التصنيف: نصائح عامة

نصائح عامة

  • “نقطة اللاعودة” في النيجر.. ماذا بعد إعلان الانقلابيين طرد السفير الفرنسي؟

    في خريف عام 1942، كانت القوات الألمانية تقترب من العاصمة المصرية، القاهرة، بينما طبول الحرب العالمية الثانية تقرع أصوات العالم كله، وكان الطفل مجدي يعقوب، الذي أصبح فيما بعد بروفيسورا وأحد أهم جراحي القلب في العالم، في السابعة من عمره يرقب والده “حبيب” الطبيب الجراح وهو يترقب المذياع لمعرفة الأخبار بيأس، لأن النزاع يشمل العالم كله.

    وفي هذه الأثناء حلت مأساة لا تزال حاضرة في زوايا ذاكرة الطبيب الشهير حتى الآن والتي عززت دوافع الطفل الصغير ليصبح طبيبا. قصفت القوات الجوية الألمانية مصنعا قرب منزله وتسببت في إصابة الكثير من الأشخاص.

    يقول يعقوب: ” كان مصنعا ضخما. كانوا ينتجون كميات هائلة من القطن. بعضها كان يُنتَج من أجل الصناعة، وأغلبها كان يُنتَج لأجل شحنها للتصدير، ولكن هذا المصنع الضخم أحرق عن بكرة أبيه. حين جاء الألمان إلى العلمين، كادوا يحتلون مصر، وقد أخطأت قاذفاتهم المصنع وقصفته بعد أن اعتقدت أنه مصنع للسلاح تديره القوات البريطانية”.

    مر على هذه الحادثة قرابة 80 عاما، لكن الطبيب الشهير لا يزال قادرا على وصف الأصوات المختلفة لمحركات طائرات سلاح الجو الألمانية والبريطانية، “الألمان اعتادوا إجراء طلعات جوية فوق منزلنا.. استطعنا التعرف على طائراتهم وكنا نصرخ لنختبئ”.

    لا يزال “يعقوب” يذكر مشاركة والده في الأمر بفخر فقد كان يساعد كثيرا بينما هو يفكر في نفسه ويحدثها بأنه سيصبح طبيبا مثل أبيه الذي كان على الجبهة الأمامية ولم يكن يعود إلى المنزل لأيام طويلة، وحين عاد كان يعاني الإرهاق بشكل تام.

    هذه الحكاية وعشرات من مثيلاتها التي تحتل جوانب بعيدة من قصة حياة الطبيب الرائد في عالم جراحة القلب تتضمنها دفتي كتاب يتضمن مذكراته وسيرته الذاتية عبر 87 عاما هي عمره، تطرحها دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة قريبا وقد اختص موقع “الحرة” بنشر الكثير من محتواها وتفاصيلها قبل طرحها للقراء في أنحاء العالم قريبا.

    وفاة “يوجين”.. ولد يريد إثبات خطأ أبيه

    لم تكن هذه القصة وحدها التي علقت في وعي مجدي يعقوب بالمرضى وشكلت لديه الرغبة في أن يكون طبيبا مثل والده، فقد سبقتها بعدة أعوام حادثة أخرى هزت كيان العائلة بأكملها.

    توفيت “يوجين” الشقيقة الصغرى لوالد يعقوب، بسبب مرض بالقلب. يوجين كانت طالبة جامعية، عمرها 22 عاما، أصيبت بمرض القلب الروماتيزمي الناتج عن الحمى الروماتيزمية التي مثلت وباءً في مصر آنذاك وفي تلك الفترة، عام 1940 ، لم يكن هناك أي علاج فعال متاح للقضاء على هذا المرض.

    أصيب والد يعقوب بحالة اكتئاب لعدم قدرته على علاج شقيقته الصغرى، ولفترة طويلة وجد صعوبة في مواصلة عمله في المستشفى وسيطر الحداد على العائلة.

    منحت وفاة يوجين الطفل مجدي يعقوب هدفا داخليا رغم كونه في الخامسة من عمره، فقد عزم على أن يصبح جراحا للقلب ويجد علاجا للمرض الذي قتلها، وأخبر والده بذلك، لكن الأخير استنكر الأمر.

    “والدي قال لي.. لا يمكنك أن تفعل ذلك لأنك غير منظم (مشتت) إلى حد كبير، لن تتمكن من أن تصبح جراح قلب”، كان الولد مُعجبا بأبيه وينظر إليه بينما يغادر إلى عمله يوميا وهو يقود سيارته الصغيرة لكنه صمم على إثبات خطأ والده، ويقول: “منذ تلك اللحظة فصاعدا، كنت أكثر إصرارا على تحقيق هدفي”. 

