أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن طائرة من طراز إمبراير EMBR3.SA ليغاسي 600 يعتقد أنها حملت يفغيني بريغوجين، زعيم مرتزقة فاغنر حتى مقتله، الأربعاء، لم تظهر أي علامة على وجود مشكلة حتى حدوث هبوط حاد في آخر 30 ثانية.
وقالت وكالة الطيران الروسية روسافياتسيا إن بريغوجين، الذي قاد تمردا تم إجهاضه في يونيو، كان واحدا من 10 أشخاص كانوا على متن الطائرة التي أسقطت.
وكانت الطائرة في طريقها من موسكو إلى سان بطرسبرغ عندما تحطمت بالقرب من قرية كوزينكينو في منطقة تفير، حسبما ذكرت وزارة حالات الطوارئ الروسية.
وفي الساعة 3:19 مساء بتوقيت غرينتش، قامت الطائرة “بهبوط عمودي مفاجئ”، كما قال إيان بيتشنيك من Flightradar24 لرويترز.
وفي غضون حوالي 30 ثانية، هبطت الطائرة أكثر من 8000 قدم من ارتفاعها البالغ 28000 قدم.
“مهما حدث، حدث بسرعة”، قال بيتشنيك، مضيفا “ربما كانوا يعانون (مع الطائرة) بعد كل ما حدث”. ولكن قبل سقوطها الدراماتيكي، “لم يكن هناك ما يشير إلى وجود أي خطأ في هذه الطائرة”.
وأظهر مقطع فيديو الطائرة وهي تهبط بسرعة وأنفها يشير إلى الأسفل بشكل مستقيم تقريبا وعمود من الدخان أو البخار خلفها.
وسجل متتبع الرحلات عبر الإنترنت Flightradar24 آخر مرة موقع الطائرة في الساعة 3:11 مساء بتوقيت غرينتش، قبل تحطمها.
واستمرت البيانات الأخرى لمدة تسع دقائق.
وقال موقع Flightradar24 إن الطائرة مرت بسلسلة من الصعود والهبوط لبضعة آلاف من الأقدام لكل منها قبل أكثر من 30 ثانية من هبوطها النهائي الكارثي. تلقى Flightradar24 بياناته النهائية على الطائرة في الساعة 3:20 مساء.
وفتح المحققون الروس تحقيقا جنائيا لتحديد ما حدث.
وقالت بعض المصادر التي لم تذكر أسماءها لوسائل إعلام روسية إنها تعتقد أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض – جو واحد أو أكثر.
ولم يتسن لرويترز التأكد من ذلك.
وقالت شركة صناعة الطائرات البرازيلية إمبراير أس أيه EMBR3.SA إنها لم تقدم أي خدمة أو دعم في السنوات الأخيرة للطائرة التي تتسع لنحو 13 شخصا.
وقالت الشركة في بيان إنها امتثلت للعقوبات الدولية المفروضة على روسيا.
وهذه هي نفس الطائرة التي حملت بريغوجين إلى بيلاروسيا بعد التمرد، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لرويترز.
توفي القائد البارز في مجموعة فاغنر الروسية، ديميتري أوتكين، إلى جانب رئيسه، يفغيني بريغوجين، ضمن ركاب آخرين على متن الطائرة الخاصة التي سقطت شمال موسكو، ولم ينج منها أحد، بالإضافة إلى الطاقم المكون من ثلاثة أفراد.
ويعد أوتكين، اسما بارزا في “فاغنر” التي لديها أنشطة في عدد من البلدان الأفريقية والتي عادت للأضواء بعد محاولة زعميها قيادة تمرد تمرد عسكري ضد الجيش الروسي.
وينقل موقع “ميدوزا” أن أوتكين بدأ المشاركة لأول مرة في عمليات المرتزقة، في عام 2013. كان قبل ذلك، يشغل منصب مقدم في لواء القوات الخاصة “GRU” ومقره في بسكوف.
وبحسب الموقع، اختار أوتكين الانضمام للمجموعة بدافع التعاطف مع أيديولوجية الرايخ الثالث الألماني، وتحدث معارف أوتكين عن آرائه النازية في الماضي.
بعد تقاعده من الخدمة الفعلية، ذهب أوتكين وغيره من المسؤولين الأمنيين السابقين إلى سوريا، حيث قاتلوا إلى جانب رئيس النظام، بشار الأسد، كجزء من “الفيلق السلافي”، وهي مجموعة مرتزقة روسية.
وفي أكتوبر عام 2013، تجنب المرتزقة بصعوبة محاصرتهم من قبل قوات المتمردين وأجبروا على العودة إلى موسكو.
