أكد مختصون في المناهج وطرق التدريس لـ “اليوم” أن المناهج التي أدخلتها وزارة التعليم للطلاب تهدف إلى تنمية مهاراتهم وقدراتهم.
وأوضحوا أن دراسة تلك المناهج تساعد الطلاب على توجيه اهتماماتهم نحو مجالات مستقبلية واعدة، ما يتيح أمامهم فرصًا وظيفية كثيرة.
إعداد للمستقبل
وقالت الخبير في التنمية القدرات البشرية د. عبير العمري إن المناهج الجديدة تمثل استجابة ملموسة لاحتياجات سوق العمل المتغيرة، إذ تساعدهم على تلبية الحاجة المتزايدة للخبراء في مجالات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي والتكنولوجي في المملكة.
د .عبير العمري- اليوم
وتابعت: “تمثل هذه المناهج استثمارًا استراتيجيًا في تطوير البشرية السعودية، فهي تمنح الطلاب الفرصة لاكتشاف وتطوير مهاراتهم الفنية والعلمية، وبالتالي تعزز من تأهيلهم المبكر لتولي أدوار قيادية في المجتمع، كما أن تنوع هذه المناهج يعزز من تحقيق التوازن بين التخصصات.
زيادة معدلات التوظيف
من جانبها قالت أستاذ المناهج وطرق التدريس أ.د أمل ظافر آل عثمان إن إدخال وزارة التعليم 9 مناهج جديدة تنسجم مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تحسين مخرجات التعليم الأساسية، وتوفير معارف نوعية للمتميزين تحفيزاً للبحث والإبداع والابتكار لأبناء الوطن، وزيادة معدلات التوظيف، وتلبية احتياجات التنمية الوطنية والثروة الصناعية المستقبلية.
وصرحت أستاذ مناهج وطرق تدريس اللغة العربية أ.د منيرة بنت عبدالعزيز الحريشي: “هذه المناهج تتيح للمتعلمين إثراء المعرفة وبناء خبرات تؤهلهم لتوظيفها في حياتهم العملية، وتعزز من مهارات النجاح لديهم وتسـاعد عـلى تهيئتهـم لذلـك”.
وتابعت: “علاوة على ذلك تتكامل هذه المناهج الدراسية الجديدة التي أدرجتها وزارة التعليم هذا العام في المرحلة الثانوية، مع مناهج المسارات الثانوية وتمكن المتعلمين من زيادة فرص تعلمهم لمجال يرغبونه، أو اكتساب مهارة، أو تطوير خبرة”.
مواكبة التطور
قالت مستشارة التحول الرقمي، وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، د. عبير الحميميدي، إن الثورة العلمية و الصناعية الحالية والتسارع الكبير في الاكتشافات التقنية تجعل من تطوير و استحداث مناهج مواكبة لمفردات هذه الثورة مطلب أساسي لا يمكن الاستغناء عنه.
د. عبير الحميميدي- اليوم
وتابعت: “بالنظر لتفاصيل المواد المستحدثة نجد أنها فروع العلوم التي عليها طلب كبير في سوق العمل وستسهم بشكل كبير في تخريج طلاب أقرب في المهارات لما هو مطلوب حاليًا”.
وكانت وزارة التعليم كشفت عن تدريس مواد جديدة لطلاب وطالبات مراحل الثانوية والابتدائي ورياض الأطفال، بداية من العام الدراسي الجديد 1445هـ، بهدف تقديم تجارب علمية جديدة للطلاب في المرحلة الثانوية تتمثل في مناهج علوم الأرض والفضاء، وإدارة الفعاليات، وتخطيط الحملات التسويقية، والذكاء الاصطناعي، وهندسة البرمجيات، والأمن السيبراني، والرعاية الصحية، و أنظمة الجسم، و مبادئ القانون.
التعليم للحياة
وقالت عميدة كلية التصاميم والفنون بجامعة جدة د. سارة غرم الله الزهراني، إن وزارة التعليم أعلنت عن انطلاق خطوات جديدة ومميزة نحو تفعيل مفهوم “التعليم للحياة”، من خلال الموافقة على تسعة مقررات تعليمية متطورة تستهدف تحسين جودة تعليم الطلاب ، تهدف هذه المقررات إلى تزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة التي تمكنهم من التأقلم مع تطورات العصر الحالي والمستقبلي، في مجالات متنوعة كالعلوم الأرضية والفضائية، وإدارة الفعاليات، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة الجسم، ومبادئ القانون، وغيرها.
وأضافت “الزهراني”: هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لرؤية الوزارة في تمكين الشباب السعودي من المنافسة على الصعيدين الوطني والعالمي من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تمكنهم من تحقيق التميز في مختلف مجالات العمل.
وتعكس هذه المقررات الجديدة عزم الوزارة على ملاءمة مناهج التعليم مع احتياجات سوق العمل المتجددة ومشاريع التطوير الوطني، وتكمن أهمية هذه المقررات في تعزيز فهم الطلاب لإنسانيتهم وعلاقاتهم مع المجتمع من حولهم، بالإضافة إلى تمكينهم من الاندماج بفعالية في البيئة العملية وفهم دورهم الاجتماعي، وتهدف المقررات أيضًا إلى تمكين الطلاب من التكيف مع تحولات الثورات الصناعية المستمرة، بالاضافة الى تعزيز احترام حقوق الآخرين وتعزيز قيم التعاون.
وتكمل: :تأتي هذه المبادرة في إطار التطلعات الرامية إلى بناء جيل متعلم ومؤهل لمواكبة التطورات المتسارعة في جميع مجالات الحياة ،وبهذه الخطوة، تؤكد وزارة التعليم مرة أخرى على أن عملية التعليم لا تنتهي بانتهاء مرحلة معينة، بل هي مستمرة طوال مسيرة الفرد في حياته.
لا تعليق