اختيرت الرئيسة السابقة لمجموعة الفاينانشال تايمز رونا فيرهيد لترأس مجلس أمناء هيئة الإذاعة البريطانية المعروف باسم “بي بي سي تراست”.
وحلت فيرهيد محل اللورد باتن الذي استقال من المنصب في مايو/آيار الماضي لتكون أول امرأة تعتلي هذا المنصب الرفيع.
وخلال مسيرتها العملية، تولت فيرهيد منصب رئيسة مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الفاينانشال تايمز من عام 2006 إلى 2013 خلال مسيرة مهنية استمرت 12 عاما مع دار بيرسون للنشر صاحبة المجموعة التي تشمل صحيفة فاينانشال تايمز و اف تي دوت كوم واف تي سيرش.
ويهدف مجلس أمناء بي بي سي إلى ضمان انتاج أعمال ذات جودة وقيمة لدافعي رسوم الترخيص من المواطنين في المملكة المتحدة اضافة إلى حماية استقلال السياسة التحريرية.
كان العمل يعتمد على خط اليد قبل استخدام الكمبيوتر في جمع مادة القاموس
انتهى العمل على إعداد قاموس استغرق جمع مادته أكثر من قرن من الزمان.
ووصل قاموس اللغة اللاتينية للعصور الوسطى، المكون من 17 جزءا والذي بدأ إعداده في عام 1913، إلى محطته الأخيرة بعد إدراج كلمة “zythum”، وهي نوع من البيرة.
وقال ريتشارد آشدون، محرر القاموس والأستاذ بكلية التقليديات بجامعة أوكسفورد، إن مثل هذا المشروع المضني طويل الأجل لن يبادر إليه أحد في الوقت الراهن.
وأضاف آشدون أن “البعض كانت تساورهم الشكوك في إمكانية أن ننتهي من المشروع أصلا.”
وبدأ المشروع عندما بخطاب، بعثه المؤرخ روبرت وايتويل، في أوكسفورد، إلى صحيفة التايمز، يدعو فيه متطوعين للمساعدة في إجراء البحوث الخاصة بالقاموس.
وكانت خطة وايتويل إعداد قاموس للغة اللاتينية في العصور الوسطى، يماثل قاموس أكسفورد للغة الإنجليزية.
وبعد مرور 101 عاما، من المقرر أن يشهد سبتمبر/ ايلول النهاية الرسمية لإعداد القاموس الذي أطلق عليه “قاموس اللغة اللاتينية للعصور الوسطى من مصادر بريطانية”.
ويسد القاموس الجديد فجوة أكاديمية اكتشفها وايتويل قبيل الحرب العالمية الأولى.
يُذكر أن اللغة اللاتينية كانت هي اللغة الرسمية لسجلات المحاكم، والوثائق الدينية، والعلمية، والسياسية في العصور الوسطى. لكن العلماء الذين عكفوا على بحث وثائق لاتينية بريطانية، كانوا مضطرين للاعتماد على مرجع صدر للمرة الأولى في القرن السابع عشر.
مؤرخون هواة
التعليق على الصورة،
بلغ عدد صفحت القاموس في نسخته النهائية 4 آلاف صفحة
ويقول آشدون إن العمل بالقاموس شهد نوعا مختلفا من العلماء. وقد كان كثير من الخبراء الذين تمت الاستعانة بهم هواة مستقلين وليسوا أكاديميين بالجامعات.
وكانت هذه الصورة المبكرة من جمع المعلومات من الجماهير بشكل تطوعي تعتمد على مجموعة متنوعة من المتطوعين، بينهم رجل دين متقاعد وأحد أبطال الحرب العالمية الأولى وحاكم في مستعمرة بريطانية في بورما، اشتهر بإجراء أبحاثه أثناء امتطائه ظهر فيل.
وأسفر جمع مادة القاموس عن تقديم لمحات عن الحياة في العصور الوسطى.
تكنولوجيا
وآشدون هو ثالث محرر يتولى مسؤولية المشروع، حيث انضم التحق به في عام 2008 عندما كان العمل بالقاموس وصل مرحلة الحرف “S”.
