توفي الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم بعد معاناته من مرض السرطان لمدة ثلاث سنوات.
ويعد سميح القاسم واحداً من أبرز شعراء فلسطين، وولد لعائلة درزية فلسطينية في عام 1929، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس وكان ناشطا سياسيا لاعوام تفرغ بعدها لعمله الأدبي.
على مدى سنوات ثلاث تشبث سميح القاسم بالحياة صراعه مع مرض السرطان
ألفا خطواتهما الأولى معا: في السياسة والشعر والحياة، ثم افترقا، في الواقع والمجاز، لكنهما بقيا يتجاذبان ، ويتعاتبان، يقتربان حينا ويبتعدان في حين، وبقيا كذلك، حتى في الموت: رحل محمود درويش، تاركا الحصان وحيدا، ليمتطي سميح القاسم صهوته ويرحل في إثر رفيقه.
ولد سميح القاسم عام 1939 وخطا أولى خطواته في قرية الرامة في فلسطين، وفي مدارسها بدأ يخط الكلمات الأولى، ثم تابع دراسته في الناصرة.
بعد سنوات تسع حصل الزلزال، وقلب حياة الفتى، كما غيره، رأسا على عقب، وربما خط طريقه اللاحق، في الشعر والسياسة، الذين امتزجا منذ البداية، فكان هناك فيض من القصائد التي أطلق عليها النقاد العرب خارج السياج “شعر المقاومة”، وضموا إلى هذه الفئة أشعار سميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وغيرهم.
صدر له أكثر من 60 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة.
شاعر المقاومة كان سميح في رأي البعض، ولم يكن يتقبل الوصف بغير تحفظ، فحسه الشعري والنقدي يقول إن ذلك ربما تضمن اتهاما لقصائده بالمباشرة.
هو لم يكن حريصا على نفي هذه “التهمة” بحدة وجمود، وأصدق ما يعبر عن مفهومه للمباشرة (الخلاقة) مقولة كتبها في مقدمة أحد دواووينه (اختار له عنوان “ديوان الحماسة”). كتب في مقدمة الديوان يقول “هناك سوناتا سيئة ومارش جيد”.
استعار في المقولة السابقة لغة الموسيقى ليعبر عن مفهومه للمباشرة التي لا تعني بالضرورة السقوط في “العادية”، هو يتحدث عن “المباشرة السهلة الممتنعة” ويستشهد في إحدى مقابلاته بشعراء عالميين كبار ، كـ لوي أراغون وناظم حكمت، الذين يرى أنهما اعتمدا المباشرة في أشعارهما، دون أن تفقد تلك الأشعار “الدهشة الشعرية”.
تعددت صفات الشعر الذي كتبه سميح القاسم بتعدد الرؤى النقدية، فما بين صفة “الشعر المقاوم” التي اعتمدها الكثيرون و “ما بعد الحداثة” التي ذهبت إليها الشاعرة والباحثة سلمى الخضراء الجيوسي لتعتبره “الشاعر العربي الوحيد الذي تظهر في أشعاره ملامح ما بعد الحداثة”، اتسع ما كتب في شعره لأكثر من صفة.
وكما رفض لبس ثوب الشاعر المقاوم دون أن يسمه بسماته الخاصة، كان له رأي في موضوع الحداثة وما بعد الحداثة.
قال في مقابلة أجراها معه عثمان حسن ونشرت في جريدة الدستور “هناك فرق بين استهلاك الحداثة وبين الاستحداث، والحداثة تنبع من الداخل وهي ابنة العصر. في هذا الصدد انا ازعم ان الاغلبية الساحقة من افراد امتي ما زالت تراوح في حدود القرن الرابع عشر ووعي القرن الرابع عشر واخلاقيات القرن الرابع عشر وايضا هواجس القرن الرابع عشر”.
يشير سميح القاسم هنا إلى مأزق ثقافي عربي بامتياز، نجده حاضرا في التجارب الشعرية والمسرحية والروائية: كيف تكون “كاتبا ما بعد حداثي” في مجتمع يراوح في ثقافة الإقطاع” ؟
فكما عانت تجارب المسرح العربي و “تجريبيته” انفصاما عن الثقافة السائدة، كذلك لا بد للشاعر الذي ينهل من الثقافة العالمية ويتأثر بها بينما هو أسير ثقافة مجتمعه أن يقع في الاغتراب الإبداعي.