    “بلبيس” بالقرب من روافد نهر النيل

    ولد مجدي يعقوب، في 16 نوفمبر عام 1935، في مدينة بلبيس، البلدة التي كانت موقعا لحصن قديم في المملكة المصرية، وشيدت على ضفاف أحد روافد النيل في الشمال بعيدا عن أضواء وصخب القاهرة والمدن الكبرى.

    الأب “حبيب” كان جراحا عاما يعمل لدى الحكومة وكان صاحب فكر، أما الأم “مادلين” فكانت ابنة قاض، صارمة تنظم حياة عائلتها وتصر على أن ينجح أبناؤها، تعزف البيانو بمجموعة محدودة من الألحان مثل سوناتا “مون لايت”، وترسم بالزيت أيضا.

    مجدي هو الابن الثالث بين أربعة أبناء، مهجة الشقيقة الكبرى، يليها جمال، أو “جيمي”، كما تناديه الأسرة، وسامي أصغر من مجدي بأربع سنوات.

    كانت الأسرة ضمن الطبقة الوسطى ونال الأبناء قدرا كبيرا من التعليم وتمتعوا بطموح كبير، وكان الأب دائم الحديث مع أولاده عن القيم وأنه لا يريد أن يترك لهم مالا وهو لا يمتلك الكثير منه على أي حال لكنه يريد أن يترك لهم تعليما جيدا ومعرفة لأنها لن تخذلهم أبدا وسيموت سعيدا إذا نالوا التعليم والمعرفة لأنهم سيكونون حينها قادرين على الاعتناء بأنفسهم.

    مبكرا ومنذ السنوات الأولى بدا أن مجدي يعقوب مختلف بطريقة شكلت حياته كرجل وصاغت عمله كجراح وعالم كبير.

    عَمَلُ الأب كطبيب جعل الأسرة تتنقل كثيرا في مصر خلال الثلاثينيات والأربعينيات، وكانت تلك التنقلات لها أثر كبير على حياة الطفل مجدي الذي وصفها بأنها فترة “غجرية” في حياته، فحينما كانت وزارة الصحة تريد جراحا، كانت العائلة بأكملها تنتقل. كان الأمر يحدث كل بضعة أعوام.

    وبينما كان الوالدان يعملان على تأسيس منزل يعم عليه الحب والاستقرار من أجل أطفالهم، كانت تلك التنقلات الكثيرة تتسبب في حالة انقطاع واضطراب لديهم.

    وحين كان عمره ثلاث سنوات، دخل “مجدي” مدرسة خاصة أميركية، لكنه لم يحب تلك التجربة، وبعد ذلك انضم إلى سلسلة من المدارس الحكومية، لكنه وجد التأقلم مع الأمر صعبا.

    يقول يعقوب: “كانت المدارس جيدة إلى حد كبير في تلك الأيام، لكن الأمر كان مأساويا. كان ينتهي بي الأمر بإبرام صداقات جديدة وبعد ذلك أضطر إلى تغيير المدارس من جديد بسبب تغيير والدي للوظيفة”.

    نمط الحياة بهذه الطريقة جعل إحساس الخوف يتسلل إلى نفس الطفل الصغير، فقد كان خائفا جدا كطفل كان الجميع ينظر إليه وكان يقول في نفسه: “يا رب إنهم يكرهونني”. لكنهم في الواقع لم يكونوا يكرهونه وإنما فقط لم يعرفوه، بحسب تعبيره.

    في سنوات الدراسة الأولى بدا منطويا على ذاته، طفلا هادئا ودائما ما يجلس في نهاية الصف الدراسي، ولم يكن يبدو أنه يعير أساتذته انتباها، ورفض المشاركة في الدروس ووقتها علق الأساتذة على الأمر قائلين، وفق وصفه: “هذا الطفل معتل نفسيا. لا يسأل أي أسئلة ولا يتحدث، سيكون علينا أن نأخذه إلى طبيب نفسي”، وحين سألوه: “لماذا لا تتحدث؟” أجاب بأنه ليس لديه ما يقوله.

    كان مجدي، الذي لم يكن يكن يتجاوز الرابعة وقتها، في نفس الصف الدراسي مع شقيقه “جيمي”، الذي يكبره بـ18 شهرا، كان الأخوان وفيين لبعضهما ومُقرَّبين إلى حد كبير.

