتيجية لحركة (حماس) هناك، ويحرزون تقدماً في مطاردة السنوار، وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن السنوار وغيره من قادة (حماس)، بمن في ذلك قائد (القسام) محمد ضيف ونائبه مروان عيسى، يتحصنون في خان يونس منذ المراحل الأولى من الحرب».
وقال موقع «أكسيوس» الأميركي إن «الجيش الإسرائيلي دخل مؤخراً إلى معظم المواقع المركزية في نظام الأنفاق الاستراتيجية لـ«حماس» تحت المدينة، وقد دفع هذا التقدم الجيش الإسرائيلي إلى الاعتقاد بأنه يقترب من السنوار. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية تحتاج إسرائيل إلى نحو أسبوع من العمل الإضافي في خان يونس قبل الانتقال إلى رفح الحدودية.
ورفح هي آخر معقل لـ«حماس» لم تدخله القوات الإسرائيلية، وإذا ما استمر الجيش الإسرائيلي في هجومه نحو رفح الحدودية، فعلاً، فهذا يعني أن إسرائيل تجاهلت التحذيرات المصرية من الهجوم على رفح، والتي تضمنت كذلك رفضاً لمساعي تل أبيب للسيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي، وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين إلى مصر، وهو ما تعده مصر خطاً أحمر، ويقيم في رفح أكثر من مليون و200 ألف نازح، ما يجعلها مكتظة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل تدرس إجلاء السكان من منطقة رفح، قبل بدء العمليات العسكرية في المنطقة، تجنباً لصدام مع مصر.
وأكدت المصادر أنه تجري دراسة إمكانية السماح بعودة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله، وربما النساء والأطفال فقط في البداية. وأما الجانب الآخر الذي تجري دراسته فهو إجلاء السكان من رفح إلى أماكن أخرى داخل قطاع غزة. وذلك بهدف تخفيف الازدحام بالقرب من الحدود مع مصر، بما يقلل من مخاوفها.
وفي الأيام الأخيرة، أجرت إسرائيل محادثات مع مصر حول مسألة اليوم التالي للحرب. وتولى المحادثات من الجانب الإسرائيلي رئيس الشاباك رونين بار، ومنسق عمليات الحكومة في المناطق الجنرال غسان عليان. وترى إسرائيل أن لمصر دوراً مهماً جداً في اليوم التالي للحرب، لأنها بوابة الدخول والخروج البرية الوحيدة لقطاع غزة، علاوة على كونها عاملاً مؤثراً ومهماً في العالم العربي.
وحسب صحيفة «يسرائيل هيوم»، فإن إجلاء سكان رفح إذا ما تم فإنه يحتاج إلى وقت، وليس قبل بداية الشهر المقبل.
وذكرت الصحيفة العبرية أن مصر وجّهت مؤخراً رسائل قوية إلى إسرائيل مفادها أن مرور اللاجئين الفلسطينيين من غزة إلى سيناء سيعرّض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل للخطر. وأكدت الصحيفة أن مصر أوضحت لإسرائيل أنها تعارض بشدة توسيع القتال إلى رفح.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الثلاثاء، إن أي تحرك من إسرائيل لتوسيع عمليتها البرية في غزة لتشمل مدينة رفح المكتظة في جنوب القطاع قد يُفضي إلى «جرائم حرب يجب منعها بأي ثمن».
ونقلت الأمم المتحدة في بيان عن المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، قوله للصحافيين في جنيف إنه «بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن القصف العشوائي للمناطق المكتظة بالسكان يمكن أن يرقى إلى جرائم الحرب».
وأشار البيان إلى أن ذلك يأتي في الوقت الذي أشار فيه مكتب الشؤون الإنسانية إلى «زيادة الضربات» على محافظة رفح يومي الأحد والاثنين، بينما يواصل الآلاف من سكان غزة التدفق إلى رفح بمن فيهم الكثير ممن فرّوا من القتال العنيف في خان يونس.
ولفت البيان الأممي إلى أن هذا النزوح أدى لزيادة عدد سكان رفح إلى خمسة أمثاله منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وحذّر لايركه من أن «الأعمال القتالية المكثفة في رفح في ظل هذا الوضع يمكن أن تؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين، ويجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك».
ميدانياً، كثف الجيش الإسرائيلي هجومه في خان يونس جنوب قطاع غزة في محاولة لإنهاء القتال هناك في أسرع وقت، قبل الانتقال إلى مهاجمة مدينة رفح الحدودية، وهي مهمة ما زالت تشكل معضلة بالنسبة لإسرائيل التي تدرس خططاً مختلفة.
وقالت مصادر ميدانية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة ووجهاً لوجه تدور في أكثر من محور في قطاع غزة، أعنفها في خان يونس، وفي مناطق شمال القطاع. وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي رغم اقتحامه معظم خان يونس ما زال يواجه مقاومة ضارية هناك.
ويحاول الجيش الإسرائيلي السيطرة على خان يونس التي يعدّها عاصمة «حماس» منذ أكثر من شهرين ويتطلع إلى الوصول إلى قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار، أو محتجزين هناك. وأكد ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن وحدات من «الكوماندوز» تخوض قتالاً وجهاً لوجه في خان يونس، فوق وتحت الأرض، وأن القوات قتلت مسلحين ونفّذت عمليات مداهمة راجلة لبنى فوق تحتية وتحتية ودمروها.
