التصنيف: جديد

جديد

  • سقط من العبَّارة بعدما دفعه طاقمها.. فيديو يوثق حادث غرق مأساويا

    أظهرت دراسة جديدة أن هناك خطوات بسيطة يمكن أن يقوم بها الفرد، لتقليل المشكلات الناجمة عن تغير “الساعة البيولوجية” للجسم، أثناء السفر إلى مناطق بعيدة من العالم.

    ودرس باحثون من إلينوي ونيو مكسيكو، دور الضوء والغذاء في إيقاع الساعة البيولوجية، وهي الساعة الداخلية للجسم، لمعرفة كيفية تجنب التأثيرات الناجمة عن الرحلات الطويلة.

    وفي الدراسة الجديد التي نشرت بمجلة “كايوس”، الثلاثاء، قام فريق من العلماء من جامعة “نورث وسترن” ومعهد “سانتا في”، بتطوير نموذج نظري لدراسة التفاعلات بين ساعات داخلية متعددة، وهي تحت تأثير الشيخوخة والاضطرابات، مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.

    ويحدث اضطراب الرحلات الجوية الطويلة بسبب الاختلاف بين النظام اليومي – الساعة الداخلية للجسم – والبيئة المحيطة. 

    وفي مطلع القرن العشرين، بدأ العلماء يدركون أن الجسم لديه ساعات داخلية متعددة، يتم معايرتها بطرق مختلفة، وأن الأعراض الشبيهة باضطراب الرحلات الجوية الطويلة يمكن أن تنتج عندما تنحرف هذه الساعات عن التزامن مع بعضها البعض.

    ما هو الحل؟

    وجد الباحثون أن تناول المزيد من الطعام خلال وقت مبكر من اليوم (وجبة الإفطار) والتعرض للكثير من الضوء الطبيعي خلال النهار (أشعة الشمس)، يؤدي إلى تسريع مقدار الوقت الذي يستغرقه الجسم للتعافي من تغير المناطق الزمنية.

    وقال مؤلف الدراسة من جامعة “نورث وسترن” في إلينوي، ييتونغ هوانغ: “إن تناول وجبة أكبر في الصباح الباكر بالمنطقة الزمنية الجديدة، يمكن أن يساعد في التغلب على اضطراب الرحلات الجوية الطويلة”.

    وأضاف أنه “لا يُنصح بتغيير جداول الوجبات باستمرار، أو تناول وجبة في الليل؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى عدم التوافق بين الساعات الداخلية”.

    ويخطط المؤلفون لإجراء أبحاث إضافية حول اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وتحديد العوامل التي تؤدي إلى إيجاد ساعات داخلية “أكثر مرونة”.

    المصدر

    أخبار

    سقط من العبَّارة بعدما دفعه طاقمها.. فيديو يوثق حادث غرق مأساويا

  • ماذا يعني “الانهيار المناخي”؟.. وهل بلغنا مرحلة اللاعودة؟

    منذ أغسطس والجدل يدور حول الموقف من مجتمع الميم عين+ في لبنان، متصدرا اهتمامات الرأي العام، ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، فيما تغرق البلاد في أزمات، اقتصادية وسياسية. 

    فما الذي جعل قضية مجتمع الميم عين+ (المثليين) على رأس مناقشات اللبنانيين؟ متجاوزة القضايا المعيشية والسياسية والأمنية، إذ يعيش نحو 80 في المئة من اللبنانيين في “فقر متعدد الأبعاد”، بحسب الأمم المتحدة. 

    أحدث التطورات في هذا الجانب كانت حملة إعلامية أطلقتها قناة MTV المحلية، تحت عنوان “الحب مش جريمة”، أشعلت خلال اليومين الماضيين مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تبنت رسميا مطلب إلغاء المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني، المستخدمة في ملاحقة وتجريم أفراد مجتمع الميم عين+ في لبنان.

    وبحسب المادة القانونية، التي تعود إلى العام 1943، فإن “كل مجامعة على خلاف الطبيعة، يعاقب عليها بالسجن من شهر إلى سنة واحدة”. 

    ويرتكز القضاء والأجهزة الأمنية اللبنانية على تلك المادة في ملاحقة أفراد مجتمع الميم عين+، وتجريم العلاقات المثلية باعتبارها “مخالفة للطبيعة”. 

    ويرى المعترضون على هذه المادة أنها لا تنص صراحة على تجريم المثلية الجنسية، وأن القانون “لم يحدد مفهوم الطبيعة وما يُعدّ مُخالفاً لها، وأن المثلية الجنسية أمر مرصود وموجود في الطبيعة”. 

    وقد استند قضاة في أحكامهم إلى هذا المبدأ، لإبطال الملاحقات بحق أفراد من مجتمع الميم عين+، مسجلين سوابق قانونية في لبنان، منذ العام 2007. 

    إلا أن توقيت هذه الحملة الدعائية للقناة جاء في مرحلة تشهد هجوما منظماً من قبل أحزاب وتيارات دينية وسياسية رئيسية في البلاد على ما يصفونه بـ “الترويج للشذوذ”، وعلى بعد شهر من احتدام النقاش بشأن هذا الملف، الأمر الذي وضع قناة MTV في خانة “المروجين”، وعرّضها لهجوم واسع، وصل إلى حد الاتهامات بـ “الخيانة”  وتهديد فريق القناة بـ “القتل”، والدعوة  لـ”إغلاقها وقطع بثها ومقاطعتها”. 

    ووصلت أصداء هذه القضية إلى دول عربية عدة بعدما وصفت القناة اللبنانية، بأنها القناة العربية الأولى التي تجاهر بدعمها ومناصرتها لمجتمع الميم عين+، في وقت تشهد دول عربية عدة حملات قمع وتضييق على مجتمع الميم عين+ مشابهة لما يحصل في لبنان، وتسلك مسارات أكثر تطرفاً في بعض الدول.

    ورغم النصوص القانونية المستخدمة للملاحقة والتجريم، تمتع أفراد هذا المجتمع بهامش واسع من حرية الحركة والتعبير عن وجودهم وحضورهم في الإعلام، وفي أماكن وأحياء عدة من العاصمة بيروت وضواحيها، لكن ذلك شابه مراحل قمع من قبل السلطات جاءت بخلفيات سياسية، أكثر من كونها حملة قمع “هويّاتية”. 

    وعاد هذا القمع ليسجل منذ العام 2017 وتيرة تصاعدية، بلغت ذروتها العام الماضي، وتخلله منع إقامة مؤتمرات وإحياء مناسبات وحفلات وفعاليات متعلقة بمجتمع الميم عين+، وصولاً إلى منع هذه الفئة الاجتماعية من إقامة تجمعات أو لقاءات، بذريعة “تهديدهم للسلم الأهلي والترويج للشذوذ”. 

    تطورات نوعية

    القضاء اللبناني، ومجلس شورى الدولة سبق أن أنصفا في استحقاقات عدة أبناء هذا المجتمع، وكان أبرز مثال على ذلك إبطال مجلس شورى الدولة لقرار وزير الداخلية، بسام المولوي، عام 2022، القاضي بمنع تجمعات أفراد مجتمع الميم عين+. 