وبعد عودته مباشرة إلى روسيا، ذهب أوتكين إلى أوكرانيا، حيث قاد مجموعته الخاصة من المرتزقة، وهي مفرزة أطلق عليها اسم “مجموعة فاغنر”، بحسب “ميدوزا”.
وذكر موقع “إي بي سي دوت نت” الأسترالي أن فاغنر تأسست، في عام 2014، على يد أوتكين، وهو ضابط سابق في الجيش الروسي قاتل في حروب الشيشان.
ونقل الموقع الأسترالي عن إيريكا غاستون، مستشارة سياسية بارزة في مركز جامعة الأمم المتحدة لأبحاث السياسات، قولها إنه يُزعم أن “(أوتكين) لديه شغف بالرايخ الثالث وأدولف هتلر”، وأنه تمت تسمية المجموعة على اسم الملحن المفضل لهتلر، ريتشارد فاغنر.
وفي ربيع عام 2014، ظهر قدامى المحاربين في الفيلق السلافي أولا في شبه جزيرة القرم وبعد ذلك في دونباس، حيث قاتلوا إلى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا.
وفي عام 2015، عادت “فاغنر” إلى سوريا بعد خضوع عناصرها للتدريب في قاعدة مجهزة خصيصا في منطقة كراسنودار ، وفقا لـ RBC.
وظهر أوتكين لأول مرة علنا، في 9 ديسمبر عام 2016 ، عندما شوهد في حفل استقبال متلفز للكرملين للاحتفال بيوم أبطال الوطن. وأكد المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، أن أوتكين كان من بين الضيوف.
In addition to Prigozhin, neo-Nazi Wagner leader Dmitry Utkin was allegedly aboard on the plane and is now dead.
في عام 2021، اتهمت السلطات الأوكرانية أوتكين بانتهاك السلامة الإقليمية للبلاد. ووفقا للمحققين، فقد شارك في العمليات القتالية في دونباس “باتفاق مسبق مع مسؤولي القوات المسلحة الروسية وتحت إشرافهم” بين يوليو عام 2014 ومارس عام 2015، بحسب “ميدوزا”.
وقاد أوتكين مجموعة فاغنر طوال الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، ومن المحتمل جدا أنه سافر إلى هناك بنفسه.، بحسب الموقع الروسي المستقل.
اعتبارا من بداية يونيو عام 2023، كان أوتكين لا يزال رسميا قائدا للمجموعة شبه العسكرية، وفقا للتصريحات التي أدلى بها والتي نشرتها قناة تيليغرام التابعة لفاغنر.
ومن غير الواضح الدور الذي لعبه أوتكين في التمرد المسلح الذي نظمه بريغوجين ضد وزارة الدفاع الروسية في 24 يونيو عام 2023. ورجح مصدر مقرب من سلطات الاحتلال في “جمهورية دونيتسك الشعبية” المعلنة من جانب واحد تحدث إلى رويترز، أن أوتكين ربما قاد طابورا من مقاتلي فاغنر في مسيرتهم نحو موسكو، في حين أكدت “وول ستريت جورنال” المعلومة ذاتها.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن أوتكين ظهر في مقطع فيديو مشوش وهو يشجع عناصر فاغنر بالروسية قائلا: “هذه ليست النهاية، بل هي البداية فحسب”، وتابع بالإنكليزية “أهلا بكم بالجحيم”.
وفي يوليو، خاطب أوتكين وبريغوجين معا مجموعة من مقاتلي مجموعة فاغنر في بيلاروسيا، وفقا لموقع iStories المستقل، كان هذا أول خطاب علني لبريغوجين منذ تمرده الفاشل ومغادرته المزعومة إلى بيلاروسيا.
ومنذ ذلك الحين، تشير التقديرات إلى أن المجموعة تعمل في حوالي 30 دولة مختلفة، بما في ذلك سوريا وليبيا وأجزاء من غرب أفريقيا.
وكان يُعتقد أن بريغوجين قام بتمويل مجموعة فاغنر، لكن في يوليو، من هذا العام ادعى بوتين أن المجموعة “تمول بالكامل” من قبل السلطات الروسية. على الرغم من أن شركات المرتزقة غير قانونية بموجب القانون الروسي.
توفي القائد البارز في مجموعة فاغنر الروسية، ديميتري أوتكين، إلى جانب رئيسه، يفغيني بريغوجين، ضمن ركاب آخرين على متن الطائرة الخاصة التي سقطت شمال موسكو، ولم ينج منها أحد، بالإضافة إلى الطاقم المكون من ثلاثة أفراد.
