استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على حصلة أقلية في دوري المقاتلين المحترفين (بي أف أل) الأميركي للفنون القتالية المختلطة، على ما جاء في بيانين الأربعاء، في أحدث نموذج على التوجه الكبير للمملكة الخليجية الثرية للاستثمار في قطاع الرياضة.
وهو أول اتفاق تبرمه شركة “سرج” للاستثمارات الرياضية التي أعلن الصندوق تأسيسها مطلع الشهر الجاري بهدف “استضافة الفعاليات الرياضية العالمية” في المملكة.
وتسعى السعودية منذ سنوات لتعزيز قطاع الرياضة لديها ضمن خطة تحول اقتصادي، وفي إطار سياسة تقوم على تعزيز مصادر القوّة الناعمة للمملكة الطامحة لتلميع صورتها الخارجية.
ويأتي هذا الدفع ضمن “رؤية 2030” وهي أجندة إصلاحية يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يترأس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة.
وقال رئيس مجلس إدارة “سرج” بندر بن مقرن في بيان “يمثل اليوم علامة فارقة جديدة لشركة سرج حيث نقوم باستثمارنا الافتتاحي”.
وأضاف “يهدف هذا الاستثمار إلى رعاية المواهب المحلية والإقليمية في فنون الدفاع عن النفس، وتعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة، وتوفير فرص جديدة مباشرة للمملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على نطاق أوسع”.
وقبل عقد من الزمان فقط، كان للفنون القتالية المختلطة التي تجمع بين عناصر قتالية عدة، من الملاكمة إلى الجودو ومواي تاي، عدد محدود من المتابعين في السعودية، لكن ذلك بدأ يتغير عندما استضافت المملكة الخليجية الثرية مسابقة “قوّة الصحراء” الإقليمية الشهيرة في عام 2014.
ومذّاك، تزايدت شعبية الرياضة، المعروفة في المنطقة باختصارها الإنكليزي “أم أم ايه”، مع صعود المقاتلين من جميع أنحاء الشرق الأوسط وإنشاء مؤسسة وطنية للفنون القتالية المختلطة لتطوير المواهب السعودية.
وهذا الشهر فاز المقاتلان السعوديان عبدالله القحطاني ومصطفى راشد ندا، في مباريات على حلبة ماديسون سكوير غاردن في نيويورك في إطار دوري المقاتلين المحترفين.
ويعتزم دوري المقاتلين المحترفين إطلاق دوري إقليمي وتنظيم “أحداث ضخمة” أخرى في السعودية، حيث يشكّل الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 30 عاما 51,1 بالمئة من إجمالي سكان السعودية البالغ عددهم 32,2 مليونا.
ولم يتم الكشف عن قيمة الصفقة، لكن صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية ذكرت أنها تبلغ 100 مليون دولار.
وخلال السنوات الأخيرة، أحدثت السعودية ضجة كبيرة في قطاع الرياضة من ملاعب الغولف الخضراء إلى حلبات سباق الفورمولا 1 إلى كرة القدم، حيث تعاقدت الأندية السعودية مع نجوم كبار بما في ذلك البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار والفرنسي كريم بنزيمة.
وقد أثارت هذه الصفقات والمفاوضات التي تبلغ مئات الملايين من الدولارات مزاعم “تبييض رياضي”، أو استخدام الرياضة لصرف الانتباه عن سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان الذي يتعرّض بشكل متكرر لانتقادات لاذعة.
ساعات تفصل مجلس الأمن الدولي عن التصويت على التجديد السنوي الـ 17 لمهمة “اليونيفيل” في جنوب لبنان، والتي تنتهي، الخميس، الموافق لـ 31 أغسطس الجاري، في ظل احتدام للمفاوضات والجدال بين المجتمع الدولي ولبنان قبيل الوصول إلى مسودة نهائية للقرار المنتظر.
صعوبات جدية أحاطت هذا العام بمشروع التمديد الذي يتم بموجب القرار الدولي 1701، حيث لم يمر بالسلاسة المعهودة في السنوات الماضية، وذلك بعدما أطلق لبنان جهودا دبلوماسية كبيرة بدأت قبل نحو شهرين ولا زالت مستمرة حتى الآن في نيويورك، عبر وفد دبلوماسي من الخارجية اللبنانية وصل إلى نيويورك، من أجل تعديل فقرة أضيفت العام الماضي على قرار التمديد لقوات الطوارئ الدولية، تتيح لها حرية التحرك من دون أي تنسيق مع الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني.