    القضاء “ينصف” المثليين في لبنان.. التجمعات مسموحة “حتى إشعار آخر”

    أوقف مجلس شورى الدولة في لبنان، العمل بقرار صادر عن وزير الداخلية بسام المولوي في يونيو الماضي، يطلب من قوى الأمن منع أي لقاء أو تجمع لأفراد مجتمع “الميم عين” في لبنان وكل ما يتصل بالمثلية الجنسية. وهو تطور اعتبره الحقوقيون والمتابعون للقضية انتصار قضائي للمثليين/ات في لبنان 

     إلا أن تطورات نوعية ومفاجئة طرأت على المشهد اللبناني خلال الشهرين الماضيين، لناحية “حملات إهدار دم وتهديدات ودعوات للقتل وصلت إلى حد تسجيل أعمال عنف بحق أفراد هذا المجتمع، وإعلان حرب على كل ما يمكن اعتباره ترويجا للشذوذ و”تهديدا للعائلة واستهدافا للأطفال”.

    وشمل ذلك ملاحقة كل ما يحمل ألوان قوس قزح، باعتباره ترويجاً للمثلية الجنسية، وتخلله اعتداء على محال تجارية تبيع سلعاً ملونة، ومحال حلويات تستخدم الألوان في منتجاتها، وباصات مدرسية تحمل ألوان قوس قزح، وحتى مدارس طلت جدرانها بألوان متعددة، فيما وصل الأمر بوزارة التربية اللبنانية إلى حد منع لعبة “السلم والأفعى” بكون خاناتها تحمل ألواناً متعددة، قد تفهم على أنها “ترويج”. 

    اللحظة الفارقة في المشهد كانت مع دخول “حزب الله” بثقله على المعركة، إذ استغل زعيمه، حسن نصرالله، مناسبة عاشوراء الدينية، للإعلان عن إطلاق معركة شاملة “بلا سقوف” بوجه ما شدد على وصفه بـ “الشذوذ الجنسي”، معتبراً أنه “خطر حقيقي وداهم بدأ يهدد لبنان”. 

    وبنى نصرالله معركته، على “أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة” روج لها في خطابه، تتحدث عن نشر مؤسسات تربوية لكتب مدرسية للأطفال تحمل ما وصفه بـ “الترويج للثقافة المنحرفة”، متهماً المنظمات غير الحكومية والدول الغربية والولايات المتحدة بـ “محاولة ضرب المجتمع اللبناني”. 

    ورغم نفي وزارة التربية لادعاءات نصرالله بوجود هذه الكتب، انطلقت حملة منظمة على مختلف المستويات، حملت مصطلحات جديدة ونوعاً جديداً من “الخطاب التخويني والتكفيري والتحريضي”، لم يكن معتاداً في قاموس مقاربة قضية المثلية الجنسية في لبنان، بحسب ما يؤكد مسؤول التواصل في منظمة “حلم”، ضوميط قزي، الذي يلفت إلى أن مصطلحات مثل “الترويج للشذوذ”، أو “استمالة الأطفال”، لم تكن بتاتاً من بين الاتهامات المساقة لأفراد مجتمع الميم عين+. 

    ويقول قزي في حديثه لموقع “الحرة” على أن التحولات النوعية في التعاطي مع مجتمع الميم عين+ في لبنان، “بدأت منذ يونيو 2022، حين خرجت أول مبادرة نيابية من أجل إلغاء المادة 534، حينها لم يسجل اقتراح إلغاء المادة في المجلس،  وذلك بعدما خرج مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، بخطاب شهير يهاجم فيه المثلية والزواج المدني والنواب الذين يحاولون تقديم مشروع إلغاء المادة”. 

    وأضاف أنه “على أثر كلام للمفتي حينها صدر قرار وزير الداخلية بمنع تجمعات مجتمع الميم العين+، ومنذ ذلك الحين، بات هناك حديث شبه يومي عن مجتمع الميم عين+ في لبنان وقضاياهم”.

    و”ما حفّز المفتي على خطابه العام الماضي، هو ما حفّز نصرالله على خطابه الأخير”، بحسب قزي، “وهو طرح عدد من النواب لمشروع إلغاء المادة 534 هذا العام مجدداً”. 

    وكان 9 نواب قد وقعوا على اقتراح إلغاء المادة 534، وتعرضوا على إثر ذلك لـ “حملة تشهير وهجوم كبير” في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر إلى حد الرد على الاقتراح القانوني، باقتراح قانوني مقابل، تقدم به وزير الثقافة محمد مرتضى، المحسوب من حصة حزب الله الوزارية، يجرم ما يسمى “الترويج للشذوذ” بعقوبات مشددة.

    بين إلغاء التجريم وتشديده.. المثلية الجنسية تشعل مواجهة بالقوانين في لبنان

    اتخذت المواجهة  التي تشنها قوى سياسية ورجال دين على أفراد مجتمع الميم عين في لبنان منحى جديدا، مع لجوء طرفي النزاع إلى المجلس النيابي مستخدمين سلاحا جديدا بطابع قانوني.

    واستكمل الوزير مرتضى مساعي حزب الله بإعلان “الحرب” على المثلية الجنسية، من خلال مشاركته إلى جانب رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عرف بلقاء الديمان، انتزع فيه غطاءً مسيحياً لتلك المعركة،  وكان فيلم “باربي” أول ضحية، إذ سعى مرتضى لمنع عرضه في لبنان بحجه أنه يشوه صورة العائلة ويروج لـ “الشذوذ الجنسي”. 

    “تعنيف ثقافي”.. معاداة “المثلية” في لبنان تهدد “باربي” بالحظر

    وصلت موجة معاداة أفراد مجتمع “الميم-عين” في لبنان، إلى فيلم “باربي”، من خلال هجوم شنّه وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى، الأربعاء، مطالبا بمنع عرضه في البلاد بحجة ترويجه “للشذوذ والتحول الجنسي، وتعارضه مع القيم الأخلاقية والإيمانية”.

    وكان لقاء الديمان خلص إلى دعوة  لـ “التشبّث بالهوية الوطنية وآدابها العامة وأخلاقياتها المتوارثة جيلا بعد جيل، وقيمها الإيمانيّة”. والتأكيد على “قيمة الأسرة وحمايتها”، و”مواجهة الأفكار التي تخالف نظام الخالق والمبادئ التي يُجمع عليها اللبنانيون”. 

    لماذا الآن؟ 

    يرى المسؤول الإعلامي في مؤسسة “سمير قصير” (سكايز)، جاد شحرور، أن الطبقة السياسية في لبنان اليوم “تبحث عن موضوع يشكل عامل جذب للقاعدة الشعبية التي خسرتها بعد الأزمة الاقتصادية وثورة “١٧ تشرين”، وانفجار مرفأ بيروت، وما أعقب ذلك من أزمة سياسية”.

    ويضيف شحرور أن “المدخل الأفضل بالنسبة لهذه الطبقة هو كل ما يتعلق بالدين أو العادات والتقاليد الاجتماعية، فكان الخيار الأسهل استهداف المثلية الجنسية”. 

    ويعتقد شحرور أن “خيار جمع الطبقة السياسية في لبنان، على جميع تناقضاتها، بكون رفع لواء الدين والعادات والتقاليد يشكل البطاقة الأخيرة في يد هذه الطبقة السياسية لشد عصب الشارع من حولها”. 

    وبحسب المسؤول الإعلامي في “سكايز”، المعنية بالدفاع عن الحريات، “يتضح توجه السلطة اللبنانية في عملية استهداف الحريات العامة والحريات الشخصية بشكل شامل، وأبرز مثال على ذلك في الاستهداف الممنهج للكوميديين مؤخراً في لبنان”. 