ويقول آشدون إنه كان لديه “شعور غامر بالرضا” عندما انتهى العمل بالقاموس، وكذلك شعور بالعرفان للكثيرين الذين أسهموا في هذا العمل.
وأضاف أن مثل هذا المشروع الملحمي لا يبدو أنه سيحقق كل ما يسعى إليه في الوقت الحالي نظرا لقصور تمويل المشروعات الأكاديمية.
وأرجع آشدون الفضل في الإسراع بوتيرة العمل الذي استهدف الانتهاء من القاموس إلى استخدام أجهزة الكمبويتر.
وكانت مدخلات القاموس تُجمع بصعوبة بالغة عن طريق الكتابة بخط اليد على الورق. كما أن عملية الطباعة كانت بطيئة للغاية قبل استخدام الكمبيوتر. كذلك، أصبح بإمكان الباحثين دراسة مواد المصادر على نحو أسرع إذا كانت الوثائق في صيغة رقمية.
وهناك نحو 75 ألف ورقة وأكثر من 100 ألف من معاني المفردات المختلفة بالإضافة إلى 400 ألف اقتباس مما وصل بالنسخة النهائية إلى 4 آلاف صفحة.
وهناك خطط لإنتاج نسخة رقمية من القاموس.
ويصدر القاموس عن الأكاديمية البريطانية ويصل سعر النسخة الواحدة منه إلى 660 جنيها إسترلينيا.
يرسم الفيل اللوحة بعد غمس قدمه في الطلاء وطباعة بصماته العملاقة على قماش اللوحة
عرضت لوحات رسمها فيل هندي بقدمه في أحد المعارض الفنية بالعاصمة الهندية دلهي بهدف جمع أموال تساعد في حماية الحيوانات المهددة بخطر الإنقراض.
وقالت الفنانة ألبانا أهوجا إنها استخدمت الموز وأطعمة أخرى لإغراء الفيل “فولكالي” على إبداع تلك الأعمال الفنية.
واستخدم الفيل، الذي سبق وتم إنقاذه من أصحابه الذين أساءوا معاملته، قدمه بعد غمسها في الطلاء والضغط بها على قماش اللوحات الزيتية.
وتضم الهند نحو 25 ألف فيل، ويواجه هذا الرقم تراجعا نتيجة عمليات الصيد الجائر وتدمير البيئة المعيشية.
صدر الصورة، AFP
التعليق على الصورة،
ستستخدم أموال بيع اللوحات في عملية الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض
وقالت أهوجا لوكالة فرانس برس للأنباء إنها تضطر إلى الإمساك بالفيل وهو في حالة مزاجية جيدة وتغمس قدمه في الطلاء ثم تضغط بها على قماش اللوحات الزيتية لطباعة بصمات عملاقة بألوان زاهية.
وقال بابيتا غوبتا، المدير الفني لمعرض “آرت سبايس” في دلهي، إن الأموال التي سيحصلون عليها من بيع هذه اللوحات، التي يتراوح سعرها بين ما بين 165 و 400 دولار، ستستخدم في عمليات الحفاظ على الأفيال.
ويتزامن العرض مع مهرجان يمتد لعشرة أيام للاحتفال بميلاد الإله الهندوسي ، غانيش، الذي يبدأ يوم الجمعة المقبل.
وقال غيتا سيشاماني، من حماية الحياة البرية :”الفيل في ثقافتنا يُمجد مثل الإله غانيش، ومن ثم فإن الحيوان يجسد (فكرة) سوء معاملة الإله نفسه”.
: المخرج امير كوستاريتشا يؤدي دور راهب أرثوذكسي في فيلم حياتنا
يتصدى فيلم “كلمات مع الآلهة” لمهمة تكاد تكون مستحيلة، أعني تقديم فيلم (انثولوجي) يجمع قضايا أساسية ومواقف ونظرات من كل الديانات الأنسانية الكبرى في 135 دقيقة هي مجمل زمن الفيلم.
وهي مهمة سقفها الابتسار ما دامت تسعى لتناول ديانات شغلت الجزء الأكبر من تاريخ البشرية وبحثها الروحي وتأملها في الوجود والمصير فضلا عن طقوسها وتقاليدها.