وتمثل الفقرة 16 من القرار الدولي رقم 2650 الذي صدر عام 2022، أبرز مواضع الخلاف بين لبنان والمجتمع الدولي، وتنص على أن مجلس الأمن الدولي “يحث جميع الأطراف على التعاون التام مع رئيس البعثة والقوة المؤقتة في تنفيذ القرار 1701، وعلى كفالة الاحترام التام لحرية القوة المؤقتة في التنقل في جميع عملياتها ووصول القوة المؤقتة إلى الخط الأزرق بكامل أجزائه وعدم إعاقتها، ويعيد التأكيد أن القوة المؤقتة لا تحتاج إلى تراخيص أو أذن مسبق للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، وأنها مأذون لها بالاضطلاع بعملياتها بصورة مستقلة”.
يذكر أن اليونيفيل تأسست عام 1978، وتم توسيع ولايتها في القرار 1701 (2006) بعد حرب عام 2006 بين إسرائيل و”حزب الله”، حيث يتم تجديد ولايتها سنوياً بناء على طلب حكومة لبنان.
وتتركز مهام القوات الدولية بحسب القرار على مراقبة وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل ودعم السلطات اللبنانية في الحفاظ على المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، خالية من العناصر المسلحة أو الأسلحة أو الأصول الأخرى غير المصرّح بها.
انطلاقا من ذلك، وفي وقت يصعّد فيه تنظيم “حزب الله” من أنشطته العسكرية على طول الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل خلال الفترة الماضية، فإنه يجد بتعديل مهمات اليونيفيل ومنحها حرية التحرك وتوسيع صلاحياتها، استهدافا مباشراً له ولأنشطته، وتغيير بما يسمى “قواعد الاشتباك” القائمة جنوب لبنان بموجب القرار الدولي.
فيما يرى المجتمع الدولي، ولاسيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضرورة في توسيع صلاحيات القوات الدولية ونطاق عملها، وتمكينها من القيام بمهماتها في ضمان تطبيق القرار 1701، بعدما شابه انتهاكات كبيرة خلال العام الماضي كادت أن تصل إلى مواجهة عسكرية أو تتدحرج إلى حرب بين “حزب الله” وإسرائيل في أكثر من مناسبة وحادثة.
مطلب “حزب الله”
لا تبدو مهمة الوفد الديبلوماسي – العسكري اللبناني، برئاسة وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، سهلة في نيويورك، لاسيما وأنه انطلق في 24 أغسطس إلى نيويورك محملاً بمطلب علني لـ “حزب الله” بتعديل الفقرة 16، وهو أمر يدركه المجتمع الدولي وسفراء الدول الأعضاء، لاسيما وأن زعيم حزب الله، حسن نصرالله، كان قد عبر عن هذا المطلب.
وفيما حاول الإضفاء على خلفية إجراء تعديل بعدا سياديا لبنانيا “يتعلق بالكرامة”، على حد قوله، لوح زعيم حزب الله بأن قرار الأمم المتحدة فيما لو لم يسحب التعديل، فإنه “سيبقى حبرا على ورق”، مهددا بأن المجتمع المحلي جنوب لبنان “لن يسمح بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية.”
ومن المعلوم أن المناطق الخاضعة لولاية اليونيفيل جنوب لبنان، تشكل بمعظمها بيئة شعبية حاضنة لحزب الله، الذي لم يتردد في وضع أنصاره بوجه القوات الدولية في أكثر من مناسبة، بهدف عرقلة عملها أو وصولها إلى أماكن معينة لتفتيشها، ما أدى إلى وقوع صدامات عدة، كان أبرزها حادثة “العاقبية” التي راح ضحيتها جندي من الكتيبة الإيرلندية العاملة في لبنان في فبراير الماضي.
إلا أن اللافت كان تبني الدولة اللبنانية لسردية “حزب الله” نفسها، التي تضع الأهالي والمجتمع المحلي في وجه القوات الدولية، وهو ما صرح به وزير الخارجية اللبناني قبيل مغادرته إلى نيويورك.
حيث قال في حديث صحفي أن هدفه من التوجه إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك “ليس تحدياً لأحد ولا لعرقلة أي اتفاق يتعلّق بالتمديد للقوة الدولية”، مضيفا أن ما يهمّ لبنان هو “تخفيف بؤرة التوتّر الناجم أحياناً عن الاشتباك بين بعض الأهالي وعناصر اليونيفيل.”
وحمل بو حبيب مجلس الأمن مسؤولية “تردّي الوضع الأمني جنوباً”، في حال رفض التعديلات التي تطالب بها الدولة اللبنانية.
ونقل بوحبيب هذه الرسالة في لقاءاته على مدى الأيام الماضية مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
“قلق أميركي عميق”
وفي إطار لقاءاته اجتمع وزير الخارجية اللبناني بممثلة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، حيث نقل إليها موقف لبنان من التمديد لقوات اليونيفيل.