    من ناحيته، ينظر قزي إلى ما يحصل اليوم على أنه “حركة اجتماعية مضادة” لتلك التي شهدها لبنان عقب “ثورة ١٧ تشرين” (أكتوبر2019)  وأصابها الركود اليوم. 

    الإعلام “يتصدى”

    ورغم تراجع المنظمات الحقوقية المعنية بقضايا مجتمع الميم عين+، “أمام شراسة الحملة التي تشن”، وعدم وجود ما يصفه قزي بـ “أصوات عالية” ، يبدو أن الإعلام اللبناني “تخلى عن حياديته في معركة الرأي العام هذه، ليعلن ببيان واضح وقوفه إلى جانب هذه الفئة الاجتماعية المهمشة، ورفضه لـ خطاب الكراهية الذي تتعرض له”. 

    وأكد بيان مشترك صادر عن 18 وسيلة ومؤسسة إعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة وتجمع “نقابة الصحافة البديلة” على “رفض خطاب رهاب المثلية أو الهوموفوبيا وكلّ الخطابات التحريضية والتمييزية ضدّ الأقليات الجنسية، التي تحاول فرضها مجموعات متطرّفة وبعض المسؤولين الطائفيين السياسيين والدينيين والأمنيين”.

    ودعا البيان الصحفيين والعاملين في الجسم الإعلامي إلى “عدم التماهي مع خطاب الكراهية و الالتزام الأدبي بالامتناع عن استخدام أي عبارة مهينة أو مخلّة بالكرامة الإنسانية أو مفعمة بالأحكام القيمية”، وبشكل خاص عبارة “الشذوذ الجنسي”. 

    البيان

    وفي حديث لموقع “الحرة”، تقول الصحفية، إلسي مفرّج، منسقة تجمع “نقابة الصحافة البديلة” إن “قرار المواجهة الإعلامية جاء بعدما بات واضحاً أن السلطة الحاكمة في لبنان، تبث خطاب الكراهية من أجل خلق عدو وهمي يجتمع عليه الجميع، وذلك ضمن مسلسل من عمليات الإلهاء التي يمارسونها منذ فترة”. 

    وبدأت هذه الحملة، وفق مفرّج، عبر “استهداف الصحفيين، ثم استهدفت المحامين ومن بعدهم القضاة، ثم أساتذة الجامعة، وصولاً إلى الناشطين وكاشفي الفساد، وعبرت الحملة على اللاجئين السوريين أيضاً، ووصلت إلى الكوميديين، انتهاء اليوم بالحملة على مجتمع الميم عين+، الذي يسهل تصويره بالعدو لدى جميع الطوائف والتحريض عليه دينياً واجتماعياً، نظراً للهوموفوبيا المنتشرة بكثرة في المجتمع اللبناني.” 

    وتقول الإعلامية في قناة MTV، رنين إدريس، إن ما يحصل في الآونة الأخيرة من “اعتداءات واستهداف لأفراد مجتمع الميم عين+ فضلاً عن تقديم بعض النواب لقوانين تستهدفهم، وكل الجدل القائم حالياً في البلاد، هو ما دفع بالقناة للمطالبة بإلغاء المادة 534”.

    وتشير إرديس إلى مقاربة ” إفلات المجرم الحقيقي الذي يحمل سلاحاً غير شرعياً، الذي يطلق النار على الناس، ويقتل النساء والأطفال، ولا يجد من يحاكمه، فيما القانون يجرم ويسمح بسجن أشخاص فقط لأنهم يحبون بعضهم البعض”

    ولا ترى إدريس أن القناة بأدائها “تشجع على المثلية الجنسية بأي شكل، ولكنها لا ترضى بأن يسجن أشخاص فقط بسبب حبهم لبعضهم البعض، وبالتالي الهدف هو إلغاء المادة التي تجرم ذلك”، مؤكدة أن القناة “اتخذت موقفاً من هذه القضية مثلما تفعل مع أي قضية سياسية أو اجتماعية أو حقوقية تحصل كل يوم”. 

    وتعرضت القناة للتحريض ودعوات المقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما  أزال بعض موزعي كابلات القناة من باقاتهم، لاسيما في أماكن نفوذ “حزب الله”، كما وصل للعاملين في القناة “رسائل تحمل تهديدات وخطاب كراهية واعتراضات”. 

    مع ذلك فإن تراجع القناة اللبنانية عن الحملة التي أطلقتها، “ليس وارداً رغم الضغوط”، بحسب إدريس، التي تلفت إلى أن “إدارة القناة بالطبع كانت على دراية بردود الفعل المتوقعة، وكانت تعلم ما الذي تفعله وما ستواجهه، ومع ذلك اختارت ان تقول كلمة الحق بوجه هذه الموجة.”

    “إلهاء متعمد وتصفية حسابات”

    وترى مفرّج أنه، وفي ظل “هذا الالهاء” هناك كثير من الملفات “التي تحاول أركان السلطة تمريرها أو مرّروها بالفعل، بدءاً من الموازنة العامة للحكومة، التي تمثل كارثة الكوارث وتضع الضغط كله على المواطن اللبناني وتحمله وزر الانهيار الاقتصادي”، مروراً باقتراح قانون الكابيتال كونترول “الذي حاولوا تمريره من جديد ويحمل نوعاً من إعفاء للمصارف عن الجرائم المالية التي ارتكبتها”، وصولاً إلى طرح موضوع الصندوق السيادي، “الذي تحاول السلطة عبره منذ اليوم توزيع عائدات الغاز والنفط قبل استخراجه حتى”. 

    وتضيف مفرج أنهم ” يشغلون الناس بمعاركة طواحين الهواء تحت عنوان مختلف كل مرة”، تأتي بمعظمها في سياق “حملة مستمرة على الحريات العامة”، بحسب مفرّج، “لتصفية الحسابات مع كل من لا يزال يقف ويعارض هذه السلطة أفراداً أو فئات اجتماعية ولاسيما الفئات المهمشة والأكثر ضعفاً”.

    وفي هذا السياق يتوقع شحرور أن تستخدم السلطة اللبنانية أدوات “أبعد بكثير من ملف المثلية الجنسية”،  معتبرا أن “المعركة” فعلياً في لبنان ليست “معركة حول المثلية الجنسية وضد المثليين أو الكوميديين، “وإنما “يخلقون ملفات من شأنها أن تشد عصب الشارع، وخاصة من ناحية حزب الله وحلفائه”.

    في شهر “الفخر”.. القمع يدفع مجتمع “الميم عين” في لبنان للاختباء “أكثر فأكثر”

    قبل 3 سنوات راود ليا حلمٌ بالسير قريباً في شوارع مدينة بيروت، معلنةً على الملأ هويتها الجندرية كامرأة عابرة.

    كان ذلك في خضم الانتفاضة الشعبية التي شهدها لبنان بين عامي 2019 و2020، وتخللها خروج غير مسبوق لمجتمع “الميم عين” إلى الواجهة، ليعبّر عن وجوده ويطالب بحقوقه. 

    وعن نجاح “حزب الله” في تجنيد الأطياف السياسية والطائفية اللبنانية في معركته التي أطلقها ضد المثليين، يرى شحرور أنه “ليس مفاجئاً، خاصة بعدما شهده اللبنانيون من التفاف لكل الطبقة السياسية حول بعضها البعض على اختلاف تناقضاتها بعد انفجار مرفأ بيروت، وكان الحامي للطبقة السياسية هو حزب الله، وقبل ذلك لعب الدور نفسه خلال احتجاجات العامين 2019 و2020.”