    اعتاد الشقيقان قضاء وقتهما معا في المدرسة وفي المنزل وفي أوقات اللعب وبعد ذلك دخلا كلية الطب في نفس الوقت وسافرا إلى بريطانيا في وقت لاحق أيضا. واعتبر مجدي أن “جيمي” كان الداعم الأول والسند له، ولم تمر عدة أشهر من انضمام مجدي إلى الصف الذي فيه شقيقه حتى بات الولد الصغير الذي اعتاد الجلوس في الصف الأخير ولا يقول أي شيء، الأبرز بين زملائه. أصيب الجميع بالذهول، البعض قال إنه كان يغش، ولكن سجله الأكاديمي كان يتحدث عن نفسه.

    أنهار من العمليات الجراحية و”لا يحتمل منظر الدم”

    تحمل مذكرات مجدي يعقوب قصصا مدهشة ومفارقات كثيرة حول سماته الشخصية، فالجراح الكبير، الذي شق مئات الصدور وأجرى عمليات قلب لا يمكن حصرها بدقة من فرط كثرتها، يخشى الدم منذ صغره ولم يزل حتى الآن.

    قبل أن يصبح جراحا للقلب حصل مجدي على دعوة من قبل خاله، الذي تدرب مع والده، للانضمام إليه في غرفة العمليات. ذهب وتعقم، وخلال العملية الجراحية وبعد أن رأى الكثير من الدماء، سقط مغشيا عليه. كان الأمر مثار صدمة وسخرية من قبل خاله، الذي تهكم به، قائلا: “كيف تريد أن تصبح جراح قلب؟”.

    يقول يعقوب: “لا أحتمل منظر الدم. قد تسألون.. كيف يمكن هذا وأنت قضيت عمرك منغمسا في الدماء؟ حين أجري العمليات الجراحية أكون على استيعاب كامل للأمر، وأشعر كذلك أنني أسيطر على الوضع بشكل كامل. إن تمزق شيء ما، لن يكون الأمر مشكلة بالنسبة لي. سأتمكن من السيطرة على الوضع. ولكن خارج غرفة العمليات، في الشارع.. إن رأيتُ حادثا، لا أستطيع السيطرة على الأمر”. 

    الشاب الذي سقط مغشيا عليه حين رأى منظر الدماء يجري العمليات وهو يستمع إلى الموسيقى، خاصة الكلاسيكية، وقد حمل بين يديه، على مدار عقود، عشرات القلوب ينقلها بين يديه من مكان إلى آخر وهو يجري خلف سيف الوقت كي يصل بها في الموعد المحدد لجسد آخر يتوق للحياة قبل أن تنتهي صلاحيتها. 

    رحلة لا تُنسى

    واحدة من تلك القصص النادرة، كانت في بليموث جنوب غربي إنكلترا، عام 1983. في ذلك اليوم، عمل يعقوب في صمت لإصلاح قلب سيدة كانت تعاني نزيفا في المخ وصُنّفت على أنها ميتة إكلينيكا في نهاية اليوم السابق.

    وبموافقتها على أن تكون واهبة أعضاء خلال حياتها، ساعدت تلك المرأة، على غير علم، في إنقاذ حياة شخص آخر وقدمت مساهمة كبيرة إلى مستقبل عمليات زراعة القلب، لكن ما حدث بعد ذلك يمكن تصنيفه على أنه فصل في رواية خيالية خطتها يد أديب بارع.

    الوقت عامل مهم للغاية. لم يكن لدى “يعقوب” سوى أربع ساعات فقط لبدء عملية الاستئصال قبل أن يصبح قلب المتبرع عديم الفائدة وما يسمى بـ”فترة التروية”.

    يقول يعقوب: “القلب أكثر حساسية من أي عضو آخر بالجسد. يمكنك أن تبرّد الكبد وتحتفظ به لمدة تصل إلى 12 ساعة قبل عملية الزراعة. لكن فيما يتعلق بالقلب، علينا أن نتحرك لتنفيذ عملية الزراعة بسرعة شديدة”.

    جرى إبلاغ مستشفى “هارفيلد” بتوقع أن تهبط مروحية لديهم. كان لدى تلك المستشفى مهبط مروحيات صغير الحجم يحمل حرف “H” كبير الحجم باللون الأحمر على قاعدته، وراية مخروطية برتقالية اللون لتبيان الرياح مُعلّقة على عمود قريب، لكن وبشكل مفاجئ، اتخذت الأمور منحى آخر.

    غادر يعقوب غرفة العمليات في “دريفورد” ونظر عبر النافذة وأصبح قلقا. كان الضباب يلف بليموث توجه إلى المروحية وهو يحمل العضو الذي جرى استئصاله في صندوق الثلج، وعقارب الساعة تتحرك سريعا والوقت ينفذ.