ويعد أوتكين، اسما بارزا في “فاغنر” التي لديها أنشطة في عدد من البلدان الأفريقية والتي عادت للأضواء بعد محاولة زعميها قيادة تمرد تمرد عسكري ضد الجيش الروسي.
وينقل موقع “ميدوزا” أن أوتكين بدأ المشاركة لأول مرة في عمليات المرتزقة، في عام 2013. كان قبل ذلك، يشغل منصب مقدم في لواء القوات الخاصة “GRU” ومقره في بسكوف.
وبحسب الموقع، اختار أوتكين الانضمام للمجموعة بدافع التعاطف مع أيديولوجية الرايخ الثالث الألماني، وتحدث معارف أوتكين عن آرائه النازية في الماضي.
بعد تقاعده من الخدمة الفعلية، ذهب أوتكين وغيره من المسؤولين الأمنيين السابقين إلى سوريا، حيث قاتلوا إلى جانب رئيس النظام، بشار الأسد، كجزء من “الفيلق السلافي”، وهي مجموعة مرتزقة روسية.
وفي أكتوبر عام 2013، تجنب المرتزقة بصعوبة محاصرتهم من قبل قوات المتمردين وأجبروا على العودة إلى موسكو.
وبعد عودته مباشرة إلى روسيا، ذهب أوتكين إلى أوكرانيا، حيث قاد مجموعته الخاصة من المرتزقة، وهي مفرزة أطلق عليها اسم “مجموعة فاغنر”، بحسب “ميدوزا”.
وذكر موقع “إي بي سي دوت نت” الأسترالي أن فاغنر تأسست، في عام 2014، على يد أوتكين، وهو ضابط سابق في الجيش الروسي قاتل في حروب الشيشان.
ونقل الموقع الأسترالي عن إيريكا غاستون، مستشارة سياسية بارزة في مركز جامعة الأمم المتحدة لأبحاث السياسات، قولها إنه يُزعم أن “(أوتكين) لديه شغف بالرايخ الثالث وأدولف هتلر”، وأنه تمت تسمية المجموعة على اسم الملحن المفضل لهتلر، ريتشارد فاغنر.
وفي ربيع عام 2014، ظهر قدامى المحاربين في الفيلق السلافي أولا في شبه جزيرة القرم وبعد ذلك في دونباس، حيث قاتلوا إلى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا.
وفي عام 2015، عادت “فاغنر” إلى سوريا بعد خضوع عناصرها للتدريب في قاعدة مجهزة خصيصا في منطقة كراسنودار ، وفقا لـ RBC.
وظهر أوتكين لأول مرة علنا، في 9 ديسمبر عام 2016 ، عندما شوهد في حفل استقبال متلفز للكرملين للاحتفال بيوم أبطال الوطن. وأكد المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، أن أوتكين كان من بين الضيوف.
In addition to Prigozhin, neo-Nazi Wagner leader Dmitry Utkin was allegedly aboard on the plane and is now dead.
في عام 2021، اتهمت السلطات الأوكرانية أوتكين بانتهاك السلامة الإقليمية للبلاد. ووفقا للمحققين، فقد شارك في العمليات القتالية في دونباس “باتفاق مسبق مع مسؤولي القوات المسلحة الروسية وتحت إشرافهم” بين يوليو عام 2014 ومارس عام 2015، بحسب “ميدوزا”.
وقاد أوتكين مجموعة فاغنر طوال الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، ومن المحتمل جدا أنه سافر إلى هناك بنفسه.، بحسب الموقع الروسي المستقل.
اعتبارا من بداية يونيو عام 2023، كان أوتكين لا يزال رسميا قائدا للمجموعة شبه العسكرية، وفقا للتصريحات التي أدلى بها والتي نشرتها قناة تيليغرام التابعة لفاغنر.
ومن غير الواضح الدور الذي لعبه أوتكين في التمرد المسلح الذي نظمه بريغوجين ضد وزارة الدفاع الروسية في 24 يونيو عام 2023. ورجح مصدر مقرب من سلطات الاحتلال في “جمهورية دونيتسك الشعبية” المعلنة من جانب واحد تحدث إلى رويترز، أن أوتكين ربما قاد طابورا من مقاتلي فاغنر في مسيرتهم نحو موسكو، في حين أكدت “وول ستريت جورنال” المعلومة ذاتها.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن أوتكين ظهر في مقطع فيديو مشوش وهو يشجع عناصر فاغنر بالروسية قائلا: “هذه ليست النهاية، بل هي البداية فحسب”، وتابع بالإنكليزية “أهلا بكم بالجحيم”.