    ويعتقد قزي أن “استهداف مجتمع الميم عين+ تحديداً، يأتي نتيجة للدور الرئيسي الذي لعبه في احتجاجات العامين 2019 و2020، وكان واضحا حجم الزخم والتأثير الذي أسس له أفراد هذا المجتمع، وانسحب خلال فترة الانتخابات النيابية 2022 أيضاً لصالح القوى التغييرية”. 

    ويعتبر أن الحملة المضادة تستهدف كل ما حققته انتفاضة 17 تشرين، “هناك مساحة حرية فتحت بعد الثورة، يريدون اليوم إغلاقها نهائياً، أو تقليصها إلى الحد الأدنى”. 

    ويقول قزي إن أكثر ما كشفه الجدل القائم في لبنان حول المثلية الجنسية،  أن الرأي العام اللبناني “لا يزال يفتقد للكثير من المعلومات والحقائق عن المثلية في ظل انتشار هائل للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، حيث لا تزال المحاججات تنطلق من أمور جرى تخطيها منذ زمن بعيد، كالحديث عن أنها مرض نفسي أو بيولوجي أو خيار شخصي، أو أن الأمر قابل للانتشار عبر الترويج له.” 

    ويعتبر قزي أن هناك جانبا إيجابيا في عرض القضية على النقاش العام بهذا الشكل،  إذ سيكون مفيداً “لمن يحمل الحجج العلمية والمنطقية والواقعية”، معتبراً أنها ستكون “فرصة أمام نسبة كبيرة من الناس ممن لم يحسموا موقفهم بعد بالإطلاع على الحقائق”.

    ويتوقع قزي أن يكون الموقف من مجتمع الميم عين بندا رئيسيا على البرامج الانتخابية في الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026 ، “سيكون هناك اقتراع على هذا الأساس أيضاً لاسيما بين أفراد مجتمع الميم عين، حيث سيكون المنطلق هو الموقف من هويتهم الجنسية، وهو ما لم يحصل من قبل بحكم التنوع الكبير في الاتجاهات السياسية لأفراد مجتمع الميم عين +”.

    المصدر

    أخبار

    ماذا يعني “الانهيار المناخي”؟.. وهل بلغنا مرحلة اللاعودة؟

  • ماذا يعني “الانهيار المناخي”؟.. هل بلغنا مرحلة اللاعودة؟

    منذ أغسطس والجدل يدور حول الموقف من مجتمع الميم عين+ في لبنان، متصدرا اهتمامات الرأي العام، ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، فيما تغرق البلاد في أزمات، اقتصادية وسياسية. 

    فما الذي جعل قضية مجتمع الميم عين+ (المثليين) على رأس مناقشات اللبنانيين؟ متجاوزة القضايا المعيشية والسياسية والأمنية، إذ يعيش نحو 80 في المئة من اللبنانيين في “فقر متعدد الأبعاد”، بحسب الأمم المتحدة. 

    أحدث التطورات في هذا الجانب كانت حملة إعلامية أطلقتها قناة MTV المحلية، تحت عنوان “الحب مش جريمة”، أشعلت خلال اليومين الماضيين مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما تبنت رسميا مطلب إلغاء المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني، المستخدمة في ملاحقة وتجريم أفراد مجتمع الميم عين+ في لبنان.

    وبحسب المادة القانونية، التي تعود إلى العام 1943، فإن “كل مجامعة على خلاف الطبيعة، يعاقب عليها بالسجن من شهر إلى سنة واحدة”. 

    ويرتكز القضاء والأجهزة الأمنية اللبنانية على تلك المادة في ملاحقة أفراد مجتمع الميم عين+، وتجريم العلاقات المثلية باعتبارها “مخالفة للطبيعة”. 

    ويرى المعترضون على هذه المادة أنها لا تنص صراحة على تجريم المثلية الجنسية، وأن القانون “لم يحدد مفهوم الطبيعة وما يُعدّ مُخالفاً لها، وأن المثلية الجنسية أمر مرصود وموجود في الطبيعة”. 

    وقد استند قضاة في أحكامهم إلى هذا المبدأ، لإبطال الملاحقات بحق أفراد من مجتمع الميم عين+، مسجلين سوابق قانونية في لبنان، منذ العام 2007. 

    إلا أن توقيت هذه الحملة الدعائية للقناة جاء في مرحلة تشهد هجوما منظماً من قبل أحزاب وتيارات دينية وسياسية رئيسية في البلاد على ما يصفونه بـ “الترويج للشذوذ”، وعلى بعد شهر من احتدام النقاش بشأن هذا الملف، الأمر الذي وضع قناة MTV في خانة “المروجين”، وعرّضها لهجوم واسع، وصل إلى حد الاتهامات بـ “الخيانة”  وتهديد فريق القناة بـ “القتل”، والدعوة  لـ”إغلاقها وقطع بثها ومقاطعتها”. 

    ووصلت أصداء هذه القضية إلى دول عربية عدة بعدما وصفت القناة اللبنانية، بأنها القناة العربية الأولى التي تجاهر بدعمها ومناصرتها لمجتمع الميم عين+، في وقت تشهد دول عربية عدة حملات قمع وتضييق على مجتمع الميم عين+ مشابهة لما يحصل في لبنان، وتسلك مسارات أكثر تطرفاً في بعض الدول.

    ورغم النصوص القانونية المستخدمة للملاحقة والتجريم، تمتع أفراد هذا المجتمع بهامش واسع من حرية الحركة والتعبير عن وجودهم وحضورهم في الإعلام، وفي أماكن وأحياء عدة من العاصمة بيروت وضواحيها، لكن ذلك شابه مراحل قمع من قبل السلطات جاءت بخلفيات سياسية، أكثر من كونها حملة قمع “هويّاتية”. 

    وعاد هذا القمع ليسجل منذ العام 2017 وتيرة تصاعدية، بلغت ذروتها العام الماضي، وتخلله منع إقامة مؤتمرات وإحياء مناسبات وحفلات وفعاليات متعلقة بمجتمع الميم عين+، وصولاً إلى منع هذه الفئة الاجتماعية من إقامة تجمعات أو لقاءات، بذريعة “تهديدهم للسلم الأهلي والترويج للشذوذ”. 

    تطورات نوعية

    القضاء اللبناني، ومجلس شورى الدولة سبق أن أنصفا في استحقاقات عدة أبناء هذا المجتمع، وكان أبرز مثال على ذلك إبطال مجلس شورى الدولة لقرار وزير الداخلية، بسام المولوي، عام 2022، القاضي بمنع تجمعات أفراد مجتمع الميم عين+. 

    القضاء “ينصف” المثليين في لبنان.. التجمعات مسموحة “حتى إشعار آخر”

    أوقف مجلس شورى الدولة في لبنان، العمل بقرار صادر عن وزير الداخلية بسام المولوي في يونيو الماضي، يطلب من قوى الأمن منع أي لقاء أو تجمع لأفراد مجتمع “الميم عين” في لبنان وكل ما يتصل بالمثلية الجنسية. وهو تطور اعتبره الحقوقيون والمتابعون للقضية انتصار قضائي للمثليين/ات في لبنان 

     إلا أن تطورات نوعية ومفاجئة طرأت على المشهد اللبناني خلال الشهرين الماضيين، لناحية “حملات إهدار دم وتهديدات ودعوات للقتل وصلت إلى حد تسجيل أعمال عنف بحق أفراد هذا المجتمع، وإعلان حرب على كل ما يمكن اعتباره ترويجا للشذوذ و”تهديدا للعائلة واستهدافا للأطفال”.

