التصنيف: نصائح عامة

نصائح عامة

  • “واقعة بغيضة ومأساوية”.. وزير أميركي يعلّق على إطلاق النار في جاكسونفيل

    أكد وزير الأمن الداخلي الأميركي، أليخاندرو مايوركس، السبت، التزام وزارته للعمل على محاربة الجرائم المدفوعة بالكراهية، عقب قتل مسلح ثلاثة أميركيين من أصل أفريقي في مدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا، السبت، قبل أن يطلق النار على نفسه. 

    وجميع الضحايا هم أميركيون من أصل أفريقي، وتشتبه الشرطة أن المشتبه به أطلق النار بدافع كراهيته للسود. 

    وقال مايوركس عبر إكس: “كثير من الأميركيين، في جاكسونفيل وعبر أرجاء دولتنا، فقدوا شخصا عزيزا بسبب العنف العرقي”. 

    وأضاف “وزارة الأمن الداخلي ملتزمة بالعمل مع دولتنا والشركاء المحليين للمساهمة في منع حدوث واقعة بغيضة ومأساوية كهذه”. 

    وأكد البيت الأبيض أنه تم إطلاع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على الواقعة. 

    وكانت شرطة مدينة جاكسونفيل أكدت مقتل أربعة أشخاص، بينهم المشتبه به، في عملية إطلاق نار بمتجر “دولار جنرال”.

    وحاصرت السلطات الأمنية المسلح داخل المتجر، وذكرت أنه كان ينوي الانتحار وأنه أطلق النار على نفسه. 

    وراح ضحية الواقعة رجلان وامرأة أميركيين من أصل أفريقي. 

    وقال قائد شرطة جاكسونفيل، تي كاي ووترز، في مؤتمر صحفي، السبت، إن السلطات تعتقد أن الجاني تصرف من تلقاء نفسه وإنه قبل الواقعة كتب “عدة بيانات” توضح بالتفصيل كراهيته للسود.

    وقال ووترز، إن مطلق النار، وهو رجل أبيض في أوائل العشرينات من عمره، كان يرتدي سترة تكتيكية ويحمل بندقيّة من طراز “آي آر” ومسدسا، عندما بدأ بإطلاق النار داخل متجر “دولار جنرال”.

    وأضاف “لقد استهدف مجموعة معينة من الناس وهؤلاء كانوا من السود. أولئك هم من قال إنه يريد قتلهم. وهذا واضح جدا”.

    وذكر ووترز أن رسائل عثرت عليها عائلة المسلّح قُبيل الهجوم “تظهر بالتفصيل أيديولوجية الكراهية المثيرة للاشمئزاز لديه”.

    وسيحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في إطلاق النار باعتباره جريمة كراهية، وفق ما قالت شيري أونكس، الوكيلة الخاصّة للمكتب في جاكسونفيل.

    المصدر

    أخبار

    “واقعة بغيضة ومأساوية”.. وزير أميركي يعلّق على إطلاق النار في جاكسونفيل

  • ماوي تشتعل مجددا.. سلطات هاواي تصدر أوامر بإخلاء غربي الجزيرة

    أصدرت وكالة إدارة الطوارئ في هاواي، السبت، أوامر بإخلاء غربي ماوي بسبب حرائق غابات. 

    وذكرت الوكالة عبر إكس أن الإخلاء يشمل منطقة أنابوني وصولا إلى غرب ماهيبولو. 

    وقالت في بيانها: “اخلوا عائلاتكم وحيواناتكم الأليفة الآن. لا تتأخروا. توقعوا ظروفا قد تصعُب فيها القيادة وانتبهوا إلى العاملين في مجال السلامة العامة العاملين في المنطقة”. 

    وشهدت جزيرة ماوي، ثاني أكبر جزر هاواي، في الثامن من أغسطس الجاري، حريقا هو الأعنف في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.

    وأتت النيران على حوالي 800 هكتار وأدت إلى تدمير مدينة لاهينا التاريخية، مقر الحكم في حقبة الملكيّة في هاواي.