ويعتقد سميح في نفس المقابلة السابقة أن بالإمكان تجنب هذا المأزق بأن يستقي الشاعر حداثته من التراث ولا يسقطها على شعره إسقاطا.
كان والشاعر محمود درويش رفيقين في الحزب الشيوعي وفي الصحافة (أسهَمَ في تحرير “الغد” و”الاتحاد” )، وفي “الشعر المقاوم”.
فبين “يا عدو الشمس إني لن أساوم ولآخر نبض في عروقي سأقاوم” لسميح و “سجل أنا عربي” لمحمود هناك أكثر من سمة مشتركة: الغنائية والمباشرة والتحدي، وكلها صفات وليدة لوضع عاشه الشاعران معا: مقاومة طمس الهوية القومية، القمع، تقييد الحريات التي كان الفلسطينيون يعانون منها في السنوات الأولى بعد تأسيس دولة إسرائيل.
بقي الشاعران يمارسان نشاطهما في صفوف الحزب الشيوعي، ثم قرر محمود درويش الانسلاخ عن الفضاء المشترك، حيث قرر في إحدى رحلاته إلى موسكو التوجه إلى القاهرة عوضا عن العودة إلى حيفا.
كانت هذه هي النقطة التي بدأ عندها مسارا الرفيقين في الابتعاد عن بعضهما، في الشعر والسياسىة والعلاقة الشخصية.
منذ رحلته الأحادية تلك بدأ محمود درويش بالابتعاد تدريجيا عن أسلوب بداياته الشعرية، متجها نحو الفلسفة والوجدانية والإبحار في جماليات اللغة، بينما بقي شعر سميح القاسم يتطور في نفس الاتجاه.
ولعل انعتاق محمود درويش من القيود الأيديولوجية ساهم في تحرير شعره بينما بقيت تلك القيود جاثمة على شعر سميح الذي بقي ملتزما بالحزب الشيوعي فترة أطول، وربما كان هذا هو السبب الذي جعل شعره يتطور في نفس الاتجاه تقريبا.
وإذا تأملنا في الألقاب التي أسبغها عليه نقاد عرب مختلفون لرأينا أنه”شاعر المقاومة الفلسطينية” وهو “شاعر القومية العربية” وكذلك “شاعر الغضب الثوري” على حد تعبير الناقد المصري رجاء النقاش، وهو “شاعر الملاحم”، و”شاعر المواقف الدرامية” و”شاعر الصراع” كما يقول الدكتور عبدالرحمن ياغي، وهو ما يصب في الاستنتاج السابق.
حين رحل الشاعر محمود درويش قبل ست سنوات كتب سميح في رثائه قصيدة اختار لها عنوان “خذني معك” يطغى عليها طابع العتاب، وكان للعتاب مكان في علاقة الشاعرين على مدى سنوات الافتراق، لكنه في هذه القصيدة يعاتبه، مرة أخيرة، على رحيل أكثر إيلاما من أي رحيل سبق، فيستهل قصيدته قائلا:
توفيت الشاعرة الإيرانية الشهيرة سيمين بهبهاني عن عمر ناهز 87 عاما.
وتحظى بهبهباني بحب الكثير من الإيرانيين العاديين مقارنة باستياء السلطات منها نظرا لمعارضتها المستمرة طوال حياتها، غولنوش غولشاني، مراسل بي بي سي كتب هذا التقرير.
لم تكن سيمين بهبهاني الشاعرة الأكثر تأثيرا في إيران فحسب، بل كانت أهم إمرأة في تاريخ الأدب الفارسي الطويل.
وكانت والدتها، أرغون، مصدر تأثير رئيسي لها، حيث كانت تكتب الشعر وتعزف على آلة التار الإيرانية، وهي آلة موسيقية أشبه بالعود.
كانت أرغون سيدة رائعة في زمانها، كما كان بيتها ملتقى للكتّاب والناشطين الاجتماعيين.
ويرجع فضل اكتشاف موهبة الشعر عند سيمين، في سنها الصغيرة، إلى والدتها.
معارضة صريحة
حكت بهبهاني، في أخر مقابلة إعلامية لها عام 2013، لبي بي سي الفارسية كيف كتبت أول قصيدة لها وهي في سن 14 عاما.