    وشمل ذلك ملاحقة كل ما يحمل ألوان قوس قزح، باعتباره ترويجاً للمثلية الجنسية، وتخلله اعتداء على محال تجارية تبيع سلعاً ملونة، ومحال حلويات تستخدم الألوان في منتجاتها، وباصات مدرسية تحمل ألوان قوس قزح، وحتى مدارس طلت جدرانها بألوان متعددة، فيما وصل الأمر بوزارة التربية اللبنانية إلى حد منع لعبة “السلم والأفعى” بكون خاناتها تحمل ألواناً متعددة، قد تفهم على أنها “ترويج”. 

    اللحظة الفارقة في المشهد كانت مع دخول “حزب الله” بثقله على المعركة، إذ استغل زعيمه، حسن نصرالله، مناسبة عاشوراء الدينية، للإعلان عن إطلاق معركة شاملة “بلا سقوف” بوجه ما شدد على وصفه بـ “الشذوذ الجنسي”، معتبراً أنه “خطر حقيقي وداهم بدأ يهدد لبنان”. 

    وبنى نصرالله معركته، على “أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة” روج لها في خطابه، تتحدث عن نشر مؤسسات تربوية لكتب مدرسية للأطفال تحمل ما وصفه بـ “الترويج للثقافة المنحرفة”، متهماً المنظمات غير الحكومية والدول الغربية والولايات المتحدة بـ “محاولة ضرب المجتمع اللبناني”. 

    ورغم نفي وزارة التربية لادعاءات نصرالله بوجود هذه الكتب، انطلقت حملة منظمة على مختلف المستويات، حملت مصطلحات جديدة ونوعاً جديداً من “الخطاب التخويني والتكفيري والتحريضي”، لم يكن معتاداً في قاموس مقاربة قضية المثلية الجنسية في لبنان، بحسب ما يؤكد مسؤول التواصل في منظمة “حلم”، ضوميط قزي، الذي يلفت إلى أن مصطلحات مثل “الترويج للشذوذ”، أو “استمالة الأطفال”، لم تكن بتاتاً من بين الاتهامات المساقة لأفراد مجتمع الميم عين+. 

    ويقول قزي في حديثه لموقع “الحرة” على أن التحولات النوعية في التعاطي مع مجتمع الميم عين+ في لبنان، “بدأت منذ يونيو 2022، حين خرجت أول مبادرة نيابية من أجل إلغاء المادة 534، حينها لم يسجل اقتراح إلغاء المادة في المجلس،  وذلك بعدما خرج مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، بخطاب شهير يهاجم فيه المثلية والزواج المدني والنواب الذين يحاولون تقديم مشروع إلغاء المادة”. 

    وأضاف أنه “على أثر كلام للمفتي حينها صدر قرار وزير الداخلية بمنع تجمعات مجتمع الميم العين+، ومنذ ذلك الحين، بات هناك حديث شبه يومي عن مجتمع الميم عين+ في لبنان وقضاياهم”.

    و”ما حفّز المفتي على خطابه العام الماضي، هو ما حفّز نصرالله على خطابه الأخير”، بحسب قزي، “وهو طرح عدد من النواب لمشروع إلغاء المادة 534 هذا العام مجدداً”. 

    وكان 9 نواب قد وقعوا على اقتراح إلغاء المادة 534، وتعرضوا على إثر ذلك لـ “حملة تشهير وهجوم كبير” في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر إلى حد الرد على الاقتراح القانوني، باقتراح قانوني مقابل، تقدم به وزير الثقافة محمد مرتضى، المحسوب من حصة حزب الله الوزارية، يجرم ما يسمى “الترويج للشذوذ” بعقوبات مشددة.

    بين إلغاء التجريم وتشديده.. المثلية الجنسية تشعل مواجهة بالقوانين في لبنان

    اتخذت المواجهة  التي تشنها قوى سياسية ورجال دين على أفراد مجتمع الميم عين في لبنان منحى جديدا، مع لجوء طرفي النزاع إلى المجلس النيابي مستخدمين سلاحا جديدا بطابع قانوني.

    واستكمل الوزير مرتضى مساعي حزب الله بإعلان “الحرب” على المثلية الجنسية، من خلال مشاركته إلى جانب رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عرف بلقاء الديمان، انتزع فيه غطاءً مسيحياً لتلك المعركة،  وكان فيلم “باربي” أول ضحية، إذ سعى مرتضى لمنع عرضه في لبنان بحجه أنه يشوه صورة العائلة ويروج لـ “الشذوذ الجنسي”. 

    “تعنيف ثقافي”.. معاداة “المثلية” في لبنان تهدد “باربي” بالحظر

    وصلت موجة معاداة أفراد مجتمع “الميم-عين” في لبنان، إلى فيلم “باربي”، من خلال هجوم شنّه وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى، الأربعاء، مطالبا بمنع عرضه في البلاد بحجة ترويجه “للشذوذ والتحول الجنسي، وتعارضه مع القيم الأخلاقية والإيمانية”.

    وكان لقاء الديمان خلص إلى دعوة  لـ “التشبّث بالهوية الوطنية وآدابها العامة وأخلاقياتها المتوارثة جيلا بعد جيل، وقيمها الإيمانيّة”. والتأكيد على “قيمة الأسرة وحمايتها”، و”مواجهة الأفكار التي تخالف نظام الخالق والمبادئ التي يُجمع عليها اللبنانيون”. 

    لماذا الآن؟ 

    يرى المسؤول الإعلامي في مؤسسة “سمير قصير” (سكايز)، جاد شحرور، أن الطبقة السياسية في لبنان اليوم “تبحث عن موضوع يشكل عامل جذب للقاعدة الشعبية التي خسرتها بعد الأزمة الاقتصادية وثورة “١٧ تشرين”، وانفجار مرفأ بيروت، وما أعقب ذلك من أزمة سياسية”.

    ويضيف شحرور أن “المدخل الأفضل بالنسبة لهذه الطبقة هو كل ما يتعلق بالدين أو العادات والتقاليد الاجتماعية، فكان الخيار الأسهل استهداف المثلية الجنسية”. 

    ويعتقد شحرور أن “خيار جمع الطبقة السياسية في لبنان، على جميع تناقضاتها، بكون رفع لواء الدين والعادات والتقاليد يشكل البطاقة الأخيرة في يد هذه الطبقة السياسية لشد عصب الشارع من حولها”. 

    وبحسب المسؤول الإعلامي في “سكايز”، المعنية بالدفاع عن الحريات، “يتضح توجه السلطة اللبنانية في عملية استهداف الحريات العامة والحريات الشخصية بشكل شامل، وأبرز مثال على ذلك في الاستهداف الممنهج للكوميديين مؤخراً في لبنان”. 

    من ناحيته، ينظر قزي إلى ما يحصل اليوم على أنه “حركة اجتماعية مضادة” لتلك التي شهدها لبنان عقب “ثورة ١٧ تشرين” (أكتوبر2019)  وأصابها الركود اليوم. 

    الإعلام “يتصدى”

    ورغم تراجع المنظمات الحقوقية المعنية بقضايا مجتمع الميم عين+، “أمام شراسة الحملة التي تشن”، وعدم وجود ما يصفه قزي بـ “أصوات عالية” ، يبدو أن الإعلام اللبناني “تخلى عن حياديته في معركة الرأي العام هذه، ليعلن ببيان واضح وقوفه إلى جانب هذه الفئة الاجتماعية المهمشة، ورفضه لـ خطاب الكراهية الذي تتعرض له”. 