    ويُتوقّع أن ترتفع حصيلة الخسائر البشرية مع انتهاء عمليات البحث، وقد أصدر مسؤولو مقاطعة ماوي، الخميس، لائمة تضم 388 اسما لأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.

    كما شرد الحريق الآلاف، ويُتوقّع أن يستغرق التعافي من آثاره سنوات. وتشير التقديرات الفيدرالية إلى أن الحريق خلّف أضرارا بقيمة 5.5 مليارات دولار.

    المصدر

    أخبار

    ماوي تشتعل مجددا.. سلطات هاواي تصدر أوامر بإخلاء غربي الجزيرة

  • بطولة فرنسا.. فوز أول لسان جرمان هذا الموسم ومرسيليا يكبح جماح بريست

    حقق باريس سان جرمان حامل اللقب، أول انتصار له منذ بداية الدوري الفرنسي لكرة القدم لموسم 2023-2024 بفوزه على ضيفه لنس 3-1 السبت، في المرحلة الثالثة، في حين أوقف مرسيليا جماح بريست الفائز في مباراتيه الاولين، إثر تغلبه عليه 2-صفر.

    وصعد سان جرمان إلى المركز الرابع برصيد 5 نقاط متخلفا بفارق نقطتين عن المتصدرين موناكو ومرسيليا.

    في المباراة الأولى على ملعب بارك في برانس، حظي مهاجم سان جرمان كيليان مبابي باستقبال حار في أول مباراة له في ملعب فريقه هذا الموسم.

    وكان غاب عن المباراة الأولى ضد لوريان لرفضه تجديد عقده وعدم رغبة سان جرمان في التخلي عنه مجانًا الصيف المقبل، لكن الطرفين توصلا بعد ذلك إلى اتفاق قد يقضي بتجديد عقد اللاعب مع ضمان انتقاله مقابل مبلغ مادي الصيف المقبل.

    وانتظر فريق العاصمة حتى الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول ليفتتح له مهاجمه الإسباني الجديد ماركو اسنسيو التسجيل إثر تمريرة من الشاب وارن زاير ايمري.

    وفي مطلع الشوط الثاني، أضاف سان جرمان الثاني عبر مبابي بعد هجمة مرتدة سريعة بقيادة ظهيره الايسر لوكا هرنانديز (52)، قبل أن يضيف مبابي نفسه الثالث إثر تمريرة من الإسباني فابيان رويس (90+1).

    ورد لنس بهدف شرفي لمدافعه مورغان غيلافوغي (90+6).

    ولم يفز لنس في أي من مبارياته الثماني الأخيرة في العاصمة حيث خسر 5 مرات وتعادل 3 مرات، ويعود آخر فوز له في بارك دي برانس إلى 5 نوفمبر عام 2006 بنتيجة 3-1.

    والخسارة هي الثانية للنس بعد سقوطه أمام بريست 2-3 في الجولة الأولى وتعادله مع رين 1-1 في الثانية.

    يذكر أن لنس حل وصيفا لسان جرمان الموسم الفائت وسيشارك في دوري أبطال أوروبا في الموسم الحالي.

    وخسر لنس في نهاية الموسم الفائت عنصرين أساسيين في صفوفه هما هدافه البلجيكي الدولي لويك اوبندا لصالح لايبزيغ الألماني، وقائده العاجي سيكو فوفانا المنتقل إلى النصر السعودي.

    وعلى ملعب فيلودروم، أوقف مرسيليا جماح بريست الفائز في مباراتيه الأولين، إثر تغلبه عليه 2-صفر.

    ورفع مرسيليا الذي فشل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا بعد خروجه في الدور الثالث من الملحق ضد باناثينايكوس اليوناني، رصيده إلى 7 نقاط في المركز الثاني متخلفًا بفارق الأهداف عن موناكو الذي انتزع تعادلا صعبًا من نانت 3-3 الجمعة.