من جهتها رحبت غرينفيلد بتركيز لبنان على سلامة قوات حفظ السلام الأممية، بما في ذلك من خلال التعاون الوثيق بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل.
إلا أنها عبرت في المقابل عن “قلق عميق” لدى الولايات المتحدة، إزاء أعمال “حزب الله” الاستفزازية على طول الخط الأزرق، والتي تمثل “تهديداً متزايداً للسلام والأمن في لبنان، فضلاً عن أمن إسرائيل”.
سفيرة الولايات المتحدة شددت خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط، على أن الولايات المتحدة ملتزمة بتمديد بعثة اليونيفيل، “بحيث تكون قوية، بما يمكّنها من أن تؤدي واجباتها بشكل مستقل عن القوات المسلحة اللبنانية.”
وطلبت أن تتناول مناقشات تجديد التفويض، معالجة أنشطة جمعية “أخضر بلا حدود”، التي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة العقوبات مؤخرا لتقديمها الدعم والغطاء لعمليات حزب الله في جنوب لبنان على طول الخط الأزرق.
وفي هذا السياق أكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ “الحرة” أن “رفض حزب الله للتفويض هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تثبت أن حزب الله مهتم بمصالحه ومصالح راعيته إيران أكثر من اهتمامه بسلامة ورفاهية الشعب اللبناني.”
الخارجية الأميركية: تفويض يونيفيل يكشف حقيقة حزب الله
قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ”الحرة” إن “رفض حزب الله لتفويض (اليونيفيل) هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تثبت أن حزب الله مهتم بمصالحه ومصالح راعيته إيران أكثر من اهتمامه بسلامة ورفاهية الشعب اللبناني”.
وشددت المتحدثة على أن “الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بمهمة اليونيفيل وبسلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”، مشيرة إلى أن “استقلالية اليونيفيل وحرية حركتها هما عنصران حاسمان للغاية في قدرتها على إنجاز مهمتها، وهذا أمر منصوص عليه في اتفاقية وضع القوات بين اليونيفيل ولبنان والمعمول بها منذ عام 1995”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية التي فضلت عدم الكشف عن اسمها إنه “في حين أن اللغة المضافة في تفويض عام 2022 لم تمنح اليونيفيل أي سلطات إضافية، إلا أنها أكدت التزام المجتمع الدولي بحرية حركة اليونيفيل ووصولها إلى المناطق الرئيسية المثيرة للقلق وهو الأمر الذي لا يزال حاسما للتخفيف من عدم الاستقرار على طول الخط الأزرق”.
وجددت المتحدثة “دعوة السلطات اللبنانية إلى ضمان حرية حركة اليونيفيل ووصولها ومحاسبة المسؤولين عن عرقلة تنفيذ ولايتها وتهديد سلامة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.
من طرح الفصل السابع؟
وكانت الخارجية اللبنانية قد أذاعت معلومات رسمية مفادها أنه وبعد اطلاع وزير الخارجية على مسوّدة مشروع القرار المطروحة “عبّر بوضوح عن رفض لبنان للصيغة المتداولة كونها لا تشير الى ضرورة وأهمية تنسيق اليونيفيل في عملياتها مع الحكومة اللبنانية، ممثلةً بالجيش اللبناني، كما تنص اتفاقية عمل اليونيفيل المعروفة بالـSOFA، (Status of force agreement).
وذكر بوحبيب أن التجديد السنوي للقوة الدولية “يأتي بطلب من الحكومة اللبنانية”، معبراً عن رفض لبنان “إعطاء الشرعية لنقل ولاية اليونيفيل من الفصل السادس، وفقاً للقرار 1701، الداعي الى حل النزاع بالطرق السلمية، الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو الى فرض القرار بالقوة”.
هذه المعلومات التي وزعتها الخارجية اللبنانية، أثارت تساؤلات حول طرح الفصل السابع من أصله، والذي لم يصدر عن أي جهة دولية أو أممية، وما إذا كان طرحاً قد جرى تقديمه أم مجرد توصيف من وزارة الخارجية للمسودة المطروحة وتعديلاتها التي لا ترصد التنسيق مع الحكومة اللبنانية.
في هذا الإطار يشرح الخبير في القانون الدولي المحامي بول مرقص، أن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ينص على “التعامل مع حالات تهديد السلم والأمان والعدوان”. وتنص المادة الأولى ضمن هذا الفصل (المادة 39) على أن مجلس الأمن يجب أن يقرر ما إذا كان هناك تهديد للسلم أو انتهاك له، أو إذا تمت عملية عدوان قبل أن يتخذ الإجراءات المنصوص عليها في المواد اللاحقة.
