بعد تأهل هو الأول من نوعه لكرة القدم العربية، يدخل المنتخب المغربي للسيدات منافسات كأس العالم، التي تنطلق، الخميس، بأستراليا ونيوزلندا، بآمال كتابة التاريخ والبصم على مشاركة متميزة في أكبر حدث كروي نسوي.
وتطمح “لبؤات الأطلس” إلى تكرار إنجاز منتخب الرجال، الذي حقق نتائج مذهلة في المونديال الأخير بقطر، بتجاوزه منتخبات بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، قبل بلوغ نصف النهائي كأول منتخب أفريقي وعربي يبلغ هذا الدور.
وسطرت سيدات المغرب إنجازهن التاريخي بالتأهل إلى المونديال في أول مشاركة عربية، بعد نجاحهن في الوصول إلى نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، تحت قيادة المدرب الفرنسي رينالد بيدروس الذي نجح في النهوض بأداء الفريق المغربي إلى “مستويات استثنائية” منذ توليه منصبه في نوفمبر ٢٠٢٠.
وتستضيف أستراليا ونيوزيلندا، النسخة التاسعة من كأس العالم للسيدات، خلال الفترة بين 20 يوليو الجاري و20 أغسطس، بمشاركة 32 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة التي انطلقت عام 1991.
وفي ظهوره الأول بهذه المنافسة العالمية، وضعت القرعة المنتخب المغربي في المجموعة الثامنة، وسيواجه في مباراته الأولى ألمانيا المتوجة مرتين بكأس العالم للسيدات، يوم 24 يوليو، قبل أن يقابل كولومبيا التي تشارك في المونديال للمرة الثالثة، وسيدات كوريا الجنوبية في مشاركتهن الرابعة.
“طموح اللبؤات”
ويواصل منتخب السيدات استعداداته قبل انطلاق منافسات المونديال بمدينة وريبي، ضواحي ميلبورن بأستراليا، بعد أن أجرى ثلاث مباريات ودية أمام كل من جامايكا وإيطاليا وسويسرا.
ويعول المغاربة على توليفة تمزج بين لاعبات محترفات بالخارج وممارسات بالدوري المحلي، خاصة بنادي الجيش الملكي المتألق أفريقيا والذي تشكل لاعباته العمود الفقري للمنتخب من أجل تسجيل مشاركة مشرّفة في المونديال.
كما يجمع المنتخب المغربي بين عنصري الشباب والخبرة، إذ يضم الفريق مجموعة من النجمات الصاعدات، مثل فاطمة تاغناوت وزينب رضواني، اللتين تألقتا في العرس الأفريقي الأخير، بالإضافة إلى لاعبات مخضرمات مثل الحارسة خديجة الرميشي، وإيلودي النقاش، والعميدة غزلان الشباك.
وتقود الشباك التي فازت بأفضل لاعبة في بطولة أفريقيا السابقة، المنتخب المغربي في “مونديال السيدات”، حاملة طموح كتابة اسمها في سجلات تاريخ كرة القدم النسائية الأفريقية بـ”أحرف من ذهب”، بعد أن بصمت على مسار متميز طيلة سنوات من ممارسة كرة القدم.
وتقول ابنة لاعب المنتخب المغربي السابق، العربي الشباك، في تصريحات سابقة نقلها الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم: “لن نذهب إلى كأس العالم من أجل المشاركة فقط. سندخل البطولة من أجل الدفاع عن حظوظنا أمام المنتخبات الكبيرة”.
وضمت القائمة التي استدعاها المدرب الفرنسي للمشاركة في المونديال 23 لاعبة، بينهن 14 محترفة في الدوريات الأجنبية؛ أبرزهن، المهاجمة روزيلا عيان التي جددت، مؤخرا، عقدها مع فريق توتنهام الإنكليزي لعامين إضافيين، إلى جانب صباح الصغير، المحترفة بنابولي الإيطالي.
واحتفى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بمشاركة المنتخب المغربي لأول مرة في المونديال، وتحديدا باللاعبة، نهيلة بنزينة، باعتبارها أول لاعبة تخوض منافسات المونديال مرتدية الحجاب.