    المصدر

    أخبار

    بطولة فرنسا.. فوز أول لسان جرمان هذا الموسم ومرسيليا يكبح جماح بريست

  • بعد عزلة كورونا.. كوريا الشمالية تسمح لمواطنيها المقيمين في الخارج بالعودة

    في خريف عام 1942، كانت القوات الألمانية تقترب من العاصمة المصرية، القاهرة، بينما طبول الحرب العالمية الثانية تقرع أصوات العالم كله، وكان الطفل مجدي يعقوب، الذي أصبح فيما بعد بروفيسورا وأحد أهم جراحي القلب في العالم، في السابعة من عمره يرقب والده “حبيب” الطبيب الجراح وهو يترقب المذياع لمعرفة الأخبار بيأس، لأن النزاع يشمل العالم كله.

    وفي هذه الأثناء حلت مأساة لا تزال حاضرة في زوايا ذاكرة الطبيب الشهير حتى الآن والتي عززت دوافع الطفل الصغير ليصبح طبيبا. قصفت القوات الجوية الألمانية مصنعا قرب منزله وتسببت في إصابة الكثير من الأشخاص.

    يقول يعقوب: ” كان مصنعا ضخما. كانوا ينتجون كميات هائلة من القطن. بعضها كان يُنتَج من أجل الصناعة، وأغلبها كان يُنتَج لأجل شحنها للتصدير، ولكن هذا المصنع الضخم أحرق عن بكرة أبيه. حين جاء الألمان إلى العلمين، كادوا يحتلون مصر، وقد أخطأت قاذفاتهم المصنع وقصفته بعد أن اعتقدت أنه مصنع للسلاح تديره القوات البريطانية”.

    مر على هذه الحادثة قرابة 80 عاما، لكن الطبيب الشهير لا يزال قادرا على وصف الأصوات المختلفة لمحركات طائرات سلاح الجو الألمانية والبريطانية، “الألمان اعتادوا إجراء طلعات جوية فوق منزلنا.. استطعنا التعرف على طائراتهم وكنا نصرخ لنختبئ”.

    لا يزال “يعقوب” يذكر مشاركة والده في الأمر بفخر فقد كان يساعد كثيرا بينما هو يفكر في نفسه ويحدثها بأنه سيصبح طبيبا مثل أبيه الذي كان على الجبهة الأمامية ولم يكن يعود إلى المنزل لأيام طويلة، وحين عاد كان يعاني الإرهاق بشكل تام.

    هذه الحكاية وعشرات من مثيلاتها التي تحتل جوانب بعيدة من قصة حياة الطبيب الرائد في عالم جراحة القلب تتضمنها دفتي كتاب يتضمن مذكراته وسيرته الذاتية عبر 87 عاما هي عمره، تطرحها دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة قريبا وقد اختص موقع “الحرة” بنشر الكثير من محتواها وتفاصيلها قبل طرحها للقراء في أنحاء العالم قريبا.

    وفاة “يوجين”.. ولد يريد إثبات خطأ أبيه

    لم تكن هذه القصة وحدها التي علقت في وعي مجدي يعقوب بالمرضى وشكلت لديه الرغبة في أن يكون طبيبا مثل والده، فقد سبقتها بعدة أعوام حادثة أخرى هزت كيان العائلة بأكملها.

    توفيت “يوجين” الشقيقة الصغرى لوالد يعقوب، بسبب مرض بالقلب. يوجين كانت طالبة جامعية، عمرها 22 عاما، أصيبت بمرض القلب الروماتيزمي الناتج عن الحمى الروماتيزمية التي مثلت وباءً في مصر آنذاك وفي تلك الفترة، عام 1940 ، لم يكن هناك أي علاج فعال متاح للقضاء على هذا المرض.

    أصيب والد يعقوب بحالة اكتئاب لعدم قدرته على علاج شقيقته الصغرى، ولفترة طويلة وجد صعوبة في مواصلة عمله في المستشفى وسيطر الحداد على العائلة.