ومقابل ذلك، أكدت «القسام» أن مقاتليها قتلوا مزيداً من الجنود في معارك خان يونس ودمّروا دبابات. وجاء في تصريح مقتضب من بين سلسلة من التصريحات: «تمكن مجاهدو القسام من استهداف مجموعة من جنود الاحتلال تحصنت داخل منزل بقذيفة (TBG) مضادة للتحصينات وأوقعوهم بين قتيل وجريح في منطقة الحاووز غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة».
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في قطاع غزة، الثلاثاء، مقتل 6 من عناصر الشرطة في قصفٍ إسرائيلي على مركبة في مدينة رفح فيما أكد شهود عيان أنهم كانوا يؤمّنون شاحنة مساعدات.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: «6 شهداء من عناصر الشرطة الفلسطينية إثر استهداف الاحتلال الإسرائيلي مركبتهم في حي خربة العدس برفح جنوبي قطاع غزة». وأكد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن الستة كانوا يقومون «بتأمين طريق مرور شاحنة تنقل طحيناً»، وأشاروا إلى أن «جثث الشهداء كانت أشلاء».
بدوره أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 3 عسكريين، الثلاثاء، في معارك غزة، وقال إن عدد الضباط والجنود الذين أُصيبوا منذ بداية الحرب على غزة، ارتفع إلى 2828، بينهم 1304 منذ بدء الهجوم البري.
ومنذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، قُتل 562 ضابطاً وجندياً. ومع مواصلة القتال في شمال وجنوب القطاع، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصف مناطق مختلفة، ما أوقع مزيداً من الضحايا والنازحين.
وقالت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء و143 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأعلنت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 27585 شهيداً و66978 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
رادار المرور يلتقط 1197 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة
رادار المرور يلتقط 1197 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة
شنت الإدارة العامة للمرور عددا من الحملات المرورية بالتنسيق مع إدارات المرور بمديريات الأمن المختلفة لتحقيق الانضباط، وتطبيق قانون ولوائح المرور على قائدى السيارات وضبط المخالفين منهم.
وأسفرت جهود الحملة خلال 24 ساعة عن ضبط 1197 مخالفة تجاوز السرعة، و136 مخالفة السير بدون تراخيص “قيادة وتسيير”، و13 دراجة نارية مخالفة، و19 مخالفة موقف عشوائى، و86 مخالفة شروط الترخيص وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتواصل أجهزة وزارة الداخلية حملاتها المرورية لضبط المخالفات المرورية.
وعززت الإدارة العامة لمرور القاهرة تواجدها بالشوارع والميادين، مع انتشار الخدمات المرورية، أعلى المحاور للعمل على إزالة أى أعطال مرورية، أو حوادث تعوق حركة السيارات بشوارع العاصمة، ولتسهيل وصول المواطنين إلى الأماكن التى يقصدونها.
وانتشر رجال المرور بربوع العاصمة لشن حملات مرورية مكثفة لرصد كل المخالفات المرورية بشتى أنواعها، وعدم التهاون مع مخالفى قواعد وآداب المرور، كما يتم رفع كل السيارات المتروكة التى يتم رصدها بالشوارع وتتسبب فى زحامات مرورية بالطرق.
وتمركزت الحملات المرورية أعلى المحاور والشوارع بالجيزة لرصد المخالفات وإلزام المواطنين بقواعد وآداب المرور، وللحد من وقوع الحوادث المرورية الناجمة عن السير عكس الاتجاه، أو الانتظار الخاطئ بالطرق السريعة.
كما شنت اﻹدارة العامة للمرور، حملات مكثفة على الطرق السريعة للحد من الحوادث ومنع القيادة تحت تأثير المخدر، لأنها تهدد سلامتك وسلامة الآخرين، كما تم تكثيف حملات الرادار ونشر سيارات الإغاثة المرورية وسيارات الدفع الرباعى والدراجات البخارية، كما عززت إدارة المرور من تواجد الخدمات المرورية على الطرق لتكثيف وانتشار عمليات مراقبة المحاور لمنع ظهور أى كثافات مرورية.
معرض الدفاع العالمي.. “الداخلية” تستعرض طائرة درون للتنبؤ بالمخاطر البيئية
معرض الدفاع العالمي.. “الداخلية” تستعرض طائرة درون للتنبؤ بالمخاطر البيئية
تستعرض وزارة الداخلية في معرض الدفاع العالمي 2024 م بالرياض، الذي يقام في الفترة من 4 إلى 8 فبراير 2024م، طائرة دون طيار”الدرون” الاستطلاعية للمراقبة الجوية المرئية لدعم الاستدامة البيئية. الطائرة مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وكاميرات وحساسات يمكنها التنبؤ بالمخاطر البيئية كالتصحر والفيضانات والحرائق من خلال مستشعرات ذكية. يذكر أن وزارة الداخلية تشارك في المعرض، الذي تنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية، للتعريف بمبادراتها وبرامجها لتعزيز المنظومة الأمنية وإسهاماتها في مجالات توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوطين الصناعات العسكرية، وتعزيز أمن الحدود، وتطوير المدن الآمنة، وإدارة الأزمات والكوارث والحشود، وحماية المنشآت الحيوية، والمحافظة على البيئة.
مركبة أمنية كهربائية
وعززت وزارة الداخلية منظومتها الأمنية بمركبة أمنية كهربائية في معرض الدفاع العالمي. وستنضم المركبة الأمنية بخطوات ثابتة إلى منظومة وزارة الداخلية الأمنية لتسهم في تعزيز الأمن، وتمثل أول مركبة أمنية كهربائية في السعودية، صديقة للبيئة بقدرات فائقة وفق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.