وفي يوليو، خاطب أوتكين وبريغوجين معا مجموعة من مقاتلي مجموعة فاغنر في بيلاروسيا، وفقا لموقع iStories المستقل، كان هذا أول خطاب علني لبريغوجين منذ تمرده الفاشل ومغادرته المزعومة إلى بيلاروسيا.
ومنذ ذلك الحين، تشير التقديرات إلى أن المجموعة تعمل في حوالي 30 دولة مختلفة، بما في ذلك سوريا وليبيا وأجزاء من غرب أفريقيا.
وكان يُعتقد أن بريغوجين قام بتمويل مجموعة فاغنر، لكن في يوليو، من هذا العام ادعى بوتين أن المجموعة “تمول بالكامل” من قبل السلطات الروسية. على الرغم من أن شركات المرتزقة غير قانونية بموجب القانون الروسي.
بعد أربع سنوات من الانهيار الاقتصادي، تسعى النخب السياسية في لبنان، التي تتقن فن البقاء في السلطة، إلى تحقيق انتعاش عبر سبل تتجنب الإصلاحات الصارمة التي يطالب بها صندوق النقد الدولي.
ويقول خبراء اقتصاديون ومسؤولون سابقون شاركوا في وضع خطة الإصلاح التي وافق عليها صندوق النقد الدولي عام 2020، إن القيادة السياسية وشركاءها في القطاع المصرفي ينفذون عمدا “خطة ظل” للقضاء على الاتفاق، وإلقاء عبء إنقاذ النظام المالي على عاتق رجل الشارع اللبناني الذي انزلق بالفعل إلى هاوية الفقر بسبب الأزمة، بحسب أسوشيتد برس.
ولن يجبر تنفيذ إصلاحات صندوق النقد الدولي، التي تشمل عمليات تدقيق حسابات مصرف لبنان (البنك المركزي) والمصارف الأخرى التي كانت سرية منذ فترة طويلة، النخب السياسية على تحمل الكثير من تكلفة إصلاح الانهيار المالي فحسب، بل يقول خبراء إنه سيهدد أيضا شبكات الفساد والمحسوبية والهدر التي سمحت لهم بحلب خيرات البلاد لسنوات.
وقال آلان بيفاني، المدير العام السابق بوزارة المالية ومهندس خطة الإنعاش، لأسوشيتد برس: “لم أكن أتخيل أبدا أن هؤلاء الناس سيظلون يتصرفون بهذا القدر من البرود وعدم الإحساس بالمسؤولية رغم حجم الكارثة”.
ويراهن عدد متزايد من السياسيين الآن على أن انتعاش قطاع السياحة، وتحويلات المغتربين اللبنانيين، ومشروعات استخراج الغاز الطبيعي، سوف تنعش الاقتصاد دون القيام بإصلاحات تتطلب تضحيات كبيرة منهم.
وألقي باللوم على نطاق واسع في الانهيار المالي على القيادة السياسية التي احتفظت بالسلطة لعقود، جنبا إلى جنب مع كبار المسؤولين المصرفيين وحاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة.
ويخضع سلامة، الذي أدار المصرف لمدة 30 عاما حتى يوليو الماضي، لتحقيق في مزاعم غسل أموال واختلاس، وقد فرضت عليه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا عقوبات قبل أسبوعين.
لسنوات وقبل اندلاع الأزمة، قام مصرف لبنان بتنفيذ ما يقول البنك الدولي إنه “مخطط بونزي” (أي هرمي) لإبقاء الاقتصاد واقفا على قدميه. فأغرى مصرف لبنان البنوك التجارية بإقراضه الدولار بأسعار فائدة مرتفعة بحيث تستمر لديه السيولة المالية.
ثم قامت البنوك بجذب العملاء لإيداع مدخراتهم بالدولار بأسعار فائدة أعلى، ما أدى إلى تحقيقها الكثير من الأرباح.
وفي أواخر عام 2019، انهار المخطط عندما تباطأ تدفق الدولارات، ما أثار حالة من الذعر والتهافت على البنوك. ومنعت البنوك السحب بالدولار، وسمحت للمودعين بالسحب بالعملة المحلية فقط وبسعر أدنى كثيرا من سعر السوق الواقعي، فتبخرت مدخرات الكثيرين بالفعل.
بلغ التضخم في لبنان معدلا هائلا، ووصل سعر عملته، الليرة، الذي كان 1500 مقابل الدولار لمدة ربع قرن، الآن إلى حوالي 90 ألف ليرة في السوق السوداء.