    منحت وفاة يوجين الطفل مجدي يعقوب هدفا داخليا رغم كونه في الخامسة من عمره، فقد عزم على أن يصبح جراحا للقلب ويجد علاجا للمرض الذي قتلها، وأخبر والده بذلك، لكن الأخير استنكر الأمر.

    “والدي قال لي.. لا يمكنك أن تفعل ذلك لأنك غير منظم (مشتت) إلى حد كبير، لن تتمكن من أن تصبح جراح قلب”، كان الولد مُعجبا بأبيه وينظر إليه بينما يغادر إلى عمله يوميا وهو يقود سيارته الصغيرة لكنه صمم على إثبات خطأ والده، ويقول: “منذ تلك اللحظة فصاعدا، كنت أكثر إصرارا على تحقيق هدفي”. 

    “بلبيس” بالقرب من روافد نهر النيل

    ولد مجدي يعقوب، في 16 نوفمبر عام 1935، في مدينة بلبيس، البلدة التي كانت موقعا لحصن قديم في المملكة المصرية، وشيدت على ضفاف أحد روافد النيل في الشمال بعيدا عن أضواء وصخب القاهرة والمدن الكبرى.

    الأب “حبيب” كان جراحا عاما يعمل لدى الحكومة وكان صاحب فكر، أما الأم “مادلين” فكانت ابنة قاض، صارمة تنظم حياة عائلتها وتصر على أن ينجح أبناؤها، تعزف البيانو بمجموعة محدودة من الألحان مثل سوناتا “مون لايت”، وترسم بالزيت أيضا.

    مجدي هو الابن الثالث بين أربعة أبناء، مهجة الشقيقة الكبرى، يليها جمال، أو “جيمي”، كما تناديه الأسرة، وسامي أصغر من مجدي بأربع سنوات.

    كانت الأسرة ضمن الطبقة الوسطى ونال الأبناء قدرا كبيرا من التعليم وتمتعوا بطموح كبير، وكان الأب دائم الحديث مع أولاده عن القيم وأنه لا يريد أن يترك لهم مالا وهو لا يمتلك الكثير منه على أي حال لكنه يريد أن يترك لهم تعليما جيدا ومعرفة لأنها لن تخذلهم أبدا وسيموت سعيدا إذا نالوا التعليم والمعرفة لأنهم سيكونون حينها قادرين على الاعتناء بأنفسهم.

    مبكرا ومنذ السنوات الأولى بدا أن مجدي يعقوب مختلف بطريقة شكلت حياته كرجل وصاغت عمله كجراح وعالم كبير.

    عَمَلُ الأب كطبيب جعل الأسرة تتنقل كثيرا في مصر خلال الثلاثينيات والأربعينيات، وكانت تلك التنقلات لها أثر كبير على حياة الطفل مجدي الذي وصفها بأنها فترة “غجرية” في حياته، فحينما كانت وزارة الصحة تريد جراحا، كانت العائلة بأكملها تنتقل. كان الأمر يحدث كل بضعة أعوام.

    وبينما كان الوالدان يعملان على تأسيس منزل يعم عليه الحب والاستقرار من أجل أطفالهم، كانت تلك التنقلات الكثيرة تتسبب في حالة انقطاع واضطراب لديهم.

    وحين كان عمره ثلاث سنوات، دخل “مجدي” مدرسة خاصة أميركية، لكنه لم يحب تلك التجربة، وبعد ذلك انضم إلى سلسلة من المدارس الحكومية، لكنه وجد التأقلم مع الأمر صعبا.

    يقول يعقوب: “كانت المدارس جيدة إلى حد كبير في تلك الأيام، لكن الأمر كان مأساويا. كان ينتهي بي الأمر بإبرام صداقات جديدة وبعد ذلك أضطر إلى تغيير المدارس من جديد بسبب تغيير والدي للوظيفة”.