إن الحلول الشكلية التي أقدم عليها صاحب المشروع، الروائي والسينارست والمخرج (احيانا) المكسيكي غييرمو أرياغا (روائي اشتهر بكتابة عدد من السيناريوهات الناجحة ومن بينها الأفلام الثلاثة الأولى لمواطنه اليخاندرو غونزاليس اينارتو،أموروس بيروس و 21 غرام وبابل. وحصل على جائزة السيناريو في كان عام 2005) لم تنقذ الفيلم من هذه الحقيقة المنطقية التي حكمت مصير مشروعه.
كما لم ينفع حشد تسعة مخرجين لهم منجزهم وسمعتهم الفنية الجيدة في إنقاذ الفيلم، لكنه تركنا أمام شذرات التمعت هنا أو هناك في مساهمة هذا المخرج أو ذاك وسط نسيج من الرؤى المتنافضة والمتباينة وان غلب على الكثير منها الافتقار إلى العمق والتعكز على السخرية المباشرة والكوميديا في البعض منها أو التأثير العاطفي المباشر الذي يصل حد الميلودراما في البعض الآخر.
وتعكز الفيلم على اسم الروائي البيروفي الحاصل على جائزة نوبل للآداب ماريو فارغاس يوسا، الذي نسبت إليه عملية اختيار تسلل الأفلام القصيرة التي تكون منها الفيلم.
من الولادة الى الموت
اختار يوسا أن لا يعتمد تسلسلا تاريخيا للأديان بل تسلسلا منطقيا موضوعيا (من الثيمات التي تعالجها الأفلام) يمكن اختصاره بحياة الإنسان من الولادة الى الموت، فنرى الفيلم يفتتح بقطعة (فيلم قصير)عن الولادة ويختتم بقطعة عن موت الآلهة، إذا استعرنا لغة الفيلسوف الألماني الشهير نيتشه.
في الفيلم الأول أو القطعة الأولى، “آلهة حقيقية”، التي اخرجها المخرج واريك ثورنتون (وهو مصور تحول إلى الاخراج، من أفلامه : شمشمون ودليله 2009 والياقوت الأزرق 2012 ) يخصصها المخرج لديانة السكان الأصليين في استراليا.
صدر الصورة، Getty
التعليق على الصورة،
لم ينفع حشد تسعة مخرجين لهم منجزهم وسمعتهم الفنية الجيدة في إنقاذ الفيلم
ونتابع فتاة حامل من السكان الأصليين (الممثلة ميراندا تابسيل) تنتبذ مكانا قصيا في منطقة قاحلة لتلد وحيدة هناك، ونتابع بتفاصيل صادمة مخاضها العسير ولحظات ولادتها وحيدة في تلك المنطقة النائية.
ويستند ذلك إلى تفسير ديني في الديانة الاحيائية للسكان الاصليين يشير إلى أن المولود الجديد ليس نتاج أمه التي تلده حسب، بل النجوم وقوى الطبيعة كلها يجب أن تساهم في خلقه وولادته، فهو ابنها مجتمعة، من هنا اختيار الام لأن تكون وحدها مع الطبيعة،فهي تؤمن أنها بحمايتها وأنها من يرعى طفلها.
ورغم البشاعة التي يجدها البعض في عرض مشهد ولادة أم منفردة في منطقة مجدبة واظهار العملية بتفصيل ممل، بما فيها خروج الطفل مغطى بالدم وقطع الام لحبل المشيمة بأسنانها، إلا أن المخرج استخدم خبرته كمصور في تقديم لقطات رائعة كتلك اللقطات العامة للطبيعة أو لقطات قريبة لبطلته في محنتها.
ولعل إحدى تلك اللقطات القريبة التي تخلد في البال صورة عين البطلة وقد توقفت كليا عن الرمش، محدقة في الفراغ وتأتي ذبابة لتقف على البؤبؤ دون أن ترمش وكانها عين ميت.
وتنقلنا صرخة الولادة إلى مصير طفل رضيع في الفيلم الثاني للمخرج الارجنتيني المعروف هيكتور بابينكو(صاحب فيلم قبلة المرأة العنكبوت 1985).