وعليه يؤكد مرقص أن مجلس الأمن لا يمكنه إصدار قرارات بموجب الفصل السابع إلا إذا اتفقت الدول الخمس الكبرى على أن القضية المطروحة تشكل تهديدًا للسلم والأمان الدوليين، وإذا تم التوصل إلى هذا التوصيف هناك خطوات تدريجية غير عسكرية يمكن أن يتخذها مجلس الأمن، مثل المفاوضات أو فرض عقوبات اقتصادية، وإذا لم تثبت هذه الإجراءات فاعليتها، يمكن لمجلس الأمن أن يقرر استخدام وسائل أخرى، بما في ذلك العمل العسكري.
إلا أن نقل ولاية اليونيفيل الى الفصل السابع ليس على جدول أعمال مجلس الأمن، بحسب مرقص، الذي يلفت إلى أن مناقشات مجلس الأمن لتعديل الولاية تحتاج قبل ذلك إلى المرور بالخطوات المنصوص عليها في المادة 39 وما يليها من ميثاق الامم المتحدة.
وتجدر الإشارة الى أن معارضة لبنان للتعديلات المطروحة أمام مجلس الأمن، لا يعني بالضرورة تغيير القرار او الغاؤه، بل يحتاج الامر الى فيتو من احدى الدول الخمس دائمة العضوية فيه، بحسب مرقص، الذي يلفت إلى أن لبنان يعتمد بشكل عام على دعم الفيتو الروسي والصيني لمواجهة أي تعديلات غير مقبولة بنظره.
الـ 1701 هو الهدف
عام 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، القرار 1701 الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في لبنان. ويطالب القرار “حزب الله” بالوقف الفوري لكلّ هجماته والانسحاب إلى شمال نهر الليطاني، وإسرائيل بوقف فوري لكل عملياتها العسكرية الهجومية وسحب كلّ قواتها من جنوب لبنان.
القرار في حينها دعا الحكومة اللبنانية، لنشر قواتها المسلحة في المنطقة الحدودية الجنوبية للبنان، بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية، وبالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق.
إلا أنه وبعد 17 عاماً، يبدو تطبيق القرار على أرض الواقع شبه منعدم، وسط خروقات متبادلة بين حزب الله وإسرائيل تتخذ وتيرة شبه يومية، واتجاها تصاعدياً في التوتر المسجل بين الطرفين.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قدم في يوليو الماضي تقريره الدوري للمجلس، حول تنفيذ القرار 1701، مسجلاً سلسلة طويلة من الانتهاكات للقرار.
وبحسب غوتيريش فإن “وجود أسلحة في ميادين الرماية واستخدامها فعليا خارج نطاق سيطرة الدولة يشكّل انتهاكاً صارخاً آخر للقرار 1701، معبراً عن إدانته لاحتفاظ “حزب الله” وغيره من الجماعات المسلحة غير التابعة لدول، بأسلحة “غير مأذون بها واعترافها المتكرر بذلك”.
تقرير الأمين العام للأمم المتحدة دعا الجيش اللبناني إلى تسهيل وصول القوات المؤقتة إلى المواقع المطلوب زيارتها في إطار تحقيقاتها والتنفيذ اليومي لولايتها، واصفاً عدم القدرة على تقديم الدعم اللازم في هذا السياق بأنه “أمر غير مقبول”.
وأكد التقرير أيضاً أنّ التعزيزات الإسرائيلية الجارية في بلدة الغجر الحدودية، “لا تتوافق مع ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي منها”، كما أنها “تشعل فتيل التوتر”، وعبّر أيضاً عن قلقه من “الانتهاكات المستمرة للمجال الجوي اللبناني من قبل الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية، لافتاً إلى أنّها تشكّل انتهاكاً للقرار.”
وكانت قد شهدت الحدود بين الطرفين، توترات عدة العام الماضي، تخللها اطلاق صواريخ من جنوب لبنان، ورد إسرائيلي بقصف مدفعي وجوي، كذلك شهدت الحدود أزمة “خيم حزب الله” التي نصبها وفق ما يقول رداً على نشاطات للجيش الإسرائيلي في منطقة حدودية متنازع عليها (الغجر)، كذلك شهدت المنطقة عمليات خرق متبادل للخط الأزرق تخلله عمليات تخريب للسياج الحدودي، وصولاً إلى رصد إسرائيل لنشاطات علنية لعناصر حزب الله على الحدود.
كل هذه الخروقات والتوترات الحدودية تشير في النهاية إلى أن تطبيق القرار 1701 لا يتم كما يجب، وأن مهمة قوات اليونيفيل لا تحقق هدفها، هذه هواجس تشكل المنطلق الأساس للمجتمع الدولي في مطالبته توسيع نطاق عمل قوات اليونيفيل وفق ما يؤكد مدير “المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات”، العميد المتقاعد خالد حمادة في حديثه لموقع “الحرة”.