    نمط الحياة بهذه الطريقة جعل إحساس الخوف يتسلل إلى نفس الطفل الصغير، فقد كان خائفا جدا كطفل كان الجميع ينظر إليه وكان يقول في نفسه: “يا رب إنهم يكرهونني”. لكنهم في الواقع لم يكونوا يكرهونه وإنما فقط لم يعرفوه، بحسب تعبيره.

    في سنوات الدراسة الأولى بدا منطويا على ذاته، طفلا هادئا ودائما ما يجلس في نهاية الصف الدراسي، ولم يكن يبدو أنه يعير أساتذته انتباها، ورفض المشاركة في الدروس ووقتها علق الأساتذة على الأمر قائلين، وفق وصفه: “هذا الطفل معتل نفسيا. لا يسأل أي أسئلة ولا يتحدث، سيكون علينا أن نأخذه إلى طبيب نفسي”، وحين سألوه: “لماذا لا تتحدث؟” أجاب بأنه ليس لديه ما يقوله.

    كان مجدي، الذي لم يكن يكن يتجاوز الرابعة وقتها، في نفس الصف الدراسي مع شقيقه “جيمي”، الذي يكبره بـ18 شهرا، كان الأخوان وفيين لبعضهما ومُقرَّبين إلى حد كبير.

    اعتاد الشقيقان قضاء وقتهما معا في المدرسة وفي المنزل وفي أوقات اللعب وبعد ذلك دخلا كلية الطب في نفس الوقت وسافرا إلى بريطانيا في وقت لاحق أيضا. واعتبر مجدي أن “جيمي” كان الداعم الأول والسند له، ولم تمر عدة أشهر من انضمام مجدي إلى الصف الذي فيه شقيقه حتى بات الولد الصغير الذي اعتاد الجلوس في الصف الأخير ولا يقول أي شيء، الأبرز بين زملائه. أصيب الجميع بالذهول، البعض قال إنه كان يغش، ولكن سجله الأكاديمي كان يتحدث عن نفسه.

    أنهار من العمليات الجراحية و”لا يحتمل منظر الدم”

    تحمل مذكرات مجدي يعقوب قصصا مدهشة ومفارقات كثيرة حول سماته الشخصية، فالجراح الكبير، الذي شق مئات الصدور وأجرى عمليات قلب لا يمكن حصرها بدقة من فرط كثرتها، يخشى الدم منذ صغره ولم يزل حتى الآن.

    قبل أن يصبح جراحا للقلب حصل مجدي على دعوة من قبل خاله، الذي تدرب مع والده، للانضمام إليه في غرفة العمليات. ذهب وتعقم، وخلال العملية الجراحية وبعد أن رأى الكثير من الدماء، سقط مغشيا عليه. كان الأمر مثار صدمة وسخرية من قبل خاله، الذي تهكم به، قائلا: “كيف تريد أن تصبح جراح قلب؟”.

    يقول يعقوب: “لا أحتمل منظر الدم. قد تسألون.. كيف يمكن هذا وأنت قضيت عمرك منغمسا في الدماء؟ حين أجري العمليات الجراحية أكون على استيعاب كامل للأمر، وأشعر كذلك أنني أسيطر على الوضع بشكل كامل. إن تمزق شيء ما، لن يكون الأمر مشكلة بالنسبة لي. سأتمكن من السيطرة على الوضع. ولكن خارج غرفة العمليات، في الشارع.. إن رأيتُ حادثا، لا أستطيع السيطرة على الأمر”. 

    الشاب الذي سقط مغشيا عليه حين رأى منظر الدماء يجري العمليات وهو يستمع إلى الموسيقى، خاصة الكلاسيكية، وقد حمل بين يديه، على مدار عقود، عشرات القلوب ينقلها بين يديه من مكان إلى آخر وهو يجري خلف سيف الوقت كي يصل بها في الموعد المحدد لجسد آخر يتوق للحياة قبل أن تنتهي صلاحيتها. 