    وأكد بيان مشترك صادر عن 18 وسيلة ومؤسسة إعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة وتجمع “نقابة الصحافة البديلة” على “رفض خطاب رهاب المثلية أو الهوموفوبيا وكلّ الخطابات التحريضية والتمييزية ضدّ الأقليات الجنسية، التي تحاول فرضها مجموعات متطرّفة وبعض المسؤولين الطائفيين السياسيين والدينيين والأمنيين”.

    ودعا البيان الصحفيين والعاملين في الجسم الإعلامي إلى “عدم التماهي مع خطاب الكراهية و الالتزام الأدبي بالامتناع عن استخدام أي عبارة مهينة أو مخلّة بالكرامة الإنسانية أو مفعمة بالأحكام القيمية”، وبشكل خاص عبارة “الشذوذ الجنسي”. 

    البيان

    وفي حديث لموقع “الحرة”، تقول الصحفية، إلسي مفرّج، منسقة تجمع “نقابة الصحافة البديلة” إن “قرار المواجهة الإعلامية جاء بعدما بات واضحاً أن السلطة الحاكمة في لبنان، تبث خطاب الكراهية من أجل خلق عدو وهمي يجتمع عليه الجميع، وذلك ضمن مسلسل من عمليات الإلهاء التي يمارسونها منذ فترة”. 

    وبدأت هذه الحملة، وفق مفرّج، عبر “استهداف الصحفيين، ثم استهدفت المحامين ومن بعدهم القضاة، ثم أساتذة الجامعة، وصولاً إلى الناشطين وكاشفي الفساد، وعبرت الحملة على اللاجئين السوريين أيضاً، ووصلت إلى الكوميديين، انتهاء اليوم بالحملة على مجتمع الميم عين+، الذي يسهل تصويره بالعدو لدى جميع الطوائف والتحريض عليه دينياً واجتماعياً، نظراً للهوموفوبيا المنتشرة بكثرة في المجتمع اللبناني.” 

    وتقول الإعلامية في قناة MTV، رنين إدريس، إن ما يحصل في الآونة الأخيرة من “اعتداءات واستهداف لأفراد مجتمع الميم عين+ فضلاً عن تقديم بعض النواب لقوانين تستهدفهم، وكل الجدل القائم حالياً في البلاد، هو ما دفع بالقناة للمطالبة بإلغاء المادة 534”.

    وتشير إرديس إلى مقاربة ” إفلات المجرم الحقيقي الذي يحمل سلاحاً غير شرعياً، الذي يطلق النار على الناس، ويقتل النساء والأطفال، ولا يجد من يحاكمه، فيما القانون يجرم ويسمح بسجن أشخاص فقط لأنهم يحبون بعضهم البعض”

    ولا ترى إدريس أن القناة بأدائها “تشجع على المثلية الجنسية بأي شكل، ولكنها لا ترضى بأن يسجن أشخاص فقط بسبب حبهم لبعضهم البعض، وبالتالي الهدف هو إلغاء المادة التي تجرم ذلك”، مؤكدة أن القناة “اتخذت موقفاً من هذه القضية مثلما تفعل مع أي قضية سياسية أو اجتماعية أو حقوقية تحصل كل يوم”. 

    وتعرضت القناة للتحريض ودعوات المقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما  أزال بعض موزعي كابلات القناة من باقاتهم، لاسيما في أماكن نفوذ “حزب الله”، كما وصل للعاملين في القناة “رسائل تحمل تهديدات وخطاب كراهية واعتراضات”. 

    مع ذلك فإن تراجع القناة اللبنانية عن الحملة التي أطلقتها، “ليس وارداً رغم الضغوط”، بحسب إدريس، التي تلفت إلى أن “إدارة القناة بالطبع كانت على دراية بردود الفعل المتوقعة، وكانت تعلم ما الذي تفعله وما ستواجهه، ومع ذلك اختارت ان تقول كلمة الحق بوجه هذه الموجة.”

    “إلهاء متعمد وتصفية حسابات”

    وترى مفرّج أنه، وفي ظل “هذا الالهاء” هناك كثير من الملفات “التي تحاول أركان السلطة تمريرها أو مرّروها بالفعل، بدءاً من الموازنة العامة للحكومة، التي تمثل كارثة الكوارث وتضع الضغط كله على المواطن اللبناني وتحمله وزر الانهيار الاقتصادي”، مروراً باقتراح قانون الكابيتال كونترول “الذي حاولوا تمريره من جديد ويحمل نوعاً من إعفاء للمصارف عن الجرائم المالية التي ارتكبتها”، وصولاً إلى طرح موضوع الصندوق السيادي، “الذي تحاول السلطة عبره منذ اليوم توزيع عائدات الغاز والنفط قبل استخراجه حتى”. 

    وتضيف مفرج أنهم ” يشغلون الناس بمعاركة طواحين الهواء تحت عنوان مختلف كل مرة”، تأتي بمعظمها في سياق “حملة مستمرة على الحريات العامة”، بحسب مفرّج، “لتصفية الحسابات مع كل من لا يزال يقف ويعارض هذه السلطة أفراداً أو فئات اجتماعية ولاسيما الفئات المهمشة والأكثر ضعفاً”.

    وفي هذا السياق يتوقع شحرور أن تستخدم السلطة اللبنانية أدوات “أبعد بكثير من ملف المثلية الجنسية”،  معتبرا أن “المعركة” فعلياً في لبنان ليست “معركة حول المثلية الجنسية وضد المثليين أو الكوميديين، “وإنما “يخلقون ملفات من شأنها أن تشد عصب الشارع، وخاصة من ناحية حزب الله وحلفائه”.

    في شهر “الفخر”.. القمع يدفع مجتمع “الميم عين” في لبنان للاختباء “أكثر فأكثر”

    قبل 3 سنوات راود ليا حلمٌ بالسير قريباً في شوارع مدينة بيروت، معلنةً على الملأ هويتها الجندرية كامرأة عابرة.

    كان ذلك في خضم الانتفاضة الشعبية التي شهدها لبنان بين عامي 2019 و2020، وتخللها خروج غير مسبوق لمجتمع “الميم عين” إلى الواجهة، ليعبّر عن وجوده ويطالب بحقوقه. 

    وعن نجاح “حزب الله” في تجنيد الأطياف السياسية والطائفية اللبنانية في معركته التي أطلقها ضد المثليين، يرى شحرور أنه “ليس مفاجئاً، خاصة بعدما شهده اللبنانيون من التفاف لكل الطبقة السياسية حول بعضها البعض على اختلاف تناقضاتها بعد انفجار مرفأ بيروت، وكان الحامي للطبقة السياسية هو حزب الله، وقبل ذلك لعب الدور نفسه خلال احتجاجات العامين 2019 و2020.”

    ويعتقد قزي أن “استهداف مجتمع الميم عين+ تحديداً، يأتي نتيجة للدور الرئيسي الذي لعبه في احتجاجات العامين 2019 و2020، وكان واضحا حجم الزخم والتأثير الذي أسس له أفراد هذا المجتمع، وانسحب خلال فترة الانتخابات النيابية 2022 أيضاً لصالح القوى التغييرية”. 