ويلفت حمادة إلى أن تعديل القرار في العام الماضي، الذي منح اليونيفيل حرية القيام بدوريات دون مواكبة الجيش اللبناني، أتى أصلاً نتيجة مجموعة من التقارير التي تتحدث عن الصعوبات التي تواجهها القوات الدولية في أداء واجباتها المنصوص عنها في القرار 1701، خاصة مع اعتراض دوريات اليونيفيل والاعتداء عليها، ومنعها من الوصول إلى أماكن معينة.
وفيما يعزو لبنان سعيه لسحب التعديل إلى أسباب “سيادية” يذكر حمادة بأن “الجميع في لبنان يدرك أن جنوب الليطاني ليس خاضعاً للسيادة اللبنانية وأمرة الجيش اللبناني، كل اللبنانيين يعلمون بوجود حركة نقل وتخزين وتحضير أسلحة وانشطة عسكرية لحزب الله، وزيارة قياديين من الحرس الثوري وغيره.”
ويرى الخبير الأمني أن على الدولة اللبنانية أن تسأل نفسها “هل يطبق فعلاً القرار 1701؟ هل يحقق الحاجات التي صدر لأجلها؟ الجواب بالنفي طبعاً والأدلة كثيرة.”
يستفسر حمادة أيضاً عن سبب عدم اعتراض لبنان على صيغة القرار منذ صدوره العام الماضي، وعليه يصف حمادة موقف الدولة اللبنانية بـ “المتناقض”، معتبراً أن عليها واجب أن تثبت كيف يمكنها ان تعالج الثغرات التي أدت في العام الماضي إلى التعديل، من خلال القوى الشرعية، “فهل تستطيع الدولة اللبنانية القيام بذلك؟ هذا هو السؤال الرئيسي”.
ويضيف أن هذا التعديل لم يكن له لزوم “لو ان الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها فعلياً في تنفيذ القرار 1701، وحماية سيادتها وحقها وحق قواتها الشرعية، في السيطرة على الأراضي اللبنانية”، وهو ما يدفع المجتمع الدولي للبحث عن سبل مختلفة لتنفيذ القرار الدولي، بحسب حمادة.
حبر على ورق أم تغيير لقواعد الاشتباك؟
وتكمن مشكلة المجتمع الدولي في تنسيق قوات اليونيفيل لتحركاتها مع الجيش اللبناني، انها ستكشف بشكل حتمي وجهة عمليات الاستكشاف و الاستطلاع والمداهمات، في ظل تنامي نفوذ حزب الله في الحكومة اللبنانية ودوائر صنع القرار، وسيطرته التامة على مناطق عمليات قوات الطوارئ الدولية.
في المقابل يرى الصحفي والكاتب السياسي، غسان جواد، في حديث لموقع “الحرة” أن الصيغة المطروحة لقرار التمديد من قبل فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا من شأنها “أن تؤسس لإشكالات امنية جنوب لبنان في المستقبل، خاصة مع المجتمع المحلي ضمن نطاق عمل القوات الدولية الذي لن يقبل بتحركها من دون مواكبة الجيش اللبناني.”
معتبراً أن قرار العام 2022 الذي أعطى اليونيفيل حق التجول بدون التنسيق، كان سبباً في الوصول إلى حادثة مقتل الجندي الإيرلندي، “فالتجول من دون مرافقة الجيش اللبناني سيؤدي حتماً إلى مشاكل”.
ويضيف المحلل السياسي المقرب من “حزب الله”، أن التداعيات اقتصرت على ذلك العام الماضي، “بكون قيادة اليونيفيل أرسلت كتاباً يتضمن رسالة للدولة اللبنانية ولحزب الله، مفادها أن القوات الدولية لن تطبق القرار بحذافيره، وستحافظ على التنسيق مع الجيش اللبناني.”
كلام جواد حول رسالة اليونيفيل كان قد أشار إليها وزير الخارجية اللبنانية في تصريحاته الصحفية قبل سفره إلى نيويورك حيث أكد أنه وبعد التمديد العام المنصرم وخلال الاجتماع معه “أبلغه قائد اليونيفيل اعتبار هذا النص كأنّه لم يكن، وأكد عدم تغيير قواعد اللعبة في جنوب لبنان.”
وأضاف بو حبيب أنه وبعد شهر من التمديد أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش له ولرئيس الحكومة “أنّ قواعد اللعبة لم تتغير وقوات الطوارئ ستبقى على تنسيقها مع الجيش اللبناني”.