    رحلة لا تُنسى

    واحدة من تلك القصص النادرة، كانت في بليموث جنوب غربي إنكلترا، عام 1983. في ذلك اليوم، عمل يعقوب في صمت لإصلاح قلب سيدة كانت تعاني نزيفا في المخ وصُنّفت على أنها ميتة إكلينيكا في نهاية اليوم السابق.

    وبموافقتها على أن تكون واهبة أعضاء خلال حياتها، ساعدت تلك المرأة، على غير علم، في إنقاذ حياة شخص آخر وقدمت مساهمة كبيرة إلى مستقبل عمليات زراعة القلب، لكن ما حدث بعد ذلك يمكن تصنيفه على أنه فصل في رواية خيالية خطتها يد أديب بارع.

    الوقت عامل مهم للغاية. لم يكن لدى “يعقوب” سوى أربع ساعات فقط لبدء عملية الاستئصال قبل أن يصبح قلب المتبرع عديم الفائدة وما يسمى بـ”فترة التروية”.

    يقول يعقوب: “القلب أكثر حساسية من أي عضو آخر بالجسد. يمكنك أن تبرّد الكبد وتحتفظ به لمدة تصل إلى 12 ساعة قبل عملية الزراعة. لكن فيما يتعلق بالقلب، علينا أن نتحرك لتنفيذ عملية الزراعة بسرعة شديدة”.

    جرى إبلاغ مستشفى “هارفيلد” بتوقع أن تهبط مروحية لديهم. كان لدى تلك المستشفى مهبط مروحيات صغير الحجم يحمل حرف “H” كبير الحجم باللون الأحمر على قاعدته، وراية مخروطية برتقالية اللون لتبيان الرياح مُعلّقة على عمود قريب، لكن وبشكل مفاجئ، اتخذت الأمور منحى آخر.

    غادر يعقوب غرفة العمليات في “دريفورد” ونظر عبر النافذة وأصبح قلقا. كان الضباب يلف بليموث توجه إلى المروحية وهو يحمل العضو الذي جرى استئصاله في صندوق الثلج، وعقارب الساعة تتحرك سريعا والوقت ينفذ.

    أربع ساعات، هي أقصى مدة يمكن أن تُجرى خلالها العملية لإنقاذ المريض المنتظِر في غرفة العمليات ليست بالمدة الطويلة وبحلول الساعة 4:31 في صباح ذلك اليوم، كانت كثافة الضباب تزداد بشكل كبير. صعد يعقوب وفريقه على متن المروحية، لكنهم جميعا كانوا يشعرون بالقلق. كان الأمر مخيفا إلى حد ما بشكل حقيقي.

    كان قائد المروحية على علم بأن هناك أسلاك كهربائية قريبة، لكنه لم يكن قادرا على رؤيتها بسبب الضباب وحين وضع نفسه داخل مقصورة القيادة، كان مستوى الرؤية يتراجع أكثر فأكثر، لكنه كان مضطرا للإقلاع بالمروحية، وبحلول الساعة 4:45 فجرا، وبينما دوارات المروحية كانت لا تزال تعمل، قرر إلغاء الرحلة.

    شعر “يعقوب” بإحساس خيبة الأمل والخذلان، قلقا بشأن المريض في هارفيلد والذي كان صدره على وشك أن يتعرض للشق استعدادا لعملية الزراعة. كان القلب بين يديه. ما الذي كان بإمكانه فعله حينها؟.

    بدا وقتها أن الرأي الوحيد المتاح هو السفر عبر الطريق في رحلة تمتد لمسافة 360 كلم تقريبا، وعادة ما تستغرق أربع ساعات ونصف، ووقتها، لم يعد أمام يعقوب سوى ثلاث ساعات و15 دقيقة قبل أن يصبح القلب غير قابل للاستخدام.