وكيف عندما عثرت والدتها على تلك القصيدة، تظاهرت (بهبهاني) بأنها لا تعرف عنها شيئا.
لكن والدتها علمت الحقيقة وأرسلت القصيدة إلى شاعر صديق، وفي اليوم التالي نشرت قصيدتها في إحدى الصحف.
وكان ذلك بمثابة بداية حياة الكتابة التي استمرت لما يزيد على سبعة عقود.
وكتبت بهبهاني في الغزل والأنوثة، غير أن معظم أعمالها كانت تركز على قضايا اجتماعية.
التعليق على الصورة،
اكتشفت والدة بهبهاني موهبتها الشعرية وهي مازالت في سن صغيرة
وجذبت قصيدة بعنوان، أنشودة بيت الدعارة، وهي قصيدة تتناول العاهرات في طهران، الانتباه لمحنة مجموعة من النسوة واجهن صنوف التجاهل سابقا.
وبعد أيام من اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية، واصلت بهبهاني كتابة أشعار معارضة مع ظهور صور تقشعر لها الأبدان لأناس أعدمهم نظام الحكم الجديد، على الرغم من عدم نشر تلك الصور إلا بعد سنوات.
وكانت بهبهاني عضوة في رابطة الكتاب الإيرانيين، وهي جماعة لطالما نظرت إليها السلطات بعين الريب، وكان بعض أولئك الأعضاء ضحايا سلسلة من عمليات القتل ذات دوافع السياسية استهدفت المفكرين في تسعينيات القرن الماضي.
وعلى الرغم من المخاطر، ظلت بهبهاني معارضة صريحة للدولة.
وكلفها ذلك المزيد من حملات التشويه والمضايقات من جانب الصحف القريبة من المؤسسة الدينية، فضلا عن حظر مؤقت على سفرها إلى خارج إيران ورقابة مستمرة على أعمالها.
وفي عام 2009، حصلت بهبهاني على جائزة سيمون دي بوفوار الفرنسية الخاصة بتحرير المرأة.
كما كانت جزءا من حملة “مليون توقيع” تدعو إلى إصلاح القوانين التي تنتهج التمييز ضد المرأة كي تواكب المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
حُفظت بعض أشعار بهبهاني عن ظهر قلب حتى من أولئك الذين لم يعرفونها جيدا نظرا لتغني أشهر المطربين الإيرانيين بكلمات أشعارها.
التعليق على الصورة،
تغنى المطربون الإيرانيون بأشعار بهبهاني
واشتهرت إحدى القصائد مرة أخرى في أعقاب انتخابات الرئاسة مثيرة الجدل عام 2009 وما تبعها من أعمال عنف وحملة تصدي للمعارضين.
يقول بعض منها:
“وطني، سأبنيك من جديد
بحجارة هي روحي
سأبني قواعدك من جديد
بقطع هي عظامي”
وقبل سنوات قالت بهبهاني خلال حفل تكريم :”نحن (الكتّاب) سنشعر بالتكريم حقا حين يأتي اليوم الذي لا يزج فيه بكاتب إلى السجن، ولا يلقى القبض على طالب، وعندما يكون الصحفيون أحرارا وتكون أقلامهم حرة.”
وتعد بهبهاني بالنسبة للعديد من الإيرانيين شاعرة رائعة وناشطة اجتماعية جريئة.
وتوفيت بهبهاني في إيران، البلد الذي رفضت أن تغادره على الرغم من كافة صنوف الهجوم التي شنها المتعصبون عليها وكانت تصفهم بالأطفال.
اثنين من اعلاميي اذاعة شابيل يظهران امام المحكمة في مقديشو نهاية العام الماضي
اعلنت السلطات الصومالية اغلاق اذاعة “شابيل” الخاصة في العاصمة مقديشو في الوقت الذي فر فيه مديرها الى جهة مجهولة بعيدا عن اعين السلطات.
وأكد احد العاملين في الاذاعة ان السلطات داهمت مقرها واعتقلت نحو 20 من العاملين فيها يوم الجمعة ولازال 3 منهم رهن الاعتقال حتى الان.
وعندما عادت الاذاعة للبث بعد ذلك بأربعة ايام داهمتها السلطات مرة اخرى وصادرت جميع معدات البث.