وبسبب نقص التمويل أصبحت إمدادات الكهرباء الحكومية الآن شبه معدومة، وباتت المدارس والمستشفيات العامة، بالكاد تستطيع تحمل تكاليف الإضاءة ويستجدي المسؤولون بها مساعدات إنسانية، وكأن البلاد في حالة حرب.
وقال سامي زغيب، الخبير الاقتصادي في مؤسسة مبادرة سياسات الغد، ومقرها بيروت: “قبل الأزمة كانوا يمتصون الهواء من رئتي المجتمع، والآن بعدما مات المجتمع، أصبحوا يفترسون الجثة”.
وأصبح دخل العاملين في القطاع العام ومعاشات المتقاعدين بالليرة، وهم يشكلون معا قطاعا كبيرا من السكان، عديم القيمة تقريبا. ومن أجل البقاء، يبحث اللبنانيون عن الدولارات، التي يرسلها في الأغلب أقاربهم في الخارج. ويطلب معظم الجهات الآن السداد بالدولار لكل شيء، بدءا من متاجر البقالة والصيدليات وحتى المستشفيات الخاصة وشراء مولدات الكهرباء الخاصة.
جانيت فارس (62 عاما)، عاطلة عن العمل وتعتمد على مساعدات مالية من إخوتها الذين يعانون بدورهم، نادرا ما تقود سيارتها، من طراز عام 1995، لأن الوقود بات باهظ الثمن.
وقالت للوكالة: “كلها أكاذيب. لا أستطيع حتى إصلاح الصنبور”، ووصفت حكام البلاد بـ “المافيا”.
بعد نحو عامين من المحادثات توصل لبنان إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي، في أبريل من عام 2022، بشأن حزمة إنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار. لكن الحصول عليها يعتمد على إعادة هيكلة مالية وإصلاحات كبرى لمكافحة الفساد.
من شأن خطة صندوق النقد الدولي أن تضع الكثير من عبء تعويض خسائر النظام المالي على عاتق المساهمين في البنوك التجارية، ومنهم العديد من العائلات السياسية اللبنانية البارزة وشركاء من القطاع الخاص. وبعد عمليات تدقيق واسعة سيتعين على العديد من المصارف بيع أصولها أو الاندماج مع مصارف أخرى. وفي الوقت ذاته، سيتمكن صغار المودعين من استرداد معظم أموالهم.
كما ستساهم خطة الصندوق بفتح الباب أمام حزمة الإنقاذ ومليارات الدولارات من الاستثمارات والقروض الدولية التي تشتد الحاجة إليها لإعادة بناء قطاعات الإنتاج.
وبدون الاتفاق والإصلاحات المرتبطة به لن يحصل لبنان على أي استثمارات، وسيصبح “معتمدا على مساعدات المجتمع الدولي”، بحسب تحذير رئيس بعثة صندوق النقد الدولي في لبنان، إرنستو ريغو، في يونيو.
وصرح وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال، أمين سلام، في مقابلة مع أسوشيتد برس مؤخرا بأن عددا متزايدا من مسؤولي الحكومة يعتقد أن لبنان يمكنه الاستغناء عن خطة صندوق النقد الدولي أو تحسين موقفه التفاوضي “من خلال القليل من التدابير والحسابات” في النظام المالي.
وأضاف سلام أن المسؤولين الذين التقاهم مؤخرا من دول الخليج التي كانت تضخ المليارات في لبنان أبلغوه أنهم يتفقون مع هذا الرأي.
ويراهن سلام ومسؤولون آخرون على التحويلات المالية من المغتربين التي تشكل الآن نحو 40 في المئة من الاقتصاد، كما تستقبل البلاد أعدادا قياسية من السائحين هذا الصيف، الذين ينفقون عملة صعبة على الشواطئ نهارا، قبل أن يستمروا في الإنفاق أثناء قضاء سهراتهم في النوادي الليلية حتى شروق الشمس.
وفي الوقت ذاته تعمل المصارف التجارية، التي نجت من إعادة الهيكلة، على تعويض خسائرها على حساب صغار المودعين، الذين يضطرون إلى سحب دولاراتهم المحتجزة بالليرة بمعدل 15 ألف ليرة، أي سُدس قيمتها السوقية الحالية.
بدأ لبنان مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي، في مايو عام 2020، لكن بيفاني وصفها بأنها كانت “مزحة” نظرا للانقسامات في الجانب اللبناني.