    كانت هناك سيارتا شرطة من منطقة “ديفون وكورنوال” تقفان إلى جانب مرآب سيارات المستشفى لأجل حالات الطوارئ. سرعتهما القصوى  تبلغ 212 كلم في الساعة، ما يعني أن سيارتي الشرطة كانتا قادرتين على الوصول بشكل أسرع إلى الوجهة المستهدفة ووجد سائقا سيارتي الشرطة نفسهما على وشك الانطلاق في رحلة غير مسبوقة. جرى توجيه يعقوب لاستقلال مؤخرة السيارة الأولى مع صندوق الثلج الذي يحمله، بينما استقل اثنان من فريقه السيارة الثانية.

    سبق أن استأصل “يعقوب” قلوبا سابقة في رحلات عدة، قبل أن يتولى فريق طبي مختص تلك العملية بعد أن أصبحت عملية التبرع بالأعضاء أمرا اعتياديا في بريطانيا، لكنه لم ينس أبدا ما حدث في تلك الرحلة من بليموث.

    يقول يعقوب: “كنت أشعر بالخوف.. لم أتمكن من أن أفتح فمي حتى.. كل ما أذكره هو القيادة عبر الضباب في المسارات الريفية والطرقات المتعرجة، ومن بعدها إجراء العملية الجراحية بمجرد الوصول إلى مستشفى هارفيلد”.

    وصل يعقوب في الوقت المناسب، العضو المُستأصل لا يزال صالحا وقابلا للزراعة، وفي غرفة العمليات، كان رجل في الأربعينات من عمره جاهزا للخضوع للجراحة وكان الفريق الطبي مستعدا لبدء العملية، وصدرُ المريض مفتوحا.

    يقول يعقوب: “حين تمر بتلك الحالة الذهنية، تحصل على كل الطاقة اللازمة لك من الأدرينالين والإندروفين الذي يندفع إلى جسدك. جسدك يستجمع قواه بنفسه وتشعر بأنك خارق لا تُهزم. ولكن بعد ذلك أعود إلى حالة الهدوء. قمت بتشغيل موسيقى باخ بينما كنت أتعقم استعدادا لجراحة طويلة تنتظرني”.

    أجرى مجدي يعقوب الجراحة واستمرت خمس ساعات. وقد مثلت تلك العملية الجراحية خطوة أخرى في برنامج زراعة القلب الريادي في مستشفى هارفيلد، والذي مهد الطريق إلى الكثير من الإنجازات الطبية المهمة.

    عرف عن مجدي يعقوب منذ زمن بعيد بأنه رجل مصري متواضع يراكم الخبرة والمعرفة بالطريقة التي يحاول فيها الرجال والنساء مراكمة الثروات. طبيب يقدّس فكرة المجتمع ويؤمن بالكفاح من أجل عالم أكثر عدلا لذلك كان سببا في مداواة قلوب آلاف المرضى بيديه، وملايين آخرين بما حققه من نتائج طبية وعلمية هائلة.

    وثق سايمون بيرسون وفيونا جورمان مسيرة الرجل الملقب ب”ملك القلوب” في كتاب استغرق إعداده ثلاث سنوات ليرى النور، عبر شهادات حية من عشرات الأشخاص، بينهم يعقوب ذاته، الذي روى قصته على مدار 25 ساعة في 17 مقابلة، وكذلك أبنائه الثلاثة وفريقه الطبي وزملائه السابقين والحاليين وبعض مرضاه وعائلاتهم وشخصيات عامة ومسؤولين قدموا جانبا من مسيرة إنسانية ومهنية كبيرة لجراح القلب الذي أذهل الجميع طوال عقود طويلة بإسهاماته العلمية والطبية في بلدان كثيرة من كل قارات الأرض.

    المصدر

    أخبار

    بعد عزلة كورونا.. كوريا الشمالية تسمح لمواطنيها المقيمين في الخارج بالعودة

  • خسارة ثالثة تواليا لإشبيلية

    مني إشبيلية بخسارته الثالثة تواليا منذ مطلع الموسم الحالي بسقوطه على أرضه أمام جيرونا 1-2 السبت في المرحلة الثالثة من بطولة إسبانيا لكرة القدم.

    المصدر

    أخبار

    خسارة ثالثة تواليا لإشبيلية