هذا الواقع يؤكد عليه حمادة بدوره، لناحية أن التعديل الذي جرى “بقي العام الماضي في إطار نظري ولم يطبق على الأرض”.
وعليه يرى جواد أنه وفي ظل الإصرار الدولي على تمرير التعديلات المطلوبة، رغم ملاحظات لبنان عليها، سيتجه بالأمور إما إلى تأزم في علاقة اليونيفيل “مع محيطها المحلي في الجنوب اللبناني”، وإما ألا تلتزم القوات الدولية بتطبيق هذا القرار بحذافيره ويبقى الوضع القائم كما كان العام الماضي.
وعن تطبيق القرار 1701 يعتبر جواد أنه ما عاد من الممكن اليوم الحديث عن هذا القرار “فيما جميع الأطراف تجاوزته وباتت تخضع لقواعد اشتباك جديدة على أرض الواقع، ولا تزال متغيرة”، واضعاً الجدل القائم حالياً حول مهمات اليونيفيل في سياق “محاولات تبديل قواعد الاشتباك”، مشيراً إلى حزب الله والدولة اللبنانية يريدان الحفاظ على المسار المعمول به منذ العام 2006، فيما تغييرها سيكون “بالغ الحساسية ويحتاج معالجة”.
من ناحيته يرى العميد المتقاعد أن على الدولة اللبنانية أن “تمتلك الجرأة”، فإما أن تعلن عدم التزامها بالقرار 1701، أو فلتطبقه ولتسهل مهمة المجتمع الدولي، “ولكن لا يمكن التستر خلف القرار الأممي ثم الخضوع لقواعد اشتباك معينة، متماهية مع ما يريده حزب الله ومن خلفه إيران، وكأن هناك تحالف ما تريد الدولة اللبنانية ان تعبر عنه وهي محرجة.”
ويضيف حمادة أن حزب الله لديه مصالح إقليمية تريدها طهران، من خلال تثبيت الوجود المسلح على الحدود الجنوبية، فيما “لا يمكن اختصار الدولة اللبنانية بما يمليه حزب الله الذي يرى أن امن الجنوب من مسؤوليته ويهمش دور الجيش اللبناني”.
حل وسطي؟
وتلعب فرنسا، بكونها الجهة العاملة على صياغة مسودة القرار الأممي بشأن التجديد لقوات اليونيفيل، دور الوسيط في محاولة مقاربة وجهات النظر بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن ولبنان الذي يتمسك بمطالبته بتعديل المادة 16 وفرض التنسيق مع الحكومة اللبنانية، ويعارض توسيع مهمات القوات الدولية.
ويحاول الجانب الفرنسي الوصول إلى صيغة للقرار تحفظ مطالب الطرفين، فبحسب مسودة للقرار الأممي، وزعت مساء أمس، وتداولتها وسائل إعلام محلية في لبنان، تتجه الجهود نحو الحفاظ على استقلالية عمل قوات اليونيفيل وحرية حركتها من جهة، والتأكيد على أهمية التنسيق مع السلطات المحلية والجيش اللبناني من جهة أخرى، مع تلبية لمطالب لبنانية أخرى.
ومن بين المطالب التي يقترحها لبنان أيضاً في التجديد، الحصول على اعتراف من الأمم المتحدة بتسمية الجزء الشمالي من بلدة الغجر، بأنه “خراج بلدة الماري” وذلك لتثبيت لبنانيتها، ومن غير الواضح إذا ما ستتضمن المسودة الفرنسية هذا الأمر أو سيحظى بموافقة الدول الأعضاء.
وتشارك فرنسا ضمن القوات الدولية العاملة جنوب لبنان بكتيبة مؤلفة من نحو 900 جندي، بالإضافة إلى دول عدة أبرزها لناحية العدد أندونيسيا والهند والنيبال واسبانيا وغانا، وتسعى تلك الدول إلى توفير وضمان بيئة عمل آمنة لجنودها، حيث دائما ما تسعى للتواصل والتأثير الإيجابي في محيطها المحلي ونسج علاقات متينة مع السكان عبر دعمهم وتنمية المناطق.
ومن شأن هذا الاعتبار أن يلعب دوراً بارزاً في القرار الأممي المنتظر التصويت عليه، فيما لا تزال الصيغة النهائية لنص القرار غير واضحة أو محسومة.
نفى رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء، “كل ما يروج له بشأن عودة النظام السابق، وأنه لا نية لدينا للسيطرة على السلطة”.
وقال، في تصريحات من مصر التي يزورها حاليا، إن المجلس “يسعى لإقامة نظام ديمقراطي، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في السودان”.