وقللت الأحزاب الحاكمة والبنوك التجارية والبنك المركزي من أهمية الأزمة، زاعمة أن تقديرات الخسائر المالية البالغة 70 مليار دولار، مبالغ فيها.
ويقول الوزراء والمستشارون الإصلاحيون الذين يروجون لخطة التعافي التي يدعمها صندوق النقد الدولي إنهم واجهوا مقاومة وعداء. وقال أحد كبار المسؤولين الحكوميين السابقين إنه تلقى تهديدات إلي جانب مسؤولين آخرين، بسبب دعوتهم لإصلاحات صارمة. وتحدث المسؤول لأسوشيتد برس شريطة إخفاء هويته خشية من الانتقام.
وقال بيفاني إن حاكم مصرف لبنان، الذي كان ضمن فريق التفاوض، تجاهل في كثير من الأحيان طلبات إرسال معلومات مهمة حول الوضع المالي وتضاؤل الاحتياطيات الأجنبية. كما لم يتعاون مع التدقيق الجنائي في المعاملات المالية المشكوك فيها لمصرف لبنان.
في غضون ذلك اقترحت المصارف خطة تضع معظم العبء المالي على عاتق الحكومة، فدعت إلى بيع أصول الدولة، أو بعبارة أخرى خطة إنقاذ حكومية. وتوقفت المحادثات خلال أسابيع، ما دفع بيفاني ومستشار وزير المالية، هنري شاول، إلى الاستقالة، في أواخر يونيو من عام 2020.
وقال شاول في بيان استقالته: “لن أشهد على هذا التقاعس الضار”.
وأرجأت الحكومة المحادثات، ويتولى ملف التفاوض نائب رئيس الوزراء، سعادة الشامي، وهو خبير اقتصادي إصلاحي أمضى نحو 20 عاما في صندوق النقد الدولي، لكنه يكاد لا يحظى بأي دعم سياسي.
وقال العديد من أعضاء البرلمان لأسوشيتد برس إن لجنة المال والموازنة بمجلس النواب تجاهلت تشريعات الإصلاح، وإنها، بدلا من ذلك، ركزت في الغالب على إنشاء صندوق ثروة سيادي لعائدات النفط والغاز المأمولة، على الرغم من أن التنقيب في حقل غاز بحري لم يبدأ بعد.
خارج أماكن الحياة الليلية الصاخبة والفنادق الفاخرة، يفقد الكثير من سكان لبنان الفقراء الأمل.
فيقول فارس عن النخبة الحاكمة في البلاد للوكالة: “إنهم يعيشون في قصورهم، ولا يرون الفقراء الذين بالكاد يستطيعون الحصول على طعام”.
أثار اصطدام ناقلتين كبيرتين في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء في قناة السويس تساؤلات عن أسباب تكرار الحوادث في الممر الملاحي المصري الأقصر بين أوروبا وآسيا، والذي يعبره ما يقرب من 12 بالمئة من التجارة العالمية.
ستة حوادث
خلال العام الحالي، تم الإعلان عن ستة حوادث، آخرها اصطدام الناقلتين، قبل أن يتم سحبهما وإعادة تشغيل القناة خلال ساعات، بحسب ما أعلن رئيس هيئة القناة، أسامة ربيع.
BREAKING: SUEZ TANKER CRASH
MarineTraffic has received eye-witness report from the #SuezCanal that 2 tankers have collided. The reported incident involves the Burri, a Cayman island tanker, and the BW Lesmes, a Singapore flagged LNG tanker.
وفي الخامس من أغسطس الجاري، قالت الهيئة إن قاطرة غرقت في القناة بعد اصطدامها بناقلة يبلغ طولها 230 مترا وعرضها 36 مترا وحمولتها الكلية 52 ألف طن من غاز البترول المسال، كانت في طريقها من سنغافورة إلى الولايات المتحدة، لكن حركة الملاحة في الممر المائي الاستراتيجي لم تتأثر بشكل كبير، فيما أعلنت عائلة أحد أفراد طاقم القاطرة وفاته.
وشهدت حركة الملاحة البحرية في قناة السويس في يونيو اضطرابا مؤقتا بعد أن أصاب عطل فنّي ناقلة نفط في طريقها من روسيا الى الصين، يبلغ طولها 274 مترا وعرضها 48 مترا، وتنقل حمولة تبلغ 82 ألف طن، قبل أن يتم قطرها.
وفي مايو الماضي، تعطلت سفينة البضائع “تشي هاي تونغ 23″، ويبلغ طولها 190 مترا وعرضها 32 مترا وحمولتها 34 ألف طن، كانت متوجهة من السعودية إلى مصر، قبل تتدخل ثلاث قاطرات لسحبها.