    ويعتبر أن الحملة المضادة تستهدف كل ما حققته انتفاضة 17 تشرين، “هناك مساحة حرية فتحت بعد الثورة، يريدون اليوم إغلاقها نهائياً، أو تقليصها إلى الحد الأدنى”. 

    ويقول قزي إن أكثر ما كشفه الجدل القائم في لبنان حول المثلية الجنسية،  أن الرأي العام اللبناني “لا يزال يفتقد للكثير من المعلومات والحقائق عن المثلية في ظل انتشار هائل للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، حيث لا تزال المحاججات تنطلق من أمور جرى تخطيها منذ زمن بعيد، كالحديث عن أنها مرض نفسي أو بيولوجي أو خيار شخصي، أو أن الأمر قابل للانتشار عبر الترويج له.” 

    ويعتبر قزي أن هناك جانبا إيجابيا في عرض القضية على النقاش العام بهذا الشكل،  إذ سيكون مفيداً “لمن يحمل الحجج العلمية والمنطقية والواقعية”، معتبراً أنها ستكون “فرصة أمام نسبة كبيرة من الناس ممن لم يحسموا موقفهم بعد بالإطلاع على الحقائق”.

    ويتوقع قزي أن يكون الموقف من مجتمع الميم عين بندا رئيسيا على البرامج الانتخابية في الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026 ، “سيكون هناك اقتراع على هذا الأساس أيضاً لاسيما بين أفراد مجتمع الميم عين، حيث سيكون المنطلق هو الموقف من هويتهم الجنسية، وهو ما لم يحصل من قبل بحكم التنوع الكبير في الاتجاهات السياسية لأفراد مجتمع الميم عين +”.

    المصدر

    أخبار

    ماذا يعني “الانهيار المناخي”؟.. هل بلغنا مرحلة اللاعودة؟

  • أفضل 10 جامعات في الولايات المتحدة

    قررت محكمة أميركية، الثلاثاء، سجن الزعيم السابق لمجموعة “براود بويز” اليمينية المتطرفة، إنريكي تاريو، لمدة 22 عاما، لإدانته في أحداث الشغب واقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير عام 2021.

    ويعد الحكم هو الأقسى حتى الآن بحق المتهمين بالمشاركة في الاقتحام، الذي كان يسعى إلى تعطيل مصادقة الكونغرس على انتخاب الرئيس الحالي جو بايدن، ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، خلال انتخابات 2020.

    وذكرت وكالة “رويترز” أن الادعاء طلب سجن المتهم تاريو لمدة 33 عامًا، والذي لم يكن في واشنطن يوم الأحداث، لكن جاء اتهامه بدعوى توجيهه أعضاء مجموعته بالاعتداء على مبنى الكابيتول.

    واعتبر القاضي أن تاريو البالغ من العمر 39 عاما، “كان القائد الرئيسي للمؤامرة”.

    والشهر الماضي، حكم قاض اتحادي على اثنين من قادة نفس الجماعة السابقين، وهما جوزيف بيغز وزاكاري ريل، بالسجن 17 عاما و15 عاما، بعد إدانتهما بـ”التآمر لاقتحام مبنى الكونغرس”.

    “اقتحام الكونغرس”.. حكم بسجن القائد السابق لمجموعة “براود بويز” 22 عاما

    قضت محكمة أميركية الثلاثاء بسجن القائد السابق لمجموعة “براود بويز” اليمينية المتطرفة إنريكي تاريو لمدة 22 عاما، في أقسى حكم حتى الآن بحق مشارك في الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

    وكان الثنائي أول شخصين من “براود بويز” تتم إدانتهما بالتآمر والتحريض في هجوم الكابيتول. وبحسب “فرانس برس”، يعد الحكم بسجنهما مخففا وفقا للمبادئ التوجيهية المتعلقة بالعقوبات في الولايات المتحدة، وأقل كثيرا من مطالب المدعين الاتحاديين بسجنهما 33 و30 عاما.

    وقال قاضي المحاكمة إنه “لا يحاول التقليل من شأن أعمال العنف” تلك، لكنه أشار إلى أن الواقعة “لم تسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا”.

    التأسيس

    مؤسس الحركة هو الإعلامي الكندي، غيفن ماكيناس، المولود عام 1970، وأحد مؤسسي مجلة “فايس” الشهيرة، والذي أدلى بالعديد من التصريحات المعادية للأقليات الدينية والعرقية المختلفة.

    ووصف ماكيناس المسلمين في أحد التصريحات، بأن لديهم “مشاكل عقلية بسبب زواج الأقارب”، في حين تصنف منظمات يهودية المجموعة بأنها “معادية للسامية” و”متعاطفة مع النازية”، وفقا لمركز قانون الفقر الجنوبي. 

    وتضم الحركة التي تأسست عام 2016، ما يوصفون بأنهم “المؤمنين بتفوق الرجال الأوروبيون”. وبحسب الموقع الرسمي لها، فهي “تضم الرجال الذين يرفضون الاعتذار عن دورهم في خلق العالم الحديث”.

    وبطبيعة التعريف والاسم الذي ترجمته “الأولاد الفخورون”، لا تسمح الحركة للنساء بالانضمام إلى صفوفها، وتقول إنها “تقدر دور ربات المنازل”.

    شارك أعضاء الحركة في الهجوم على مبنى الكابيتول عام 2021

    شارك أعضاء الحركة في الهجوم على مبنى الكابيتول عام 2021

    كما تقول الحركة إنها “مؤيدة لنظام حكم مكون من حكومة صغيرة ذات سلطات محدودة، وتساند حقوق التعبير وحمل السلاح، وتعارض فتح الحدود أمام المهاجرين”.

    ورغم ذلك، تؤكد الحركة أنها “ليست عنصرية ولا تمارس التمييز بناء على العرق، لكنها فقط مؤمنة بتفوق الغرب على الجميع”.

    ويتركز أعضاء الحركة في الأساس في أميركا، لكن لها أعضاء في أستراليا وبريطانيا.

    ونظمت منذ نشأتها العديد من المظاهرات والمسيرات في الولايات المتحدة، لنشر أفكارها ومناهضة المهاجرين. ويشارك أعضاء الحركة بشعاراتهم وملابسهم المميزة التي تضم اللونين الأسود والأصفر، وتشهد مظاهراتهم صدامات متكررة عنيفة مع المعارضين لأفكارهم.

    بسبب أحداث الكابيتول.. سجن زعيمي جماعة “براود بويز” السابقين 17 و15 عاما

    حكم قاض فيدرالي أميركي، الخميس، على زعيمي جماعة “براود بويز” اليمينية المتطرفة السابقين جوزيف بيجز وزاكاري ريل بالسجن 17 عاما و15 عاما بعد أن أدانتهما هيئة محلفين بالتآمر لاقتحام مبنى الكابيتول، التابع للكونغرس، في محاولة فاشلة لإلغاء هزيمة الرئيس السابق، دونالد ترامب، في انتخابات عام 2020.

    مخبر سري؟

    تولى إنريكي تاريو منصب “الرئيس الوطني” للمجموعة اليمينية المتطرفة عام 2018. وبحسب تقرير سابق لوكالة رويترز، فقد عمل “مخبرًا سريًا” لوكالات إنفاذ القانون المحلية والفدرالية، مما أدى إلى محاكمة أكثر من 10 أشخاص.