    أربع ساعات، هي أقصى مدة يمكن أن تُجرى خلالها العملية لإنقاذ المريض المنتظِر في غرفة العمليات ليست بالمدة الطويلة وبحلول الساعة 4:31 في صباح ذلك اليوم، كانت كثافة الضباب تزداد بشكل كبير. صعد يعقوب وفريقه على متن المروحية، لكنهم جميعا كانوا يشعرون بالقلق. كان الأمر مخيفا إلى حد ما بشكل حقيقي.

    كان قائد المروحية على علم بأن هناك أسلاك كهربائية قريبة، لكنه لم يكن قادرا على رؤيتها بسبب الضباب وحين وضع نفسه داخل مقصورة القيادة، كان مستوى الرؤية يتراجع أكثر فأكثر، لكنه كان مضطرا للإقلاع بالمروحية، وبحلول الساعة 4:45 فجرا، وبينما دوارات المروحية كانت لا تزال تعمل، قرر إلغاء الرحلة.

    شعر “يعقوب” بإحساس خيبة الأمل والخذلان، قلقا بشأن المريض في هارفيلد والذي كان صدره على وشك أن يتعرض للشق استعدادا لعملية الزراعة. كان القلب بين يديه. ما الذي كان بإمكانه فعله حينها؟.

    بدا وقتها أن الرأي الوحيد المتاح هو السفر عبر الطريق في رحلة تمتد لمسافة 360 كلم تقريبا، وعادة ما تستغرق أربع ساعات ونصف، ووقتها، لم يعد أمام يعقوب سوى ثلاث ساعات و15 دقيقة قبل أن يصبح القلب غير قابل للاستخدام.

    كانت هناك سيارتا شرطة من منطقة “ديفون وكورنوال” تقفان إلى جانب مرآب سيارات المستشفى لأجل حالات الطوارئ. سرعتهما القصوى  تبلغ 212 كلم في الساعة، ما يعني أن سيارتي الشرطة كانتا قادرتين على الوصول بشكل أسرع إلى الوجهة المستهدفة ووجد سائقا سيارتي الشرطة نفسهما على وشك الانطلاق في رحلة غير مسبوقة. جرى توجيه يعقوب لاستقلال مؤخرة السيارة الأولى مع صندوق الثلج الذي يحمله، بينما استقل اثنان من فريقه السيارة الثانية.

    سبق أن استأصل “يعقوب” قلوبا سابقة في رحلات عدة، قبل أن يتولى فريق طبي مختص تلك العملية بعد أن أصبحت عملية التبرع بالأعضاء أمرا اعتياديا في بريطانيا، لكنه لم ينس أبدا ما حدث في تلك الرحلة من بليموث.

    يقول يعقوب: “كنت أشعر بالخوف.. لم أتمكن من أن أفتح فمي حتى.. كل ما أذكره هو القيادة عبر الضباب في المسارات الريفية والطرقات المتعرجة، ومن بعدها إجراء العملية الجراحية بمجرد الوصول إلى مستشفى هارفيلد”.

    وصل يعقوب في الوقت المناسب، العضو المُستأصل لا يزال صالحا وقابلا للزراعة، وفي غرفة العمليات، كان رجل في الأربعينات من عمره جاهزا للخضوع للجراحة وكان الفريق الطبي مستعدا لبدء العملية، وصدرُ المريض مفتوحا.

    يقول يعقوب: “حين تمر بتلك الحالة الذهنية، تحصل على كل الطاقة اللازمة لك من الأدرينالين والإندروفين الذي يندفع إلى جسدك. جسدك يستجمع قواه بنفسه وتشعر بأنك خارق لا تُهزم. ولكن بعد ذلك أعود إلى حالة الهدوء. قمت بتشغيل موسيقى باخ بينما كنت أتعقم استعدادا لجراحة طويلة تنتظرني”.

    أجرى مجدي يعقوب الجراحة واستمرت خمس ساعات. وقد مثلت تلك العملية الجراحية خطوة أخرى في برنامج زراعة القلب الريادي في مستشفى هارفيلد، والذي مهد الطريق إلى الكثير من الإنجازات الطبية المهمة.

    عرف عن مجدي يعقوب منذ زمن بعيد بأنه رجل مصري متواضع يراكم الخبرة والمعرفة بالطريقة التي يحاول فيها الرجال والنساء مراكمة الثروات. طبيب يقدّس فكرة المجتمع ويؤمن بالكفاح من أجل عالم أكثر عدلا لذلك كان سببا في مداواة قلوب آلاف المرضى بيديه، وملايين آخرين بما حققه من نتائج طبية وعلمية هائلة.