وأضاف البرهان أن العمل ينصب حاليا على “وضع حد للحرب في السودان، وإنهاء المأساة الحالية”، حيث “شرحنا للقيادة المصرية تطورات الأوضاع في السودان”.
ثمن البرهان موقف مصر بشأن استقبال اللاجئين السودانيين، مشيرا إلى أن “الحرب في السودان كانت بسبب محاولة مجموعة السيطرة على السلطة”.
ووصل البرهان، الثلاثاء، إلى مطار مدينة العلمين الساحلية في شمال مصر حيث استقبله الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في زيارة هي الأولى له خارج البلاد منذ بدء الحرب بين قواته وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر.
وأفاد بيان صدر عن المجلس السيادي السوداني بأن الزيارة تهدف إلى إجراء “مباحثات مع السيسي تتناول تطورات الأوضاع في السودان والعلاقات الثنائية بين البلدين”.
ويقول خبراء إن مصر والسعودية تدعمان الجيش في السودان، بينما تدعم الإمارات العربية المتحدة قوات الدعم السريع برئاسة، محمد حمدان دقلو. علما أن السعودية تشارك في جهود وساطة مع الولايات المتحدة لوقف الحرب في السودان، بينما أبدت مصر بدورها استعدادها للتوسط.
وفي هذا الصدد قال محلل الشأن السوداني بمعهد ريفت فالي، مجدي الجزولي، لوكالة فرانس برس إن “مصر هي القوة الإقليمية الرئيسية التي بيدها حل وعقد شؤون السودان”.
وأوضح الجزولي أن “الطبقة السياسية السودانية تدهورت … ولم يعد في مقدورها على الأقل في الوقت الحالي القيام بأي خطوة يعتد بها في اتجاه تحديد مستقبل السودان السياسي، بل صار هذا المستقبل رهين بالدرجة الأولى بمآل الحرب الدائرة الآن”.
وهي المرة الأولى التي يغادر فيها البرهان السودان منذ بدء المعارك العنيفة في 15 أبريل والتي حصدت آلاف القتلى وخلفت ملايين المشردين ودمارا وانتهاكات واسعة.
وكان البرهان وصل، الأحد، إلى بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، بعد تفقده للمرة الأولى منذ بدء الحرب، عددا من المناطق الأخرى خارج الخرطوم حيث لازم لمدة أربعة أشهر مقر قيادته الذي كان يتعرض لحصار وهجمات متتالية من قوات الدعم السريع.
واستبعد البرهان، الاثنين، خلال تفقده جنودا في قاعدة بحرية في بورتسودان التي بقيت بمنأى عن الحرب حتى الآن، أي فرصة للمفاوضات.
وأثمرت وساطات سعودية أميركية خلال الأشهر الماضية اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار لم تصمد. كما قادت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) مبادرة إقليمية لم تثمر أيضا.
أعلن ضباط كبار بالجيش الغابوني عبر التلفزيون الرسمي، الأربعاء، عن وضع الرئيس، علي بونغو، قيد الإقامة الجبرية في الغابون، حسبما نقلت فرانس برس.
من جانبه، قال مراسل لرويترز إن المئات يحتفلون في وسط ليبرفيل عاصمة البلاد، اليوم الأربعاء، بعدما أعلنت مجموعة من كبار الضباط الاستيلاء على السلطة في البلاد.
وأعلن عسكريون استيلاءهم على السلطة، وإنهاء النظام القائم، وذلك بعيد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية.
وقال الضباط إن “الانتخابات العامة الأخيرة تفتقر للمصداقية وإن نتائجها باطلة”، مؤكدين أنهم “يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الغابون”.
وتم “إغلاق حدود البلاد حتى إشعار آخر وحل مؤسسات الدولة”، بحسب رويترز.
وفاز رئيس الغابون، علي بونغو، الأربعاء، بفترة ثالثة بعد انتخابات متنازع على نتائجها، وفقا لرويترز.
وقال مركز الانتخابات في الغابون، الأربعاء، إن بونغو فاز بفترة ثالثة في الانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 64.27 في المئة من الأصوات.
وأتى هذا التطور فيما تشهد البلاد حظر تجول وانقطاع الإنترنت في كل المناطق، منذ السبت، في إطار إجراءات اتخذتها الحكومة قبل إغلاق مراكز الاقتراع من أجل الحؤول دون نشر أنباء كاذبة” وحصول “أعمال عنف” محتملة.
وعادت خدمة الإنترنت، قرابة الساعة السابعة صباحا بتوقيت غرينتش، الأربعاء، بحسب صحفي في وكالة فرانس برس.
وبعيد تلاوة بيان العسكريين سمع صحفيو وكالة فرانس برس إطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية في أحياء عدة من ليبرفيل.