    ونشرت الوكالة في يناير 2021، تفاصيل عمل تاريو السري، وفقًا لوثائق محكمة في ميامي عام 2014. وأشارت إلى أنه “تعاون مع السلطات بعد اعتقاله عام 2012، بتهم الاحتيال، في قضايا تتعلق بالمخدرات والقمار وتهريب البشر”.

    ونفى تاريو ما ورد في التقرير، وقال: “لا أعرف هذه الأشياء.. لا أتذكر أيا منها”.

    تهمة الإرهاب

    قررت كندا في فبراير 2021 إدراج جماعة “براود بويز” و12 جمعية أخرى في قائمة المنظمات الإرهابية، واعتبرت وزارة الأمن العام أنها تشكل “تهديدا جديا وآنيا للأمن في كندا”.

    ونقلت “فرانس برس” عن وزير الأمن العام الكندي حينها، بيل بلير: “هناك أدلة متزايدة على تورط هذه الجماعة في تصاعد أعمال العنف”.

    جماعة براود بويز تنادي بتفوق العرق الأبيض في كندا والولايات المتحدة

    جماعة براود بويز تنادي بتفوق العرق الأبيض في كندا والولايات المتحدة

    واعتبرت وزارة الأمن العام أن الجماعة “منظمة تتّبع عقيدة الفاشية الجديدة وتمارس العنف السياسي”، وأن أعضاءها “يعتنقون أيديولوجيات معادية للنساء وللإسلام وللسامية وللمهاجرين، وينادون بتفوّق العرق الأبيض”.

    وردت “براود بويز” على القرار الكندي آنذاك، بنشر على تطبيق تليغرام إحدى شعاراتها “إرهاب رجل واحد هو للقتال عن حرية رجل آخر”.

    وأضاف المنشور: “عندما يقمع التحالف غير المقدس بين الشركات الكبرى والدولة ويبدأ في اضطهادك ومحاربتك في حقوقك الأساسية التي منحها الله لك، فعليك أن تعرف أنك على حق”.

    وتابعت الجماعة: “متضامنون مع أشقائنا الكنديين، وجميع أخوتنا في جميع أنحاء العالم الغربي، ودائمًا  نقف بالمرصاد للطغاة”.

    وكانت حسابات الحركة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة قد تم إيقافها، بسبب اتهامها بالترويج للعنف ولأفكار تبعث على الكراهية.

    المصدر

    أخبار

    أفضل 10 جامعات في الولايات المتحدة

  • ليس ضارا دائما.. فائدة صحية مهمة لاستخدام الإنترنت

    رصدت السلطات في بولندا وفاة 19 شخصا بسبب الإصابة ببكتيريا “الفيلقية”، فيما سجل إصابة 166 شخصا آخرين في منطقة رزيسزو القريبة من الحدود مع أوكرانيا.

    وأشار تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس إلى أن تباطؤ معدلات إنتشار المرض يكشف عن “كبح انتشاره”، الذي يتوقع ارتباطه بتطهير نظام المياه بالكلور في المنطقة الحدودية بين البلدين، وهي تعتبر مركزا لعبور الدعم العسكري الدولي لأوكرانيا.

    ولا تزال أجهزة الأمن والسلطات الصحية تبحث عن مصدر انتشار هذه البكتيريا التي تسبب التهابات رئوية، حيث يرجح خبراء أن انتشارها يرتبط بـ”المياه الدافئة” التي تكون موجودة في شبكة المياه.

    ووفقا للنتائج الأولى للتحاليل، تم التأكد من وجود بكتيريا الفيلقية بمستويات مختلفة في نصف عينات المياه الـ18 الأولى التي تم فحصها.

    وكشفت السلطات البولندية أن الوفيات تركزت بين فئة كبار السن، الذين يعانون من مشكلات صحية مثل الإصابة بالسرطان.

    مرض “الفيلقية”

    بكتيريا الفيلقية اكتشفت أول مرة في 1978 . أرشيفية

    بكتيريا الفيلقية اكتشفت أول مرة في 1978 . أرشيفية

    ومرض “الفيلقية” أو “الفيالقة” عدوى رئوية خطرة تتسبب بها بكتيريا تصيب الجهاز التنفسي للإنسان وتنتقل إليه، إما عبر شرب مياه ملوثة بها، أو عبر الاستنشاق عن طريق مكيف الهواء، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

    وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن اكتشاف هذه البكتيريا يعود إلى عام 1977 بعدما تسببت في إصابات وخيمة بمركز للمؤتمرات في الولايات المتحدة عام 1976.

    وعادة ما تصيب الإنسان من خلال استنشاق رذاذ المياه الملوثة، ويتباين أثر الإصابة على الأشخاص، فيما قد تكون “وخيمة وفتاكة” في بعض الآحيان.

    وقد تنتشر من خلال أجهزة التكييف التي تستخدم رذاذ المياه، أو حتى الأحواض المائية مثل الجاكوزي، وحتى الآن لم يتم رصد انتقال مباشر للعدوى من إنسان لآخر بالتلامس.

    وتعيش هذه البكتيريا في المياه التي تتراوح درجات حرارتها بين 20 إلى 50 درجة مئوية، وتبقى قادرة على الحياة، وتنمو كطفيليات داخل بعض المسطحات والأنظمة المائية.

    أعراض الإصابة بـ”الفيلقية”

    تبدأ أعراض هذه البكتيريا تظهر على الإنسان بعد يومين إلى 10 أيام من الإصابة بها، وقد تتشابه مع أعراض الإنفلونزا.

    ووفق موقع “مايو كلينك” قد تشمل الأعراض: 

    • الصداع
    • آلام العضلات
    • الحمى
    • السعال
    • ضيق النفس
    • ألم الصدر
    • غثيان وقيء وإسهال

    وتصيب هذه البكتيريا الرئة عادة، إلا أنها قد تنتقل إلى أجزاء أخرى مثل القلب، وقد تتسبب بمضاعفات مهدد للحياة مثل: فشل الجهاز التنفسي بتثبيط قدرة الرئة على إمداد الجسم بالأوكسجين، أو حدوث صدمات بانخفاض حاد ومفاجئ في ضغط الدم، أو حتى فشل كلوي حاد، مما يعني تراكم مستويات خطيرة من السموم في الجسم.

    وعادة ما يكون هذا المرض خطيرا على الأشخاص الذين لديهم مشكلات في الجهاز المناعي، وقد يرتفع معدل الوفاة بينهم ليصل إلى 80 في المئة، خاصة إذا لم يخضعوا للرعاية الطبية المناسبة.

    العلاج والوقاية

    لا يوجد لقاحات للوقاية من بكتيريا الفيلقية، ولكن ثمة علاجات مضادة لمساعدة المصابين بها.

    وتشير منظمة الصحة إلى أن الإصابة بهذه البكتيريا بحد ذاته لا يتطلب تدخلا طبيا إلا إذا وصل للرئة، إذ يحتاج المرضي إلى علاج بالمضادات الحيوية.

    وتدعو إلى ضرورة وضع خطط من قبل السلطات المختلفة لضمان سلامة شبكات المياه والمباني من خلال عمليات التنظيف والتطهير الدورية، واتخاذ تدابير لرصد ومكافحة مثل هذه البكتيريا.

    كما يمكن استخدام مواد الكلور في أحواض “الجاكوزي” وتسخين المياه لأكثر من 60 درجة مئوية، وصيانة محطات التبريد والتدفئة، خاصة في أماكن الرعاية الصحية ومرافق كبار السن.

    المصدر

    أخبار

    ليس ضارا دائما.. فائدة صحية مهمة لاستخدام الإنترنت