    وثق سايمون بيرسون وفيونا جورمان مسيرة الرجل الملقب ب”ملك القلوب” في كتاب استغرق إعداده ثلاث سنوات ليرى النور، عبر شهادات حية من عشرات الأشخاص، بينهم يعقوب ذاته، الذي روى قصته على مدار 25 ساعة في 17 مقابلة، وكذلك أبنائه الثلاثة وفريقه الطبي وزملائه السابقين والحاليين وبعض مرضاه وعائلاتهم وشخصيات عامة ومسؤولين قدموا جانبا من مسيرة إنسانية ومهنية كبيرة لجراح القلب الذي أذهل الجميع طوال عقود طويلة بإسهاماته العلمية والطبية في بلدان كثيرة من كل قارات الأرض.

    المصدر

    أخبار

    “نقطة اللاعودة” في النيجر.. ماذا بعد إعلان الانقلابيين طرد السفير الفرنسي؟

  • “مقتل أربعة أشخاص” في إطلاق نار بولاية فلوريدا

    ذكرت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، السبت، أن أربعة أشخاص قتلوا في إطلاق نار بمدينة جاكسونفيل في ولاية فلوريدا. 

    ووقع إطلاق النار في تقاطعي شارعي “كينغز” و”كانال” في جاكسونفيل، ظهر السبت، وفقا لقناة “FOX 30” التابعة للشبكة. 

    وأشارت مصادر للقناة إلى أن ثلاثة أشخاص قضوا على الأقل، بالإضافة إلى مطلق النار.

    وبحسب القناة، شوهد فريق من العمليات الخاصة “سوات” قرب متجر “دولار جنرال” بالمنطقة، وذكرت أن قوات الأمل خاضت مواجهة مع مشتبه به مسلح تمت محاصرته داخل المتجر. 

    وقالت جامعة “إدوارد واترز” بجاكسونفيل في بيان نشرته عبر  إكس إن حادث إطلاق نار مميت وقع، في وقت سابق السبت، خارج الحرم الجامعي.

    وذكرت الجامعة أن التقارير الأولية لا تشير إلى تورط الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس أو الموظفين. وأكد البيان أن مكتب شريف مدينة جاكسونفيل بفلوريدا متواحد في مكان الحادث.

    وقامت الشرطة بتأمين المرفق  الجامعي، وفق البيان، ويتم احتجاز الطلاب في غرف سكنهم خلال فترة ما بعد الظهر حتى يتم تطهير مكان الحادث.

    تم تفعيل نظام الطوارئ لإخطار أعضاء الحرم الجامعي. 

    المصدر

    أخبار

    “مقتل أربعة أشخاص” في إطلاق نار بولاية فلوريدا

  • وسائل إعلام: سقوط “عدد من القتلى” في إطلاق نار في جاكسونفيل بفلوريدا

    تنظم في العاصمة الأميركية واشنطن مسيرة سنوية إحياء للذكرى الستين لخطاب زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ “لدى حلم” الذي ألقاه قبل ستة عقود.

    ويشارك آلاف الأميركيين من أصول أفريقية و مناضلون من أجل حقوق الأقليات الدينية والعرقية في مجموعة من التظاهرات على مدار اليوم في محيط النصب التذكاري آبراهام لينكن حيث ألقى كينغ ذلك الخطاب الشهير الذي شكل تحولا تاريخيا في مسار نضال الأميركيين من أصل أفريقي من أجل المساواة وإنهاء التمييز العرقي.

    “لدي حلم”

    في 28 أغسطس 1963 ألقى زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ أمام نحو 250 ألف شخص خطابه الشهير “لدي حلم” الذي أصبح مرجعا في النضال من أجل هذه الحقوق.

    وفي هذا الخطاب الذي حمل عبارة تكررت كثيرا تحدث كينغ عن وقت يعيش فيه أطفاله “يوما ما في دولة لا يكون الحكم عليهم فيها بلون بشرتهم، بل بسمات شخصيتهم”.

    سار كينغ في ذلك اليوم في مسيرة ضمت مئات الآلاف من المواطنين إلى العاصمة واشنطن ليخبر العالم بأن حلمه “ضارب بجذوره العميقة في الحلم الأميركي” من العيش الكريم، ولم يرزح تحت “قيود العزل” ولم تكبل إرادته بـ”سلاسل التمييز”.

    في تلك اللحظة التاريخية، وتحت ظل نصب لينكن التذكاري في قلب العاصمة واشنطن، كان كينغ آخر المتكلمين فيما عرف لاحقا بأنه أكبر احتجاج في تاريخ الحقوق المدنية في البلاد.

    خطاب كينغ، الذي كان مكتوبا، وصف حالة المتظاهرين الأميركيين الذين قدموا إلى عاصمة بلادهم من كل حدب وصوب “للمطالبة بدين مستحق لهم.. ولم تف أميركا بسداده”.