وفي أول فبراير، جنحت سفينة أثناء عبورها الممر المائي الذي يربط البحرين الأبيض والأحمر. وفي يناير الماضي، جنحت سفينة أخرى، لكن لم تؤثر على حركة الملاحة.
والأربعاء، قال عضو لجنة النقل والمواصلات في مجلس النواب، سامح السايح، في حديث مع موقع “الحرة” إنه سيرفع طلبا إلى رئيس اللجنة، علاء عابد، لزيارة هيئة قناة السويس للتشاور مع رئيسها، أسامة ربيع لمناقشة مسألة تكرار الحوادث.
حركة الملاحة العالمية
وأضاف: “سنبحث ما إذا كانت اللجنة تحتاج إلى إصدار توصيات للقيادة السياسية لتجنب مثل هذه الحوادث في المستقبل”.
لكن المستشار الاقتصادي السابق لقناة السويس، عبد التواب حجاج قال لموقع “الحرة”: إن “هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى مثل هذه الحوادث، لكن الهيئة مليئة بالخبرات من المرشدين الذين يستطيعون تحديد الوقت والمسافة بين كل سفينة وأخرى للمرور بسلام”.
وأضاف “في تقديري الشخصي، أنا أعتبر أنها حوادث طبيعية وليست كبيرة لدرجة أن يتم اعتبارها ظاهرة”.
“ضغط شديد”
من جانبه عزا رئيس مجلسي إدارة شعبة النقل الدولي واللوجستيات بالغرفة التجارية بالقاهرة، أيمن الشيخ، في حديث مع موقع “الحرة” تكرار الحوادث في قناة السويس إلى “أن حجم المراكب التي تمر والضغط الحاصل من كثرة العمل أصبح كبيرا جدا”.
لا يعتقد الشيخ أن هذه الحوادث تحصل بسبب احتياج القناة إلى عمق أكبر أو توسعة وإنما “قد تكون المشكلة في السفينة نفسها أو في قبطانها”.
وأضاف أن “حركة التجارة وكمية المراكب التي تمر ارتفعت بشكل كبيرة في الفترة الأخيرة، ومن الطبيعي أن تكون هناك حوادث عندما يكون هناك عمل كثير، وكلما زادت الأعمال ارتفع عدد الحوادث”.
لكنه يرى أن هناك تطورا في التعامل مع مثل هذه الحوادث بدليل أن رئيس الهيئة أعلن أنه سيتم استئناف الملاحة خلال ساعات”.
وفي 21 يونيو الماضي، أقر ربيع بتزايد الحوادث في قناة السويس، لكنه اعتبره “أمرا طبيعيا جدا، وكان يحدث قبل ذلك”.
لكنه أضاف أن “العالم لم يكن يركز مع قناة السويس حتى جاءت حادثة إيفر غيفن التي تأثر بها العالم”.
وفي مارس 2021، جنحت حاملة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن”، وزنتها حوالي مئتي ألف طن في القناة، عندما علقت مقدمتها خلال عاصفة رملية في نقطة في الضفة الشرقية للسويس، ما تسبّب بوقف الملاحة مدة ستة أيام.
صورة أرشيفية لسفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن” التي علقت في قناة السويس في 2021
بسبب ذلك الحادث وافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مايو 2021 على مشروع لتطوير قناة السويس يشمل توسعة وتعميق الجزء الجنوبي للقناة.
وقال ربيع تصريحاته التي تعود إلى يونيو الماضي: “بعد هذه الحادثة، أصبح المصريون بسبب حبهم لقناة السويس وخوفهم عليها يقلقون من أن أي حادث قد يكون مثل ما حدث مع إيفر غيفن، لكنني أطمئن المصريين بأنه يمر يوميا حوالي 75 سفينة ووصل الرقم أحيانا إلى 107 سفينة في مارس الماضي، العام الماضي مر أكثر من 23 ألف سفينة، ومن الوارد جدا أن تكون هناك حادثة وثلاث لأن ليس كل المراكب جديدة”.
وأضاف: “أحيانا يحدث عطل في الماكينة، مثل أي سيارة، وقد يكون العطل في أداة التوجيه ويفقد القبطان السيطرة على المركب فتتجه إلى أي اتجاه فتشحط خلال التعامل معها”.
وقال إن “نسبة الحوادث من السفن التي مرت خلال عام 2022 هي تسعة من مئة في المئة، وهي نسبة ضئيلة جدا تكاد تكون صفرا”.
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2015 افتتاح مشروع لتوسعة القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023.