وينكر مدير الاذاعة انها تورطت في بث خطابات واخبار تحض على الكراهية مؤكدا ان الاذاعة وادارتها يعانون من توتر العلاقات مع الحكومة منذ فترة ليست بالقصيرة.
من جانبها اصدرت الحكومة الصومالية المدعومة من الامم المتحدة بيانا قالت فيه إن الاذاعة غير مهنية وتنشر الكراهية والتوتر بين عشائر العاصمة مقديشو.
وجاءت الخطوة الاخيرة من جانب الحكومة بعد تغطية الاذاعة لاحداث الهجوم الذي شنته القوات الحكومية على مقر احد زعماء الفصائل المسلحة في مقديشو بهدف نزع سلاح اتباعه وهو ما ادى لوقوع اشتباكات عنيفة قتل فيها عدد من الصوماليين ثم باءت بالفشل.
من جانبه قال مراسل بي بي سي في الصومال إن عددا من المنظمات الاعلامية ادانت اغلاق الاذاعة معبرة عن صدمتها من التعامل العنيف مع طاقمها.
يذكر ان السلطات الصومالية اوقفت الإذاعة نفسها عدة مرات آخرها في أكتوبر / تشرين الاول 2013 كما انها تعتبر مهددة من حركة الشباب الإسلامية المسلحة.
يذكر أن نحو 22 ألف جندي من قوات الاتحاد الأفريقي يساعدون الحكومة الصومالية التي تدعمها الأمم المتحدة في معركتها ضد حركة الشباب التي ترغب في إقامة دولة إسلامية.
وفقدت حركة الشباب الموالية للقاعدة السيطرة على مقديشيو في يونيو 2011، ولكنها كثيرا ما تشن هجمات على المدينة.
من المقرر ان يطلق يوم الجمعة المقبل في الهند فيلم مثير للجدل يتناول عملية اغتيال رئيسة الحكومة السابقة انديرا غاندي بأيدي حرسها الخاص في اكتوبر / تشرين الاول 1984.
فقد كتب حزب المؤتمر الهندي، الذي كانت تزعمه انديرا غاندي، الى رئيس الحكومة نارندرا مودي مطالبا اياه بمنع عرض الفيلم الناطق بالبنجابية وعنوانه Kaum De Heere اي “الماس المجتمع” لأنه يمجد قاتليها.
كما حذرت الوكالات الاستخبارية الهندية الحكومة من احتمال وقوع اعمال عنف اذا جرى اطلاق الفيلم.
وكانت انديرا غاندي قد اغتيلت رميا بالرصاص من قبل اثنين من حرسها السيخ عقابا لها على قرارها اقتحام المعبد الذهبي في امريتسار المقدس لدى السيخ.
ويقول السيخ إن الآلاف منهم قتلوا عندما اقتحمت قوات الجيش الهندي المعبد لتطهيره من المتشددين الذين كانوا يتحصنون فيه.
وتسبب اغتيال انديرا غاندي في انطلاق موجة من العنف الطائفي استهدفت السيخ تحديدا راح ضحيتها اكثر من 3 آلاف سيخي.
ويروي الفيلم قصة ساتوانت سينغ وبيانت سينغ، الحارسان اللذان اغتالا انديرا غاندي. وقد قتل ساتوانت سينغ من قبل الشرطة بعد فترة قصيرة من عملية الاغتيال فيما اعدم زميله شنقا في وقت لاحق.
ولكن منظمة حزب المؤتمر في البنجاب هددت بالاحتجاج اذا تقرر اطلاق الفيلم في موعده.
وقال رئيس تنظيم الشباب في الحزب فيكرامجيت سينغ تشودري في رسالته التي بعث بها لرئيس الحكومة مودي “هذا الفيلم يصور القتلة كابطال.”
ولكن منتج الفيلم رافيندر سينغ نفى ذلك وقال “تتبعت القضية والتحقيق في عملية الاغتيال وقضيت وقتا طويلا مع اسرتي ساتوانت وبيانت قبل تصوير الفيلم.”
واضاف لبي بي سي “انتجت افلام عن عمليات الاغتيال السياسي في كل انحاء العالم، فلماذا لا نستطيع انتاج فيلم حول اغتيال انديرا غاندي؟”