    وقال: “بدلا من أن تفي بما تعهدت به، أعطت أميركا للمواطنين من أصل أفريقي شيكا من دون رصيد، شيكا أعيد وقد كتب عليه أن الرصيد لا يكفي لصرفه”.

    وفي سياق ذلك الخطاب، صرخت منشدة التراتيل الدينية المعروفة آنذاك مهاليا جاكسون: “أخبرهم مارتن عن حلمك.. أخبرهم مارتن عن حلمك”.

    فما كان من القس الذي اعتاد على عظات قداس الأحد إلا أن وضع أوراقه جانبا.. أمسك بطرف المنصة.. تنفس بعمق.. ثم قال “لدي حلم.. أقول لكم اليوم، يا أصدقائي، إنه على الرغم من الصعوبات والإحباطات، ما زال لدي حلم”.

    “لدي حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية”.

    “هذا هو أملنا.. دعوا أجراس الحرية تقرع وتنشد.. أحرار في النهاية! أحرار في النهاية! شكرا يا رب، نحن أحرار في النهاية!”

    البداية في حافلة

    كانت البداية في مونتغومري بولاية ألاباما أواخر عام 1955 في حافلة عامة، عندما طلب رجل أبيض من امرأة من أصول إفريقية القيام من كرسيها ليجلس هو مكانها، لكنها رفضت فاتصل بالشرطة التي ألقت القبض عليها بتهمة ارتكاب مخالفة.

    على أثر الحادث، طالب كينغ من الأميركيين من أصول إفريقية مقاطعة شركة الحافلات لمدة عام وهم الذين يمثلون ما نسبته 70 في المائة من ركابها، الأمر الذي أضر كثيرا بإيرادات الشركة.

    اعتقل كينغ ومجموعة من زملائه بتهمة التدبير لـ”مؤامرة بتعطيل العمل”، حتى تقدمت أربعة من السيدات من ذوي الأصول الإفريقية بطلب إلى المحكمة الاتحادية لإلغاء التفرقة في الحافلات في مونتغومري، وأصدرت المحكمة حكمها التاريخي الذي ينص على عدم دستورية هذه التفرقة.

    على إثر ذلك طلب كينغ من أتباعه إنهاء المقاطعة والعودة لاستخدام الحافلات.

    بعد ذلك بحوالى عامين، مُنح كينغ ميدالية “Spingarn Medal”، التي تعطى سنويا للشخص الذي يقدم مساهمات فعالة في مواجهة العنصرية.

    وبهذه المناسبة، طالب كينغ في خطابه إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي بإعطاء الأميركيين من أصول أفريقية حق الانتخاب.

    وبالفعل نجحت مساعيه في تسجيل خمسة ملايين من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية في سجلات الناخبين في الجنوب. وفي العام التالي 1964، صدر قانون حقوق التصويت الانتخابي الفيدرالي. 

    خسر حياته

    دفع ملهم الاحتجاجات الناجحة حياته ثمنا لتحقيق العدالة التي آمن بها، إذ اغتيل في الرابع من أبريل 1968 في موتيل لوريان في ممفيس على يد محكوم سابق يدعى جيمس إرل راي صوب بندقيته تجاه غرفة كينغ وانتظر خروجه.

    بعد حوالى أسبوع من وفاته، وقع الرئيس الأميركي آنذاك ليندون جونسون قانون الحقوق المدنية الذي يضمن الحرية والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، ويلزم الإدارة الفدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون.

    اختير كينغ كأول أميركي من أصل أفريقي ليكون شخصية العام من مجلة تايم عام 1963، كما أنه حصل على جائزة نوبل للسلام في 1964 عندما كان في الـ35 من عمره.

    المصدر

    أخبار

    وسائل إعلام: سقوط “عدد من القتلى” في إطلاق نار في جاكسونفيل بفلوريدا

  • حظر تجول وقطع للإنترنت في يوم الانتخابات الرئاسية في الغابون

    بقرارهم طرد السفير الفرنسي من النيجر، يكون الانقلابيون الذين استولوا على السلطة، منذ شهر، بصدد الإعلان عن موقفهم الرافض لأي حلول تفاوضية، بينما لا تزال مجموعة “إيكواس” تلوح بالتدخل العسكري.

    وطالب المجلس العسكري في النيجر، الذي يحتجز الرئيس المنتخب، محمد بازوم منذ 26 يوليو الماضي، الجمعة، سفير فرنسا في نيامي، بمغادرة البلاد في مدة أقصاها 48 ساعة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، فرانس برس.