حمل الفيلم الثاني عنوان “الرجل الذي سرق بطة” وخصص لتناول ديانة الاومباندا البرازيلية. وهي ديانة أفروبرازيلية، وتمثل خليطا من الكاثوليكية والديانات الإحيائية الافريقية، تأخذ من الكاثوليكية فكرة الإله الواحد لكنها في الوقت نفسه تقدس قوى الطبيعة وتعتبرها أذرع الرب وكل واحد منها يؤدي وظيفة محددة، وقد انتشرت هذه الديانة في جنوب البرازيل وامتدت إلى الارجنتين واوروغواي.
نتابع في فيلم بابينكو معاناة رجل قاس تسبب سكره الدائم وعنفه ضد زوجته في هروبها منه، فيغرق في السكر أكثر ويترك طفله الرضيع يموت، ليصبح مجنونا هائما على وجهه في الشوارع.
و يقف أمام مقبرة الأطفال التي دفن فيه طفله، باحثا عن التطهر والخلاص والسلام، فيعوض حاجته لطفله ببطة بيضاء يسرقها ويحملها في حضنه أنى ذهب، حتى تقوده قدماه إلى طقس رقص جماعي ديني، أشبه بالرقص الصوفي، فيظل يدور وسط الراقصين تاركا البطة ومندمجا في طقس التطهر الجماعي هذا.
في الجزء المخصص للهندوسية، الذي حمل عنوان “غرفة الرب”، تواصل المخرجة الهندية ميرا ناير(سلام بومباي، مونسون ويدنغ، وكاماسوترا،أصولي متردد) نهجهها القائم على البحث في أثر الحياة المعاصرة على التقاليد الهندية الغنية، والاصطدام بين قيم الحداثة والتقاليد المثولوجية والاجتماعية المتجذرة في المجتمع الهندي.
وتنجح ناير في صنع كوميديا خفيفة مستندة إلى هذا التصادم بين الاعتقاد الديني ومتطلبات الحياة المعاصرة، فنحن نتابع معها زيارة عائلة هندوسية كبيرة لبيتها الجديد المكون من أكثر من طابق ضمن عمارة كبيرة تحت البناء.
صدر الصورة،
التعليق على الصورة،
اختار المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي نصوصا من العهد القديم على خلفية معاصر ة
فيحدث خلاف داخل العائلة يفجره إصرار الأم على تخصيص أفضل موقع لغرفة العبادة أو غرفة الرب، بينما يتنافس الآخرون فيما بينهم للحصول على الغرفة الأفضل.
وتتابع ناير المشهد من منظور طفل في العائلة يتخيل الإله الهندوسي الذي يشاهد تمثيلاته في الاحتفالات الدينية التي تجري في الشوارع.
وكلما احتدم النقاش نراه يرى الرب في صورة غريبة ، كأن يكون في صورة رأس الفيل المعتادة في التقليد الهندوسي، لكنه يراه في صور أخرى غريبة وبمفردات معاصرة، كأن نرى رأس الإله محاطا بالهواتف النقالة. ومع اشتداد النقاش يخرج الطفل متتبعا صورة إلهه خارج العمارة وباتجاه البحر الذي يختفي فيه.
وفي السياق الكوميدي ذاته يمصي كل من المخرج الاسباني اليكس دي لا إيغلسيا(السيرك الأخير، جرائم أوكسفورد)، في تناول الكاثوليكية في فيلمه “الاعتراف”، والمخرج الكردي بهمن قبادي (مولود في إيران،ويعمل في اقليم كردستان العراق، الذي شارك الفيلم باسمه، ومن أفلامه : نصف قمر،السلاحف يمكنها الطيران، وموسم وحيد القرن)، في تناوله للإسلام في فيلمه “كابوكي” أو “ابحث في الاعالي احيانا”.