وجاء في تغريدة لصفحة الفيفا على تويتر أن لاعبة الجيش الملكي “نهيلة بنزينة ستصنع التاريخ في كأس العالم للسيدات أستراليا ونيوزيلندا.. نجمة المغرب ستكون أول لاعبة تشارك في منافسات البطولة مرتدية حجاب الرأس”.
عن حضور المنتخب المغربي للسيدات بالمونديال، يقول مدرب فريق الجيش الملكي للسيدات، محمد أمين عليوة في حديثه لموقع “الحرة”، إنه “شرف وفخر كبير أن يمثل المنتخب المغربي الدول المغاربية والعربية في هذه المسابقة”، مشيرا إلى أن على “اللاعبات الافتخار والاعتزاز بهذا الإنجاز غير المسبوق”.
ويتوقع عليوة الذي قاد العديد من اللاعبات المشاركات في المونديال للتتويج بدوري أبطال أفريقيا رفقة فريق الجيش الملكي، أن يبصم الفريق المغربي على أداء كبير في البطولة، مشيرا إلى أن “كرة القدم الحديثة لا تعترف بفريق قوي وآخر ضعيف”.
ورغم اعترافه بقوة منافسي المنتخب في المجموعة الثامنة، يرى المدرب المغربي أن “الواقعية والرغبة الجامحة، إلى جانب التنظيم التكتيكي والقراءة الجيدة للخصوم هي ما يصنع الفارق، ويحدد نوعية الفريق”.
ويلفت المتحدث ذاته إلى أن “منتخب السيدات يضم أجود اللاعبات على المستوى القاري، وبإمكانهن أن يلعبن بطولة مثالية وتحقيق التأهل للدور الثاني”.
أسباب “التألق”
وفي بلد تثير فيه كرة القدم الرجالية شغفا كبيرا بين مختلف الأوساط، استطاعت “الكرة الناعمة” جذب الأضواء والمتابعة، بفضل تألق فريق الجيش الملكي في البطولات القاري، إضافة إلى إنجازي المنتخب النسائي ببلوغ نهائي الكأس القاري والتأهل للمونديال، والنتائج الإيجابية التي تحققها الفئات السنية الصغرى.
في هذا الجانب، يقول الصحفي الرياضي، وليد لباب، إن التألق الأخير لكرة القدم النسوية “انعكاس لعمل قاعدي، بدأ بإحداث بطولة احترافية للسيدات، وتواصل بتقوية الأندية ماديا وبشريا، ودعم التكوين في المجال”.
ويرجع الصحفي المغربي في تصريح لموقع “الحرة”، النتائج الإيجابية التي يحققها للمنتخب النسوي، إلى نجاح تجربة الجمع بين “اللاعبات الممارسات بالبطولة المحلية والدوريات الأوروبية”.
وبشأن حظوظ “لبؤات الأطلس” من المجموعة التي يعتبرها عدد من المتتبعين صعبة، يؤكد لباب أنها “جد ممكنة”، بتواجد عناصر مميزة في كل مركز، مضيفا أن الفريق يمتلك حارسة مميزة من حجم خديجة الرميشي، وياسمين مرابط التي تمارس بفريق ليفانتي الإسباني، ونسرين الشاد المدافعة المتألقة بالدوري الفرنسي، والتي ضمنت مكانتها بمنتخب الكبار مبكرا، مشيرا إلى أنها كانت قبل سنتين فقط، عميدة لمنتخب أقل من 20 سنة.
ويضم خطا الوسط والهجوم أيضا “عناصر مميزة”، بحسب لباب، بقيادة غزلان الشباك، وروزيلا عيان، بالإضافة إلى فاطمة تاكناوت التي تتميز بعـ”طاء فني كبير وقدرة مميزة على استغلال الحلول الفردية والاختراق خلال المباريات الصعبة”.
ويجدد الصحفي المغربي أن بإمكان المنتخب المغربي للسيدات العبور للدور الثاني بـ”القليل من التركيز، بالإضافة لعدم التسرع، ومحاولة على استقبال اللعب في المباريات الصعبة دون تلقي أهداف”، مشيرا إلى أن المقابلة الافتتاحية أمام ألمانيا، تبقى “مفتاح النجاح في البطولة”.
بعد اعتراف “الصحراء”.. عاهل المغرب يدعو نتانياهو لزيارة رسمية
لا تعليق