    الخارجية الأميركية تنفي صحة رسائل تزعم طلب النيجر مغادرة دبلوماسيين أميركيين

    نفى متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ “الحرة”، الجمعة، صحة الرسائل التي تم تداولها بشأن طلب قدمته النيجر لمغادرة بعض الدبلوماسيين الأميركيين البلاد. 

    وبعد الإطاحة بالرئيس الذي انتخب، في عام 2021، أعلنت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، في 10 أغسطس، عزمها على نشر قوة “لإعادة النظام الدستوري في النيجر” من دون أن تعرف تفاصيل عملية كهذه وموعدها.

    هذا الوضع قد يؤشر على الوصول إلى طريق مسدود، وفق رئيس المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي، فرانسوا جيري، الذي أكد أن الانقلاب في النيجر ستكون له عواقب وخيمة، إذا استمر المشهد كما هو عليه الآن.

    وفي اتصال مع موقع الحرة، شدد جيري على أن الدول التي لوحت بالتدخل العسكري، والذي ساندته فرنسا، “فعلت كذلك عندما رأت أن الانقلابيين لا يريدون سماع صوت العقل”.

    جيري لفت إلى أنه خلال نفس اليوم الذي أعلنت فيه “القيادة الجديدة” في النيجر رغبتها في مغادرة سفير فرنسا لديها، سمحت لمالي وبوركينافاسو، بالتدخل عسكريا في ترابها إذا لزم الأمر ، قائلا “هذه علامة صريحة على أنهم لا يريدون التفاوض”.

    وتعارض مالي وبوركينافاسو بشدة أي تدخل عسكري في النيجر.

    لكن بيان وزارة خارجية النيجر، الذي أعلن عن دعوتها السفير للمغادرة، برر قراره بكون باريس “رفضت الاستجابة لدعوتها إلى إجراء مقابلة”.

    ورفضت باريس طلب الوزارة النييجرية معتبرة أن “الانقلابيين ليست لهم أهلية” لتقديم مثل هذا الطلب.

    “حرب مفتوحة”

    يرى المحلل المختص في الشؤون الأفريقية، محمد تورشي، أن الدعوة التي وجهتها السلطات العسكرية في النيجر لفرنسا “تدخل في إطار الضغط الذي تمارسه على باريس في ضوء قراراتها توقيف كل العقود معها بداية من الشهر القادم.

    وفي مقابلة مع موقع الحرة، شدد تورشين على أن محاولة الانقلابيين الضغط على باريس، جاء بالدرجة الأولى لأن الأخيرة من أشد الداعمين للتخدل العسكري لمجموعة دول غرب أفريقيا بقيادة نيجيريا.

    لكن جيري، يؤكد من جانبه، أن باريس ليست من دعت إلى التدخل العسكري، مشيرا إلى أنها دعمت فقط “القرار الحر لإيكواس” على اعتبار أن ذلك سيكون حلا أخيرا لإعادة الشرعية.

    تورشين يعود للقول إن هذا الوضع سيفتح الباب على مصراعيه لعدة سيناريوهات لعل أهمها “حرب مفتوحة بين الطرفين” وفق وصفه.  

    وأضاف “في حال نجح المجلس العسكري في تثبيت حكمه وتحجيم دور فرنسا فستحاول الأخيرة قدر استطاعتها منع ذلك” وهو ما يحيل إلى سيناريوهات متعددة لكنها تصب جميعها في المواجهة العسكرية.

    والجمعة، توجهت مولي في، كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا إلى غرب القارة في محاولة دبلوماسية جديدة لحل الأزمة المستمرة منذ شهر في النيجر.

    وستزور مولي،  كلا من نيجيريا وغانا وتشاد.

    وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أمس، إن في ستتطرق خلال جولتها “للأهداف المشتركة المتمثلة في الحفاظ على الديمقراطية التي اكتسبتها النيجر بشق الأنفس وتحقيق الإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته وأعضاء حكومته المحتجزين ظلماً”. 

    وأضافت أنها ستجري أيضا مشاورات مع كبار المسؤولين في بنين وساحل العاج والسنغال وتوغو، وكلها أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).

    “برميل بارود”

    فرانسوا جيري، يقول في الصدد، إن بلاده لم تهدد يوما نيامي بتدخل عسكري، بل حاولت التقرب من الانقلابيين لبحث أرضية وفاق، لكنهم رفضوا كل المساعي الدبلوماسية، وفقه، مرجحا هو الآخر، أن يسوء الوضع أكثر إذا استمروا على موقفهم هذا.

    وقال “كلما تراجعت الدبلوماسية، زادت فرص اندلاع الحروب”.