لكن تلك الطلقات المتفرقة توقفت بعد فترة وجيزة.
ورأى العسكريون أن تنظيم الانتخابات “لم يحترم شروط اقتراع يتمتع بالشفافية والمصداقية ويشمل الجميع كما كان يأمل الشعب الغابوني” منددين بـ”حوكمة غير مسؤولة تتمثل بتدهور متواصل للحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى”.
وأضاف البيان “حلت كل المؤسسات، الحكومة ومجلس الشيوخ والجمعية الوطنية والمحكمة الدستورية. ندعو المواطنين إلى الهدوء ونجدد تمسكنا باحترام التزامات الغابون حيال الأسرة الدولية” مؤكدا إغلاق حدود البلاد “حتى إشعار آخر”. وقال “قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم”.
وانتخب بونغو البالغ 64 عاما في عام 2009 بعد وفاة والده، عمر بونغو اونغيمبا، الذي حكم هذا البلد الصغير والغني بالنفط لأكثر من 41 عاما. ونددت المعارضة بانتظام بتواصل حكم “سلالة بونغو” لأكثر من 55 عاما.
وكان، علي بونغو، مرشحا لولاية ثالثة خفضت من سبع إلى خمس سنوات في انتخابات، السبت، التي شملت ثلاثة اقتراعات رئاسية وتشريعية وبلدية كلها بدورة واحدة.
وقبيل ظهور العسكريين لإعلان الانقلاب، أعلنت النتائج الرسمية عند الساعة 03:30 (الساعة 02:30 ت غ) عبر التلفزيون الرسمي من دون أن يكون أعلن عن ذلك مسبقا.
وتفيد النتائج أن المنافس الرئيسي لبونغو، ألبير أوندو أوسا، حصل على 30,77 في المئة من الأصوات فيما تقاسم 12 مرشحا آخرا ما تبقى من أصوات.
وكان أوسا تحدث عن “عمليات تزوير أدارها معسكر بونغو” قبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع، السبت، وأكد فوزه بالانتخابات. وناشد معسكره بونغو الاثنين “لتنظيم تسليم السلطة من دون إراقة دماء” استنادا إلى فرز للأصوات أجراه مدققوه ومن دون أن ينشر أي وثيقة تثبت ذلك.
في أول ظهور له بعد إعلان ضباط الاستيلاء على السلطة في الغابون عبر التلفزيون الرسمي، دعا الرئيس علي بونغو، المواطنين إلى “إحداث جلبة”، ورفض الانقلاب عليه.
وظهر بونغو في مقطع فيديو صغير، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ومدته أقل من دقيقة، وهو يجلس على كرسي وخلفه رفوف وضع عليها بعض الكتب، ويصوره شخص آخر.
وقال: أنا علي بونغو، رئيس الغابون، أنا أرسل رسالة إلى كل الأصدقاء في كل العالم لإحداث جلبة”.
— Stanis Bujakera Tshiamala (@StanysBujakera) August 30, 2023
وأضاف أنه محتجز في منزله، كما أن ابنه وزوجته محتجزان في مكانين آخرين ولا يعلم عنهما شيئا.
وأشار إلى أنه لا يعلم ما يحدث لكنه طالب مرارا العالم بإحداث جلبة “أنا أتوسل إليكم”.
ونشر الفيديو بعد ساعات من إعلان ضباط من الجيش استيلاءهم على السلطة، الأربعاء، بعد أن أعلنت لجنة الانتخابات فوز بونغو بولاية ثالثة.
وظهر الضباط على شاشة التلفزيون خلال الليل لإعلان إلغاء نتائج الانتخابات وإغلاق حدود البلاد وحل مؤسسات الدولة وقالوا إنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الغابون.
وخرج المئات إلى شوارع العاصمة ليبرفيل للاحتفال صباحا بعد الإعلان الذي بثه التلفزيون والذي بدا أنه صور من القصر الرئاسي وفقا للقطات تلفزيونية.
وفي بيان آخر على التلفزيون الرسمي، قال ضباط الجيش إنهم احتجزوا بونغو الذي تولى السلطة في 2009 خلفا لوالده عمر بونغو بعد أن ظل يحكم البلاد منذ عام 1967.
ويقول معارضون إن هذه العائلة لم تقم بالكثير لمشاركة ثروة البلاد النفطية والتعدينية مع المواطنين البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
وإذا نجح هذا الانقلاب فإنه سيكون الثامن في غرب ووسط أفريقيا منذ 2020.
وكان أحدث انقلاب قد وقع في النيجر شهر يوليو كما استولى ضباط من الجيش على السلطة في مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد مبددين بذلك جميع المكاسب الديمقراطية التي تحققت منذ حقبة التسعينيات.