ويصل دي لا إيغلسيا بالسخرية إلى أقصاها في تقديمة مفارقة أخذ سائق سيارة أجرة متدين بطريقة شعبية، لقاتل هارب ومطارد من عصابة أخرى، ضانا أنه قس بسبب ملابسه السوداء، ويأخذه ليصلي على والده المحتضر، الذي يظهر أنه ملحد، وتصل المفارقات إلى ذروتها مع وصول العصابة التي تطارده ووفاة القاتل الجريح بين يدي الأب المحتضر الذي يباركه بطريقته الخاصة.
أما قبادي فيلجأ في خلق مفارقته إلى مشكلة فقهية في الاسلام، في حالة نادرة جدا، وهي توأم ملتصق من الرأس وحيرة رجل الدين في البلدة الكردية الصغيرة في ايجاد حل شرعي لمشكلة التوأم فأحدهما متدين والآخر شهواني، يريد أن يخوض تجربة جنسية مع امرأة، ويلجأ المتدين إلى امام المسجد بحثا عن مخرج شرعي لأزمته.
ويقدم قبادي سخرية لاذعة من التقاليد الدينية ومايراه عجزها عن حل مشكلات معاصرة، ويظهر الطفل ابن إمام المسجد هو الأكثر قوة في اطلاعه وبحثه عبر النت عما عجز والده عن حله، وهو الوسيط حين يعجز الأب عن الحل ويعطيهم حلول قد تتناقض مع ايمانه الديني.
وإذا كانت معالجة قبادي لموضوعته من الناحية الفكرية غير معبرة عن جوهر الموضوعة التي اختار تناولها، أو ممثلة لها، فهي حالة نادرة، جعلها المخرج مصدر الفعل الكوميدي لديه، لكن الذي يحسب له على الصعيد الفني هو اجتهاده في ايجاد حلول بصرية لمشكلة الرؤية من منظور التوأم، الملتصقين من رأسهما ظهرا لظهر وينظر كل واحد منهما باتجاه مختلف.
فنراه يفتتح فيلمه بحوار طويل لاحدهما من دون أن نرى المحاور معه وهو الشيخ لأن الكاميرا تنظر من منظور الشخص التوأم الثاني، وهكذا كان يبدل زاوية نظر الكاميرا بتعاقب، مع منظور الشخصية.
تساؤلات الأبرياء
ومن اليابان تأتي مساهمة المخرج هيدو ناكاتا (مخرج سلسة أفلام “حلقة” والمياه المعتمة)، ليتناول موضوع البوذية في فيلمه “معاناة”، بيد أن الفيلم يتجاهل الغنى الكبير الذي تتوفر عليه البوذية ليقدم حوارا يفتقد إلى العمق بين صياد يفقد كل عائلته في الزلزال وتسونامي الذي أصاب اليابان وراهب بوذي، حيث يتساءل الصياد عن حقيقة عدالة السماء ولماذا يموت الابرياء دون سبب؟ ويقدم المخرج تساؤلاته تلك وسط مشاهد بانورامية عن الدمار والخراب الذي خلفه تسونامي.
وجاءت المساهمة الأبرز في الفيلم من المخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي في تقديمه للديانة اليهودية في فيلمه الذي حمل عنوان “كتاب عاموس”، وفيه يواصل نهجه السينمائي الذي قدمه في فيلم “أنا عربية” المصور في لقطة طويلة واحدة دون قطع مونتاجي(النموذج الأجمل لهذا النمط فيلم “رشان أرك” للمخرج الروسي سوكروف). فيصور فيلمه هذا في لقطة واحدة في حركة بان متواصلة تتحرك فيها شخصياته بالتعاقب وتلقي نصوصها أمام الكاميرا.
يختارغيتاي نصوصا من العهد القديم ممتلئة بالعنف والدعوات للحرب والتدمير وتحديدا من سفر عاموس الذي يمتلأ بالنبوءات والدعوات لتدمير كثير من الشعوب والمناطق المحيطة بإسرائيل لخطاياهم بحق ربها، دعوات ضد غزة وصور ومصر وشعب ارام وآخرين.ويلقيها ممثليه (معظمهم ظهر في أفلامه السابقة) في تواتر أمام كاميرا متحركة على خلفية تظهر صراعات بين عناصر جيش وقوى امنية ومتظاهرين واشتباكات وحرائق سيارات وحطام.