    ثم تابع “فرنسا لم تقل يوما إنها تريد الحرب ضد الانقلابيين، لكن طرد السفير سيعقد الوضع ويقوي الخيار العسكري”.

    ثم مضى “على حكومة النيجر تحمل مسؤوليتها، لا أقصد هنا الحرب بالضرورة، لكن تبعات هذا الوضع المتأزم على اختلافها”.

    وأضاف “أقصد أن التكاتف بين النيجر وبوركينافاسو ومالي، يعني تعاضد مجموعة من الانقلابيين، هذا سيجعل من المنطقة برميل بارود”.

    تورشين من جانبه، يرى أن الوضع في المنطقة ككل وصل لنقطة اللاعودة، وهذا يؤشر على مستقبل مبهم يسير للعنف أكثر قائلا “سيزداد التعقيد، والمناكفات ستستمر لفترات طويلة” مشيرا إلى أن فرنسا ستوظف الحلول العسكرية لتلافي ذلك “وهو ما سيشكل بؤرة نزاع جديدة” العالم في غنى عنها.

    المصدر

    أخبار

    حظر تجول وقطع للإنترنت في يوم الانتخابات الرئاسية في الغابون

  • بطائرات مسيرة وكاميرات حرارية.. عمليات واسعة للبحث عن وحش “لوخ نس”

    تجمع باحثون على ضفة بحيرة إسكتلندية، السبت، أملا في الكشف عن علامات لوجود وحش بحيرة “لوخ نس” الأسطوري.

    وقال “مركز لوخ نس”، المعني بعملية البحث عن الوحش الأسطوري، إن الباحثين سيحاولون الوصول إلى دليل عن وجود الوحش باستخدام طائرات مسيرة تقوم بالتصوير الحراري وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء ومكبر صوت مائي لرصد الأصوات تحت الماء في مياه البحيرة العكرة.

    ويوصف هذا الحدث، الذي يستمر يومين، بأنه أكبر مسح للبحيرة منذ 50 عاما، ويضم أشخاصا من جميع أنحاء العالم يراقبون المياه عن بعد عبر الكاميرات المتصلة بالإنترنت (ويب كام).

    وفي هذا الصدد، قال آلان ماكينا، المسؤول بمركز لوخ نس، إن الهدف هو “إلهام جيل جديد من عشاق بحيرة لوخ نس”.

    وأضاف ماكينا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” قائلا إن الباحثين “يبحثون عن أي فواصل في سطح (البحيرة)، ويطلبون من المتطوعين تسجيل جميع أنواع السلوك الطبيعي فيها”.

    يقع “مركز لوخ نس” في فندق درومنادروتشيت السابق، حيث بدأت أسطورة الوحش.

    ففي عام 1933، أبلغ مدير المركز ألدي ماكاي، عن اكتشاف “وحش مائي” في البحيرة المحاطة بالجبال، وهي أكبر بحيرة من المياه العذبة من حيث الحجم في المملكة المتحدة وعلى عمق يصل إلى 750 قدما (230 مترا)، كما أنها واحدة من أعمقها.

    وأثارت القصة انبهارا عالميا متواصلا وشغفا للعثور على الوحش المراوغ، كما أدت إلى انتشار مئات الروايات من شهود عيان.

    وطرح العديد من النظريات على مر السنين، بما فيها أن هذا المخلوق ربما كان من الزواحف البحرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، أو من الثعابين العملاقة، أو من السمك الحفشي، أو حتى مجرد فيل سيرك هارب.

    يعتقد كثيرون أن مشاهد الوحش المزعومة مجرد خدعة أو يمكن تفسيرها على أنها لجذوع أشجار عائمة أو رياح قوية. لكن الأسطورة تعتبر بمثابة نعمة للسياحة في منطقة المرتفعات الإسكتلندية الخلابة.

    إلا ان هذا التشكك لم يفت في عزيمة المتطوع كريغ غاليفري، الذي قال “أؤمن أن هناك شيئا ما في البحيرة” رغم انه منفتح على خيارات عديدة، مضيفا “أعتقد جديا أنه يجب أن يكون هناك شيء يثير هذه التكهنات”.

    كما ذكر أنه مهما كانت نتيجة البحث خلال نهاية الأسبوع، فإن “الاسطورة ستستمر”.

    واستطرد قائلا “أعتقد ان مجرد تخيل وجود شيء في أكبر بحيرة في المملكة المتحدة.. هناك روايات أخرى. هناك اشياء أخرى لم تظهر دلائل عليها. هناك شيء خاص للغاية بشأن هذه البحيرة”.

     

    المصدر

    أخبار

    بطائرات مسيرة وكاميرات حرارية.. عمليات واسعة للبحث عن وحش “لوخ نس”