وأضاف ربيع، أن إيرادات القناة بلغت 9.4 مليار دولار، مقارنة مع 7 مليارات في السنة المالية السابقة التي تنتهي في 30 يونيو.
وتابع آنذاك أن حوالي 26 ألف سفينة عبرت القناة في السنة المالية 2022-2023، مقارنة بحوالي 23800 سفينة مرت خلال العام السابق.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي، وائل النحاس إن “العالم كله يتطور حاليا، وبدأ في التوسع في استخدام الناقلات العملاقة، ما يعني أننا كنا نحتاج إلى عمق أكبر ومساحة أوسع للقناة، وبالتالي إذا لم نكن نستعد لهذا التوجه الجديد، كنا سنخسر هذا النوع من السفن”، مشيرا إلى أن عدد السفن التي تمر يوميا عبر القناة وصل إلى 71 في المتوسط بعد أن كان 48 سفينة قبل مشروعات التطوير.
يعتقد النحاس أنه إذا لم يكن مشروع توسعة قناة السويس قد حدث، فإن الورادات كانت قلت من 5 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار، بحسب قوله.
وقال: “كانت هذه الناقلات العملاقة ستبحث عن طريق آخر، وكنا سنخسرها، فضلا عن أن بعض الدول عندما تنخفض أسعار البترول بشكل كبير، تأخذ طرقا أخرى حتى لو كانت أطول في الفترة الزمنية، مثلما تفعل دول الخليج التي تأخذ في هذه الحالة طريق رأس الرجاء الصالح وهو ما يمثل تقريبا 20 في المئة مما يمر عبر قناة السويس”.
كيفية التعامل مع الحوادث في قناة السويس
أشار ربيع إلى أن حادث إيفرغيفن دفع الهيئة للتطوير والجاهزية للتعامل مع الحوادث بسرعة جدا لتقليل الخطر والتأثير السلبي لهذه الحادثة، ولذلك لاحظنا أن كل الحوادث الماضية كان يتم التعامل معها وحلها خلال ساعات معدودة”.
جنوح “إيفر غيفن” دفع هيئة قناة السويس لتطوير عمليات التعامل مع الحوادث
وقال: “لدينا استراتيجة تتمثل في المحافظة على الأمان والاستدامة في قناة السويس وعبور السفينة في التوقيت المحدد لها، ولذلك فنحن علينا أن نكون جاهزين للتعامل مع أي حادث بسرعة حتى لا تعطل السفن الأخرى، ولذلك نحن جاهزون بالقاطرات والجراجات والأشياء الأخرى”.
وأوضح أن بروتوكول التعامل مع الحادث يشمل إرسال حوالي أربع قاطرات في البداية مباشرة وتحديد الموقف، وربما يتم إرسال قاطرات أخرى لها قوة سحب أقوى”.
وأضاف: يتم إبعاد السفينة عن الممر الملاحي ومن ثم التعامل معها والكشف عليها لمعرفة العطل وإصلاحه أو قطرها بعيدا حتى يتم إصلاحها”.
قناة السويس تمر منها سفن عملاقة
ضرورة التطوير المستمر
وكان ربيع، قد أعلن عن أن الهيئة مستمرة في تنفيذ مشروع تطوير القطاع الجنوبي الجاري تنفيذه والذي سيتيح زيادة الطاقة الاستيعابية في القناة بمعدل ست سفن، وزيادة عامل الأمان الملاحي في ذلك القطاع بنسبة 28 في المئة.
كما أشار إلى أن نسبة الإنجاز في مشروع ازدواج القناة في البحيرات المرة الصغرى بلغت 50.3 في المئة.
يشدد النحاس على أهمية التطوير المستمر في قناة السويس، خاصة مع تنفيذ مشروعات جديدة منافسة “مثل مشروع السكة الحديد ما بين العراق كبوابة للدول العربية، وتركيا كبوابة لأوروبا وروسيا”.
وقال: “هناك مشروع آخر للربط ما بين إيران وروسيا سينافس أيضا قناة السويس، فضلا عن مشروع إماراتي يربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر عن طريق قناة جديدة أو سكك حديدية والذي سيطلق عليه “قطار السلام” والذي سيربط إسرائيل بالعراق والمنطقة العربية بالكامل بتمويل إماراتي”.
وأضاف: “هناك دول أخرى تريد أن تدخل في المنافسة، نعم هذه المشروعات كبيرة وتحتاج إلى وقت للانتهاء منها وليس قبل عام 2026 لكننا يجب ان نكون مستعدين لهذه المنافسة”.