ويبنى غيتاي فيلمه بناء موسيقيا (بوليفونيا)، ضمن هارموني بين الكورال الديني الداعي إلى المحبة والسلام الذي يفتتح فيلمه بالتضاد مع الأصوات المتعددة التي تتداخل معه والعنف والفوضى الجارية في خلفية الحدث.
وبعيدا عن خفة الكوميديا ايضا، تأتينا جرعة جدية أخرى من المخرج الشهير أمير كوستاريتشا في فيلمه “حياتنا” الذي يغطي جزء المسيحية الارثوذكسية الشرقية في الفيلم.
صدر الصورة،
التعليق على الصورة،
لقطة من فيلم المخرج بهمن قبادي الذي تناول الإسلام في الفيلم
يؤدي كوستاريتشا في الفيلم دور راهب يقضي جل وقته في تقطيع الحجارة، ثم يختبر ألمه وتحمله في نقلها إلى أعلى قمة جبل ليرميها من هناك.
يقدم كوستاريتشا قصيدة بصرية تترك الكثير من التساؤلات الوجودية عن جدوى حياتنا ويقيننا الديني والتطهر عبر المرور بدرب المعاناة والألم وقهر الجسد ورفض غواية الحواس.
وتأتي المساهمة الأخيرة في الفيلم من صاحب المشروع المكسيكي غييرمو أرياغا الذي قدم فيلم الختام تحت عنوان “دم الرب”.
ويفترض في هذه القطعة الاخيرة أن تقدم المنظور الإلحادي، لكنها بدت أقرب إلى نص قيامي يستعير من “سفر الرؤيا” ومن الأجواء القيامية الدينية الكثير من ملامحه، فضلا عن رؤى الفيلسوف نيتشه.
يقدم أرياغا حكاية أب يائس وابنه المهندس الملحد. وتراود الأب رؤى مضطربة في أحلامه عن الرب، يحكيها لابنه الذي لا يصدقها، وينتهي الامر بانتحاره، ليقدم أرياغا واحدا من اجمل مشاهد الفيلم، حيث تبدأ السماء تمطر دما، ليتلون بالدم كل شي في الوجود: المدينة، الأرض، المباني،الاشجار، الغابات، الانهار والشلالات.
واستخدم أرياغا فواصل للربط بين افلام المخرجين التسعة من افلام التحريك صممتها الفنانة ماريبيل مارتنينز لم يكن لها أي وظيفة سردية سوى وظيفتها الجمالية كفواصل بين الافلام، وقد رافقتها موسيقى وضعها المؤلف الموسيقي اللبناني الأصل غبرييال يارد.
أعادت السلطات الاسبانية 691 قطعة أثرية إلى كولومبيا صادرتها الشرطة أثناء عملية للقبض على أفراد عصابة لتهريب المخدرات منذ 11 عاما.
ومعظم القطع المصنوعة من الخزف ذات قيمة تاريخية وأثرية ضخمة إذ ترجع إلى عام 1400 قبل الميلاد.
وكان أحد أفراد العصابة قام بتهريب القطع خارج أمريكا الجنوبية ضمن عمليات لغسيل الأموال .
وتم تسليم القطع القيمة الى السلطات الكولومبية التي نقلتها بدورها إلى العاصمة بوغوتا بعد امر قضائي صدر في مدريد في يونيو/حزيران الماضي.
وخاضت كولومبيا معركة قضائية طويلة مع أسبانيا لتجنب مصادرة القطع أو اعادتها لمالكها وأودعت القطع الاثرية طوال تلك الفترة في متحف أمريكا بمدينة مدريد الاسبانية.
وتشمل القطع الأثرية منحوتات خزفية وتماثيل وآلات موسيقية ترجع للقرن الـ 16 أي قبل الاحتلال الاسباني لأمريكا الجنوبية.
ومن المقرر أن تقيم كولومبيا معرضا العام المقبل لاتاحة الفرصة للجماهير لمشاهدة القطع النادرة، بحسب ما أعلنت الخارجية الكولومبية.
يذكر أن القطع الأثرية تمثل جميع الحضارات التي عاشت في المنطقة في تلك الفترة.